الفصل الرابع

1K 65 1
                                    

الفصل الرابع

مرت الأيام وزوجها حالته تسوء، يعود كل يوم وتبدو عليه آثار جديدة، حتي أنها لم تعد تعر له أي اهتمام، يكفيها أنها تحمل علي عاتقها المسئولية، فلن تتحمل أيضًا مسئولية رجل ضعيف جبان .
إلى أن جاء يومٌ بدا في ظاهره بداية مبشرة، ولكن في خفاياه هو شؤم، كان يبدو أنه مختلف ليس كعادته، كأن هناك شيء ما قد حدث جعله شخصًا أخر، شخصًا لا تعرفه، لم تعتده هكذا معها من قبل، تحدث معها بلطف، وحاول مصالحتها، شعرت بأمر غريب، ولكنها اعتقدت من داخلها أنه شعر بالذنب، وأنه آن الآوان أن يعود لرشده، كانت تتمنى هذا ليس من أجلها، بل من أجل ولدها، لا تريد أن يأتي اليوم الذي لا يشعر فيه بالفخر لأنه ابن فلان، لذا قبلت اعتذاره وتصالحا ومر اليوم بسلام وهي تتمنى أن يدوم هذا الوضع، وفِي الصباح الباكر وقبل رحيلها للعمل استوقفها ليطلب منها أن تقوم بخدمة لأم صديقه، فهي مريضة جدًا وحالتها تسوء ولا يوجد من يرعاها، لذا يريد أن تذهب هي وعائشة إليها بضع ساعات لحين عودة ولدها من العمل .
اندهشت خديجة من طلبه وخاصة أنه يريد أن تذهب عائشة معها، لم ألا يكفيها هي، ولكنه برر ذلك بأن والدة صديقة سيدة بدينة جدًا، لو أرادت الذهاب إلى دورة المياه لن تستطيع مساعدتها وحدها.
نظرت له خديجة بشك ثم قالت : بعد انتهائي من عملي سنذهب .
فأضاف زوجها : ولكن لا تأخدي الطفلين معكِ، حتى لا يقوموا بعمل ضوضاء ويزعجا السيدة المسنة .
فأجابته : سأتركهما مع عّم حسني في بيته، فهما يستمتعان باللعب معه .
ومضت بالفعل للعمل ولَم تلق بال، وفِي نهاية اليوم رأت عادل قادمًا يصطحب عائشة والطفلين، فقامت باغلاق الدكان، وأرسلت الطفلين مع عّم حسني إلى بيته القابع فوق الدكان، ثم مضت مع زوجها وصديقتها بخطى متثاقلة، لا تعلم لم تشعر بالخوف، دقات قلبها مضطربة، وجسدها يتصبب عرقًا، ولكن عقلها حاول أن ينفي أي شيء بداخلها، فهو زوجها، ماذا سوف يحدث ؟ .

وسقط الحب بحرف الراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن