مشهد٢

8.7K 245 8
                                    

مشهد 3
-" هذه هى المساعدة الجديدة إذا ؟ أه منه عدنان إنه يغير كل شهر مساعدة ؟" هل
قالتها أحد الفتيات المتبرجات تستند على الحائط فى الرواق الرئيسى لهذه الشركة ...بتنورة لا تكاد تصل لركبتها حتى ..مع عشرة أطنان من مساحيق التجميل تصنع لها وجهها جديدا ....
تحتضن كوب من القهوة وتخاطب صديقتها بصوت تظن أنه غير مسموع ....لترد صديقتها وهى ترقب فيروز تتفحصها بدقة :
-" ولكن للحق هذه أجمل مساعداته حتى الأن ....ولكن عدنان لا يعجبه العجب ....أتعجب حقا ألا تعرف راندا حبيبته مغامراته الشقية التى يفعلها ؟"
لم تكن فيروز تملك وقتا كي تقف لتصفع هاتين النمامتين تعلمهما حدود الأدب ليكفا عن حديثهما السخيف ....ولكنها فضلت أن تتحكم بأعصابها هذه اللحظة فهى حتما لا تريد إنكشاف أمرها ....لأحد وخاصة لعدنان .....
دخلت فيروز مكتب الإجتماعات حيث عدنان لتراه هناك يقف مع فتاة أكثر تبرجا من هاتان اللتان بالخارج كادت تصرخ به بضيق وغيظ
-" أنت يا شهريار لا ترحم أبدا ....أى شئ به تاء التأنيث تشتمه تلتصق به ...إعتق لوجه الله ستموت محروق هكذا ...."
ولكنها بالطبع إبتلعت هذه الكلمات غصبا عنها لتلقى بما تحمله على الطاولة بعنف فأصدر صوتا مزعجا أجفل عدنان ليلتف فوجد فيروز بوجه أحمر غاضب وخصلات غرتها مبعثرة من الحرارة ....إبتسامة شقية زينت محياه وهو يقترب منها متشفيا هامسا :
-" ماذا سيدة فيروز ....ننتظر سيادتك لبدء الإجتماع ....أيعقل أن يكون المرور ما أخرك !"
تعرف أنه يستفزها ولكنها تحاملت على نفسها لتهتف باسنان مصطكة :
-" والله لا أعرف لى فائدة فى هذا الإجتماع ....هذا إجتماع المدراء ....مالى وماله ..."
هتف عدنان ببراءة هادئة :
-" وأنت أيضا مديرة فيروز ...."
أجفلها رده ودهشت منه توترت وزاد توترها إقترابه منها حتى همس فى أذنها بأنفاس هادئة رغم ذلك وترتها واثارتها :
-" أنت مديرة مكتبى ...لا تنسى ذلك "
قالها وهو يبتعد عنها مع إبتسامة متشفية وشحوب وجهها وتأثرها يخبره أن رجولته وجاذبيته لايزالان فعالان بما فيه الكفاية تحرك عدنان وهو يخبرها دون أن ينظر لها :
-" وظيفتك تسجيل الملاحظات ....مهم جدا هذا الأمر ..."
تخدرت فى مكانها لثوانى قبل أن ينبهها صوته لتتحرك نحو مقعد جانبى بأخر الطاولة ...حتى عم الصمت بدخول رجل خمسينى بهالة وقورة توسط الطاولة ...وسرعان ما بدا الإجتماع بمشكلة تواجه الشركة ...إذ أن الشركة المنافسة قد سرقت أحد تصاميمهم المعمارية .....
لأول مرة ترى عدنان عن هذا القرب ....إبتسامة خفيفة طافت على وجهها وهى تراقبه منهمك بعمله ...بنظرة ثاقبة وأنف حاد ...وشفاه مرسومة بدقة .....تنفست فيروز بصعوبة وهى تحفظ كل تفاصيله بداخلها ....لتتسع إبتسامتها ....قبل أن يجفلها قبضة هذا الرجل الخمسينى التى إرتطمت بالطاولة وهو يصرخ :
-" يجب أن نثبت ملكيتنا لهذا التصميم ...."
بدا الكل محتارا وبدت تملك جوابا ...تنحنحت فيروز ..لتهمس بحياء :
-" هل لى بالحديث ...."
حدجها عدنان بنظرة محذرة بينما تفحصها الجالسين بدقة لتسمع صوت المدير يهتف بود :
-" تفضلى ...من أنت ؟ "
همست فيروز بثقة تتحدى نظرات عدنان :
-" أنا فيروز ...مساعدة السيد عدنان الجديدة ...لدى حل قد يكون غائبا عنكم ..."
أومأ الرجل مرحبا بينما إنتبه لها عدنان يستمع لها بإهتمام :
-" من خلال تدربى علمت أن مهندسى الشركة يخطون أى تصميم ورقيا أولا قبل نقله بشكل إلكترونى ...وهذه المخططات الورقية تذهب لارشيف الشركة ...وبالتالى يمكننا من خلال معرفة تاريخ تصميمها الوصول لها ورقيا وحينها يمكننا إثبات أحقيتنا بالتصميم "
علامات الإعجاب سادت ملامحهم حتى عدنان مع إبتسامة صادقة ردت لأنوثتها كرامة مهدورة منذ زمن ....
سمعت المديرر يثنى عليها بود :
-" لم أكن أعرف أن مساعداتك بهذا القدر من الذكاء ....مبارك لك عدنان من اليوم عرفت من ستفوز بالموظفة المثالية لهذا العام ..."
أومأ عدنان براسه وهو يتأملها وقد أحمر وجهها من الخجل ...تعجب ..الازالت هناك فتيات يحمرن خجلا ....إنها وردة صغيرة متأكد أنه لم يمسسها أحدا ....الشيطان الذى بداخله يجب أن يكف عن العبث معها ...ولكن ماذا لو ترك ملاكه ليدللها ....
إنتهى الإجتماع وإنفض الجمع ليتحرك عدنان تتبعه فيروز نحو المصعد رن هاتفه ليجد أن زوجه عمه تتصل به من البلد مر وقت طويل جدا لم تحاثه فيه أجاب عدنان فسمع صوتها قلقا يهتف :
-" عدنان زوجتك غادرت البل ولم تعد !"
هتف متعجبا :
-" زوجة من ؟"
هتفت السيدة :
-" زوجتك عدنان ...".

زوجة مع وقف التنفيذ 💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن