الفصل الثاني والعشرون

27.5K 715 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل الثانى والعشرون
🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊
فى غرفة فهد
كان فهد يقف امام النافذه ينظر إلى الحديقه شارداً فقد أصبح لا يريد مغادرة المنزل ولا يريد الاستمتاع بحياته كما كان يفعل فقد كان لا يعود إلى القصر الا فى مطلع الفجر ويكون معه فتاه مختلفه كل يوم ولا يعلم ما الذى حدث له فحتى عندما يحاول أن يهاتف اى فتاه يشعر أنه يشمئز منها ومن نفسه ...اغمض عينيه قليلا وفكر هل من الممكن أن يكون ذلك تأثير تولان عليه ولكن كيف ...كيف من الممكن أن تكون تلك الفتاه التى لا تتعدى قامتها اول ضلوع صدره سبب انقلاب حياته رأساً على عقب ...كيف من الممكن أن تمحو سنوات من الفساد فقد كان قد ايقن أنه سيحيا ويموت وهو فاسد محب لنزواته كيف قامت صفعه واحده من تلك الكائن الضعيف بأفاقته من ظلماته ..تنهد بحزن عندما تذكر نهى فقد كانت دائما تناقشه وتعارضه وتصرخ فى وجهه عندما تشعر أنه سيفعل ما يغضبها ...هل من الممكن أن يكون ما يشعر به تجاه تولان هو فقط حنين لذكرى نهى ..كيف من الممكن ذلك فقد مر على وفاة نهى اكثر من خمسة عشر عاما ...ادمعت عينيه عندما تذكرها ملقاه بين يديه غارقه فى دمائها وتنظر إليه بأبتسامه كأنها تخبره انها الان افضل ..تنهد بحزن وابتعد عن النافذه وشعر برغبه ملحه أن ينظر الى تولان فى تلك الشاشات الصماء ....وبالفعل القى نظره واحده جعلت عينيه تتسعان عندما وجد تولان تقف امام الثلاجه وفجأه أتى شخص مقنع من خلفها وقام بلف حبل ما على رقبتها لم يمهل فهد لنفسه فرصه للتأكد مما رأى ولكن سابقت قدميه الرياح وهو يصرخ على الحراس الموجودين فى أنحاء الحديقه حتى وصل إلى غرفه المطبخ ولكنه لم يجد سوا تولان الملقاه على الارض بوجه شاحب وجسد لا حراك فيه
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
فى غرفه زمرده
استيقظ كلا من أسر وزمرده بفزع على صوت فهد الصارخ فى الحراس فانتفضت زمرده بخوف فضمها أسر إليه
زمرده:بخوف:فيه ايه ...ايه اللى حصل
أسر:متقلقيش يا حبيبتي..اكيد مفيش حاجه
زمرده:امال فهد بيصرخ كدا ليه ..انا خايفه اوى
أسر:وهو يقربها منه أكثر:متقلقيش انا هروح اشوف فيه ايه
ولكن قبل أن يتحرك تمسكت به زمرده بخوف وقالت بأرتجاف
زمرده : لا متسيبنيش انا خايفه اوى
اقترب منها أسر وطبع قبله على جبهتها ثم أمسك بمعطفه واخرج منه سلاحه النارى وهيأه على وضع الاطلاق ووضعه فى كف زمرده وقال
أسر:خلى المسدس ده معاكى ومتقلقيش هروح اشوف فيه ايه وارجع على طول
زمرده:وهى ترتجف:بس انا مش بعرف استخدمه يعنى هيبقى ذى قلته لو حد دخل عليا
أسر:لا متقلقيش انا مجهزه على الضرب على طول ...وكمان انا هنزل اشوف فيه ايه وارجع بسرعه
وقبل أن تتحدث تحرك أسر مسرعا الى خارج الغرفه واخذ يهبط الدرج ركضا ليرا ما حدث واخذ يتتبع صوت فهد الصارخ حتى وصل إلى غرفه المطبخ فوجد فهد الذى يحمل تولان ويركض بها إلى الأعلى فتبعه وقد هاله شحوب وجه تولان وقلق فهد الواضح وفى لحظات وضع فهد تولان على الفراش واخذ يحاول افاقتها حتى بدأت تتململ فى فراشها وما ان فتحت عينيها حتى بدأت فى البكاء بطريقه ادمعت لها اعين فهد وأسر ولكن لم يحاول اى منهم أن يمنعها فهم يريدون أن تزول الصدمه عنها وانتظروا قليلا حتى هدأت شهقاتها وجلست على الفراش ووجها يشع احمراراً من البكاء والخجل
فهد:بقلق:انتى كويسه ...حاسه بحاجه اجبلك دكتور
تولان:وهى تعدل حجابها:لا انا كويسه ...بس مين اللى عمل كدا
فهد:بحيره:للأسف مش عارف انا لما وصلت المطبخ كنتى لوحدك على الارض
تولان:وهى تقطب حاجبيها:غريبه ...مين اللى ليه مصلحه انى اموت
أسر:مش وقت تفكير دلوقتى انتى لازم ترتاحى ...يلا بينا يا فهد علشان تأخد راحتها
فهد:وهو ينظر لتولان بقلق:انتى متاكده انك كويسه
تولان:بخجل:ايوه الحمد لله
فهد:تمام هنسيبك ترتاحى شويه ....وهنبقى نرجع نطمن عليكى
تولان:بصوت مبحوح وخجل:شكرا
نظر أسر الى فهد الذى ينظر الى تولان بتأمل بينما كانت تولان تنظر الى الاسفل بأحراج فأمسك بذراع فهد وجذبه معه الى خارج الغرفه وهو يبتسم وعندما أصبحوا فى الخارج
أسر:ايه يا عم فهد ..خف الله يكرمك تولان كدا ممكن تمشى
فهد:بقلق:تمشى .....تمشى ليه هو انا عملت ايه
أسر:بخبث:ابدا معملتش حاجه ....المهم دلوقتى مين اللى ممكن يعمل كدا وازاى داخل القصر وكان فين الحراس الللى ماليين الجنينه
فهد:بعيد:معرفش بس الحاجه الوحيده اللى انا متاكد منها أن اللى عمل كدا دا حد من الحراس لان مش معقول واحد غريب هيدخل القصر ويطلع ومحدش من الحراس يأخد بابه منه
أسر:طيب هنعمل ايه دلوقتى
فهد:بتنهيده:مش عارف...دا انا لو مكنتش شفتها كان زمانها ميته دلوقتى
أسر:بتساؤل:شفتها...شفتها فين
فهد:بأرتباك:انا..اااا ...اه انا شوفتها فى المطبخ
نظر له أسر بعدم تصديق ولكن فهد لم يقف اكثر من ذلك وابتعد عنه قائلا
فهد:انا هروح اشوف الحيوانات اللى تحت دول كانوا فين لما حصل لتولان كدا
ابتسم أسر وعلم ان فهد يتهرب من الحديث معه فلم يضغط عليه فى الحديث اكثر من ذلك وقال
أسر:ماشى يا فهد روح وانا كمان هروح لزمرده اطمن عليها وابقى احصلك
فهد:وهو يبتعد:ماشى تمام
بعد مرور شهر
لم يعلم فهد من فعل ذلك من الحراس وأصبح اكثر تيقظا لمن حوله وفى ظل ذلك التوتر لم يخبر احمد بمكان تولان ولكنه أصبح يرا تولان كثيرا ودائما لديه حجه جيده لسبب تواجده بالقرب منها ...
اما أسر فقد تحسنت علاقته كثيرا بزمرده التى ساعد تحسن حالتها النفسيه فى علاجها بعد أن اخبرها أسر أن رمضان قد تلقى العقاب الذى يستحقه ...
اما تولان فقد كانت تشعر بمشاعر متضاربه فلا تعرف لماذا قامت بتأجيل زياره كريم وتحججت لسعاد بأن المريضه التى تقطن معها تحتاجها كثيرا ولا تستطيع تركها الان...وفى ذات الوقت أصبحت تريد الابتعاد عن القصر ولكنها لا تعرف لماذا تقع بين شعورين متضادين وهما البقاء والرحيل ....
حاول احمد اكثر من مره التحدث مع هدير ولكنها كانت دائما تتهرب من مواجهته..ولكنه دائما لا يحاول الضغط عليها حتى لا يحدث نتيجه عكسيه بسبب ضغطه الذائد عليها ولكن ما كان يساعده على الانتظار ان نشأت بين هدير و روما صداقه سطحيه لا تتعدى القاء التحيه ولكنه كان يأمل أن تتعدى صداقتهم ذلك مع مرور الوقت
كانت فيفى تتخبط فيما حولها بغيظ فكلما يمر يوم وتولان ما زالت على قيد الحياه تشعر أن الثروه تنساب من بين يديها حتى أهداها تفكيرها أن تحضر تولان الى هنا وعندما تفعل سيكون من اليسير التخلص منها دون الحاجه الى احد اخر ليفعل ذلك فما كانت خائفة منه قد حدث وقد علم كلا من احمد وهدير أن لديهم شقيقه كبرى ولن يسوء الأمر أكثر من ذلك ✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
فى القصر
فى غرفه زمرده
كانت تولان جالسه مع زمرده فى غرفتها تتحدث معها وكان يبدوا على وجوههم الحزن الشديد
زمرده:تمشى ...تمشى ليه وهتسيبينى لوحدى
تولان:انتى مش لوحدك بالعكس ...انتى معاكى أسر اللى بيحبك والحمد لله انتى بقيتى احسن وكلها كام جلسة علاج طبيعى وتقدرى تمشى تانى على رجليكى إنما انا هروح لاحمد اخويا انا عرفت من أسر أنه بيدور عليا فبدل ما استنى أنه يجيلى هنا انا هروحله احسن
زمرده:لا خليكى معايا وانا هخلى أسر يكلمه يجيلك هنا
تولان:وهى تربت على كتفيها:معلش يا زمرده انا كنت كدا كدا همشى من هنا فى يوم من الايام ..يعنى مكنتش هعيش طول عمرى هنا
زمرده:وفيها ايه انتى مش واخده بالك من حركات فهد ولا ايه دا باين عليه أنه بيحبك اوى
تولان:بخجل:انا وفهد مننفعش لبعض ..انا وهو طريقنا مش واحد ومهما حاولنا مش هنعرف نتقابل وانا....
قطع حديثها دخول امينه الغرفه وقالت
امينه:انسه تولان فى واحد تحت بيسأل على حضرتك وبيقول أنه اسمه كريم
تولان:بدهشه:كريم ...دا ايه اللى جابه ده انا كنت أجلت المعاد مع والدته بقالى فتره
زمرده:معلش ما انتى بتأجلى بقالك شهر تلاقيه زهق وقال ييجى بقى وذى ما ترسى ...انزلى شوفيه واقعدى معاه وانا هستنى اعرف الاخبار
تولان:بخجل:حاضر ...بعد اذنك هنزل وارجع بسرعه
زمرده:بأبتسامه:براحتك يا قمر
هبطت تولان الى الاسفل واتجهت امينه إلى عملها فقابلت فهد الذى كان يتوجه إلى خارج القصر
فهد:مين اللى جه يا امينه
امينه:ابدا يا سعاده البيه دا واحد اسمه كريم جه الانسه تولان وانا بلغتها وراحتله
نظر لها فهد بذهول قليلا ثم تحول ذهوله الى غضب اخاف امينه بشده فتراجعت إلى الخلف بينما التفت فهد وسار إلى داخل القصر وهو يشعر أنه إذا تحدث سيقوم بهدم القصر على من بداخله وقبل أن يتجه لعدم له الجلوس قابله أسر الذى جذبه من ذراعه وابتعد عن الغرفه
أسر:رايح فين يا فهد
فهد:بغيظ:ايه يا أسر رايح اقابل الضيف اللى جه بيتى
أسر:بأبتسامه:لا معلش سيبهم قاعدين مع بعض شويه علشان دى جلسة تعالى ف ومن حقهم يأخدوا فرصه مع بعض
فهد:بانفعال:خده ربنا البعيد ..انت بتغظنى يا أسر بقى عايزنى اقعد كدا عادى وتولان قاعده مع راجل غريب فى اوضه لوحديهم
أسر:اولا ..الراجل مش غريب دا عريس متقدملها ...ثانيا..الباب مش مقفول ولا حاجه تولان سببته مفتوح ..ثالثا..انت زعلان ليه دلوقتى سيبها تشوف نصيبها
نظر فهد الى أسر بحنق وقال
فهد:انتى بتغظنى يا أسر ..طيب سيبنى بقى اروح اكسر له وشه
أسر:وهو يتمسك به أكثر:اهدى يا فهد اللى انت بتعمله ده مينفعش ...وخلى بالك لو عملت اى حركه من الحركات دى تولان هتسيب القصر وتمشى
فهد:بغيظ:يعنى عايزنى اعمل ايه ....مش كفايه هى مش مديانى اى فرصه اتكلم معاها فيها ...اعمل ايه اكتر من كدا
أسر:خلاص لما كريم ده يمشى ابقى اقعد اتكلم معاها ...
نظر فهد بحنق إلى أسر ثم توجه إلى غرفته ليختلى بنفسه وعندما دخل الى الغرفه اتجه سريعا إلى الشاشه التى تعرض غرفه الجلوس وجلس ينظر إلى الشاشه وهو يشعر أنه يريد أن ينقض على ذلك الموعود كريم ويقطعه اربا
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
بعد فتره
فى غرفه الجلوس
رحل كريم وظلت تولان جالسه مكانها وهى تشعر بالاختناق فقد اتضح لها أن سعاد وولدها ينظرون إليها كالبضائغ الرخيصه بسبب انها يتيمه ولا يوجد لها أحد على قيد الحياه كما يعلمون فقد أتى ذلك المدعو كريم ليراها ثم اخبرها انهم اذا تزوجوا ستقطن مع والدته فى شقتها وسوف ياتى اليها فى الاجازات الخاصه به والتى ستكون عباره عن شهر واحد فى العام أما باقى العام فستقيم مع والدته لخدمتها واخذ يتحدث فى الماديات بطريقه أثارت حنقها منه ومن والدته وفى نهاية حديثهم طلب أن تتصل هاتفيا بوالدته بعد يومين لاخبارها بالقرار التى توصلت إليه ثم وقف واستاذن للرحيل ...اغمضت تولان عينيها بحزن وتأكدت من قرارها فيجب أن تذهب الى شقيقها حتى لا تظل وحيده بعد الان ...شردت قليلا فى كل ما حدث لها سابقا فى حياتها وكيف تتحول حياتها من سئ لاسوء تنهدت بحزن وفتحت عينيها وجدت انها تنظر الى عينى فهد الذى ينظر اليها بتمعن فشعرت بالخجل ونظرت للأسفل ووقفت ولكن قبل أن تتحرك تحدث هو بما جعل قدميها تتوقفان عن الحركه
فهد:تولان....تتجوزينى
🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊

رواية الفهد العاشق الجزء الاول ... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن