مشهد ٨

7.9K 202 5
                                    

#مشهد٨

عدنان وفيروز🌹
-" أتذكر ماذا ؟! أنا لا أنسى موقف عابر زوجة عمى ...أنا لا أتذكر زواجى بأكمله ! متى حدث وفى هذه الفترة تحديدا كنت أستعد للسفر للولايات المتحدة !؟"
هتف عدنان وهو يمسك رأسه يحاول تمسيدها لعله يهدأ ويحاول الولوج لباب التركيز مجددا ...
خير ما فعل حين ضاقت عينيه بحدوة وثبت نظره على أحد حوائط المنزل وهو يغمغم بحروف غير مفهومة ...
فأدركت أنه بدأ حقا فى التذكر ....
بدأ عدنان يهمس كأنما يحادث نفسه :
-" كل ما فعلته هو توكيل بسيط ...كان توكيل للحاج جميل الراسخ ...بعدها حادثنى فى أمريكا ...لم أكن متفرغ وقتها لأسمع منه وقال  شى عن حفيدته ...للحق لم أبالى ...ولكن لم أحسب أبدا أن يتم تزويجى دون أن أعلم !!!"
لم تبدو هذه القصة تشبه ما عرفتها إمرأة عمه فهتفت تهاجمه :
-" ولكن السيد جميل رحمه الله قال أنك تعرف ...وأن هذا معروفا لحفيدته كى لا تكون وحيدة بعد موته !! فكيف لا تعرف أن لك زوجة !"
غاظه كلامها وكأنها تهاجمه بل هى بالفعل تهاجمه بهذه النظرات التى تتهمه بالكذب :
-" وهل من المفترض أن أسأل عن شئ لم أعرفه ..سأعود لأسأل هل زوجتمونى أم لا ....هل جننت يا زوجة عمى !"
هدرت تقاطعه :
-" عدنان تحفظ وإلزم حدك !! أنت تنكر !
السيد جميل قال أنك وعدته أن تبقى على ذمتك زوجة ولو صوريا فقط  حتى تكمل تعليمها وتكون ناضجة كفاية لتشق طريقها ....وأنك سترعاها !!! أم أنك نسيت وعدك !"
لم يكن هذا وعد بالمعنى الحرفى ! كانت كلمات من شاب أهوج لم يكمل الثلاثين بعد ليزيح هذا السيد المصر من على كاهليه كى يتفرغ لحياته ....
وحين سافر ...قطع عهده بالماضى وذكراه فكيف سيتذكر فتاة لم يراها ....
تأفف عدنان وهو يدرك حقيقة ما تفوهت به زوجة عمه ....فهمس مجددا :
-" وما الحل الآن !؟ ماذا على أن أفعل !"
هتفت  هدى ببرود ضائق :
-" أن تسترضى زوجتك أولا قبل أن تفكر فى أى شئ!"
رفع حاجبه والفكرة تعود لتغيظه :
-" زوجتى التى هى مساعدتى !! بالحق أخبرينى من صاحب هذه الخطة !!"
هتفت زوجة عمه بصلابة تخفى بها أى ثغرة قد يلج إليها ويكشفها :
-" مجددا تحفظ وأنت تحادثنى يا ولد ...ثانيا زوجتك تمردت وغادرت البلدة منذ شهرين بحجة دراستها غير معترفة بعقد زواجكما ....خشيت أن تقع بطريق ذئب بشرى غادر ففضلت الإتصال بك !!! "
لم يدخل عقله أى من هذه الكلمات ورفع حاجبه ثاغرا إياها بنظرة متلاعبة وهو يحسم كلماته :
-" لا تخافى زوجة عمى ...فلقد وقعت فى الطريق الصحيح !! فى طريق زوجها ..."
قالها وهو ينصرف ليأخذ سيارته نحو العاصمة مجددا عاقدا العزم أن يجعلها تعترف بنيتها !!! فقط يريد أن يعرف !!
لما تفعل ؟ وكيف عاشت الخمس سنوات مخلصة لشخص لم تراه ولكنها مدونة على إسمه !!!
_________
مشهد 8
الجزء الثانى ...
وصوله إلى حيث عمله فى العاصمة لم يستغرق الكثير فلقد إنتهج أعلى سرعات سيارته ليصل سريعا ...حيث فيروز ...زوجته !
وهناك راندا زوجته !
هل أصبح فى يوم وليلة زوج لإثنتين ...
واحدة يحبها والأخرى رغم قصر معرفته بها إلا أنها نجحت فى فرض ذاتها النقية عليه وشكلت جزء صغير مميزا بقلبه ...خاص بها هى فقط !
هل حقا فيروز الأن زوجته !
وهل هذا ما أتى بها ؟
هل أرادت أن توقعه بشر أعماله ! شر ! كيف وهو لم يكن يعرف بصلتها به إلا من ساعة !
هل يواجهها قائلا أن لعبتها إنتهت !أم يتفهمها ...أيطلق سراحها ويطلقها قبلما حتى يعرف لما تزوجها ...أو لما صرت متمسكة بحقها فى زواجهما !
لم يعد يعرف شيئا ولكنه يوقن أن كل هذه الإجابات بيعينها ...مهما وارتهن ...إلا أنه سيكتشف كل شئ ...وحتى هذا الوقت ...هو عدنان المدير ...وهى فيروز المساعدة ...على الله نجاحه !!
بحث عنها فى موقع عملهما فلم يعثر عليها أحد ....
ظل يدور حول نفسه ولا مهتدى لها نهائيا ....
فكّر ..ولم يعينه عقله فليس بينهما من ذكريات تؤهله لفهمها وفهم ما تنتويه ...
إلا أن صوت ساحر جذبه ....قاده يسير مسلوب الإرادة ...وصوت بعرب طربية جبارة يتغنى بأحد أغانى الراحلة أم كلثوم
-" متفكرنيش بوعود ...وكلام معسول وعهود ...دا أنا ياما صبرت زمان زمان على نار وعذاب وهوان ...وأهى غلطة ومش هتعود ولو أن الشوق موجود وحنين إليك موجود ...إنما للصبر حدود للصبر حدود يا حبيبى !!"

زوجة مع وقف التنفيذ 💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن