مشهد٤

7.5K 224 2
                                    

مشهد 4
صعد عدنان المصعد ليستند بجذعه على الجدار وهو يرقب فيروز تختضن حقيبة عملها بيد وتعدل من خصلات شعرها كل ثانية لتثبتها خلف أذنها ...رمقها بإعجاب لباسها محتشم ولكنه أنيق جدا جدا ينم عن ملامح أنوثية جبارة ...بعينين على إسمها حجران من الفيروز النقى تسحران أى أحد يلمحها فقط ...تبتسم برقة فيحفر خديها غرتى القمر ....شهية جدا ...بنكهة لم يجربها من قبل ...حرارة تفكير ه وصلتها وعلمت أنه يتفحصها راسما فى عقله كل تفاصيلها ....إبتسمت وهى تنكمش على نفسها لتتقدم خطوة مبتعدة عن أفق يده ...فتعطل المصعد فجأة نظرت له بذعر وهى تهتف بقلق :
-" ماذا حدث ؟ لماذا تعطل ؟"
نظر عدنان فوجد حقيبتها الثانية المتدلية تعيق جهاظ الإنذار ...لذلك تعطل ...لم يتحدث وإنتهزها فرصة ليشاغبها قليلا ....ليقبض على عضدها برفق يعيدها للخلف ...نظرت له بتوجس من فعلته ...لتهتف بضيق :
-" ماذا تفعل ؟"
لا تنكر أن لمسته أعجبتها ...بل دوما ما حلمت بها ...ولكن ليس الأن ...أمامها طريق طويل للغاية ....همس عدنان بصوت خفيض متشاقى صاحب حركة المصعد مجددا :
-" المصعد لا يحب الفراق ...قفى جانبى هنا كى يتحرك ."
نفضضت يده بحياء خجول لتعود وتتقدم لتقف مكانها فتعطل المصعد مجددا ....قبض مجددا على يدها بتأفف مصطنع والحال أنه مستمتع بعنادها البرئ هذا ....مبتسم ببرود وهو يعيدها مجددا لتقف جانبه ...أجفلها إرجاعه إليها لتقف بجواره مباشرة ....لا تعلم أى لعبة يلعب معها مجددا ...لعبة مسلية له وسخيفة لها ....لا يجب أن تسمح له ولو لحظة أن يشعر بما تضمره بداخلها إتجاهه ....حبه الأن بات عدوها ...ستهزمه لا محالة ....هتفت فيروز بضيق ولوم :
-" سيد عدنان ليست لعبة هى لما تقبض على ذراعى كل دقيقة كما أنك حتما لعبت بجهاز التحكم ليقف هكذا كل دقيقة ....هل نحن أطفال ؟"
هتف بصوت متلاعب هادئ :
-" لا توجد طفلة بهذه الأنوثة فيروز ...ولكن هناك أنثى بهذا الغرور والغباء ..."
لم تفهم كلمة واحدة بل كانت مشدوهة من قربه الجارف لها ...يقبض برقة على عضدها برفق ولمسته تثير مشاعر غريبة لن تسمح لها أبدا بظهورها ...هى الأن ليست فيروز زوجته ...هى غريمته تلك المشاعدة الغريبة التى تجزم كل دقيقة أن تذيقه عذاب شوقها له ....لم يتركها لا تفهم كثيرا أردف بصوت مستفز :
-" الغباء هو عدم إدراك أن هذا المصعد به نظام أمان ...وقوفك هناك يعطله ...لذلك إلزمى مكانك الأن لن نظل هنا طوال اليوم ...."
لم تفهم سوى شئ واحد انه نعتها بالغبية فصرخت مستنكرة :
-" هل أنا غبية ؟؟؟"
هتف عدنان ببرود :
-" بل أنت خائفة ... -" لا أعرف ماذا قالوا عنى لك فيروز ولكن لا داعى للخوف منى هكذا أنا لن أكلك !"
هتفت تتحداه :
-" ومن أخبرك أننى خائفة منك !"
همس بإبتسامة شقية مستفزة :
-" هذا النبض العالى من قلبك له معنى من إثنين إما أن قلبك يهابنى ...أو أنه يهوانى ..."
حينها وصل المصعد لللدور الارضى فهبط منه عدنان وهو يختلس نظرة أخيره لوجها الشاحب متورد الوجنتين بخجل أحرق وجهها حتى إشتم رائحة حرقها ......
تركها ليهتف لها ملوحا يده بإستهزاء :
-" لن أنتظرك كثيرا ...أمامك خمسة عشر دقيقة لتكونى فى مكتبى هناك ..."
ثم إستدار لها بنفس إبتسامته :
-" إنتقى سائق عجوز كى لا يخيفك هو الأخر ...."
علم انها الان حتما تستشيط غضبا ...ولكنها هى من بدأت هذه اللعبة ...وعليه هو وضع قوانينها كما يحلو لها .....
أخرجت هاتفها لتدق جرسا لصديقتها هبة صارخة بقهر لم تتحمله :
-" بادر ..مغرور ...مستفز ..والله لأكسرن أنفه المرفوع هذا ....غبى غبىى!"
ضحكات هبة صديقتها زادتها إشتعالا لتهتف فيروز بضيق :
-" هل أحادثك لتضحكين ؟؟ هبة لا تكونى أنت وهو على !"
هتفت هبة بصدق وهى تكتم ضحكتها كى لا تستشيط فيروز مجددا :
-" أنت من أختارت هذه الطريقة ...عدنان ليس سهل ...له مغامرات نسائية بقدر سنوات عمرك وأكثر ....وأنت لازلت خام لا تدركين شئ ...إما البرود وإلا ستخرين صريعة هواه فى أيام ...فيروز لا تنسى ..أنت هناك للإيقاع به لا ليوقع هو بك ...."
أغلقت فيروز هاتفها وهى تعدل من هيئتها لتذهب لمكان هام تجلب منه ما يساعدها .....
تأخرت فيروز ....
فى مكتب عدنان يجلس على مكتبه ينظر كل دقيقة فى هاتفه وساعته ليتأكد أنها حقا تأخرت ...هل تراجعت ؟؟ أم أنها لم تتحمل  جوالات لعبتهما الغريبة ...ذهبت توقعاته مع الرياح وهو يراها تطرق الباب وتدخل بخفة الفراشة ...تحمل حقيبة ورقية ...بها شئ مجسم ...سرعان ما استعاد هيبته الصارمة وهو يمسك قلمه مجددا ليكتب أى كلام فى ورقة ...إقتربت منه برقة وهى تزيح القلم من يده برقة فاجأته ...وكذلك ازاحت الورقة من أمامه وهى تضحك فإلتفت لهذا اللون الأحمر القاتم الذى يزين شفتيها ...جذاب مغرى إلى حد الهلاك تمنى فى هذه اللحظة أن يخطف منها قبلة ...قبلة بريئة ليعرف فقط أى طعم بشفتيها هل الفراولة أم الكرز أم أنها أشهى من ذلك بكثير ....وضعت فيروز الحقيبة على الطاولة لتخرج منها أطباق مغلفة تسابقت رائحتها الشهية لأنفه ....ليغلق عينيه بتلذذ وهو يهمس بخفوت :
-" ما هذه الرائحة ..."
هتفت بصوت أنثوى جذاب :
-" أنه غدائك المفضل ...."
نظر للأطباق فأدرك صدقها هتف متسائلا :
-" كيف عرفتى ؟؟"
أجابت ببرود :
-" من يسال لا يضيع .."
رفع حاجبه متعجبا :
-" ما المناسبة ..."
لم تجبه فورا بل إنشغلت فى وضع الأطباق بهدوء ...وحينها إقتربت بوجهها منه ...قربا ينهك إحتماله أنفاسها عطرة برائحة النعناع تنعش وجهه ....وجهها جميل للغاية تاسر عينيه بهذه النظرة المهلكة لتشعره أنه برحلة قارب فى المحيط ....زرقاء نقية ..همست بصوت مغرى تؤكد كل كلمة تنطقها :
-" هدنة ..هدنة لفهم خاطئ ...أنا لست خائفة منك ...أنا خائفة عليك سيد عدنان ..أن لست كأى أحد ....هواىّ شباك أنت تقترب منها كثيرا ...فإحذر ...أنت رب عملى ...وأنا فيروز ...مساعدتك فحسب ..."
قالتها مع غمزة خفيفة اصابته لتسمع بعدها صوت الباب يفتح وراندا خطيبته تدخل كإعصار متحرك ترمقهما بغضب ...إبتسمت فيروز بنصر وإستدراجها لراندا لم يكلفها سوى مكالمة....... مكالمة صغيرة وضعت عدنان بينهما ...بين شقى الرحى ..فهل سينجو ؟؟؟

زوجة مع وقف التنفيذ 💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن