الفصل السابع
خرجت عن شرودها على طرقات الباب فتوجهت إليه لتفاجئ ب"عبدالله" أمامها لا تدري أترتمي بأحضانه وتبكي أم تتركه ولا تعيره انتباها، حقا شعورها متناقض في تلك اللحظة، ولكن وجعها منه ومن غيابه طغى على حبها وأخرجها من حيرتها وجعلها تنظر فقط إليه علها تجد إجابة لسؤالها أين ذهبت؟؟ ، حتى أنها كادت أن تنسى ذلك الجالس على كرسيه المتحرك والذي ما أن رآه الأطفال هرولو إليه شوقا ليأخذهم بين أحضانه ويرتشفوا من حنانه وطيبته، وينهل قلبه الموجوع من برائتهم ويداوي جراح السنين بإبتسامتهم الطفولية البريئة، وبمجرد ما وقع نظرها عليه والطفلين معه هرولت هي الأخري إليه ليطوقها بعاطفة الأبوة والتي فقدتها بغير رجعة، وبعد أن فاقت من عاطفتها المشوبة بالألم نظرت لهم جميعا نظرة تساؤل وحيرة فكيف تعارف "عم حسني" و " عبدالله" وكيف اجتمعا سويا ، وهنا جالت فكرة في ذهنها هالتها وجعلتها تشعر بالخوف فنظرت ل"عبدالله " طويلا ليخرج السؤال مترجيا لمعرفه إجابة لا توجع قلبها ...."ماذا فعلت عبدالله ؟ ، بالله عليك ماذا فعلت" ؟؟؟؟
كان عبد الله يرى التخبط والحيرة والألم في عينيها ويشعر بما تقاسيه ، لذا لم يتمالك نفسه وأخذها بين أحضانه وأطبق عليها بين ضلوعه وهو يحدث نفسه قائلاً : كيف تتسائل عن ماذا فعلت ؟ ، كيف تتسائل عن شعوري ؟ ، وهما تقصان علي نداله من ظننته صديق كيف تتسائل عن النار الحارقة التي أضرمت النيران في كل حواسي ، تعقلي وإتزاني، حتى الرحمه بداخلي قتلت على يد من اعتقدته صديق ، كيف لها أن تتسائل ماذا فعلت ؟؟؟؟ لابد من الثأر لابد من قتل من استحل عرضي وشرفي وتهاون في الدفاع عنهما بروحه وبكل مايملك من قوة ، كان لابد من القصاص العادل لهذا الذي لا يعرف عن العدل شيء.
كل هذا جال بخاطره وهي بين أحضانه ، وهنا وجد نفسه يقول لها
"اهدئي حبيبتي كل الأمور بخير لا تخشي من شيء طالما أنا بجوارك " ..
وتحرك وهي مازالت في أحضانه ليجلسها على الأريكة ويروي لها ما حدث منذ أسبوع كامل ....
وبدأ حديثه ...
" عزيزتي كيف لك أن تتوقعي مني الصمت عما فعله هذا القذر بكما ألم تشعري بألمي ووجعي وأنتما ترويان ما حدث أعتقدتي حقا أنني سأترك ذلك الديوث يتنفس نفس الهواء الذي تتنفساه أنتما ؟؟؟ هل اعتقدتي حقا اني سأترك نذل مثله يحيا بعد مافعله بكما ؟؟ .."
ثم امسكها من كتفيها لتنظر إلي عيناه وبكل إصرار قال لها ...
.." هل تعلمين لما ذهبت وتركتكما في الغربة؟ ، من أجل الحفاظ عليكما ومن أجل ألا يمسكما سوء ، من أجل ألا يحدث هكذا معكم ألا يستباح عرضيكما وشرفكما فهذا مايفعله العدو، هل جال بخاطرك أنني لن أحاسبه علي تفريطه بشرفكما والذي يقتل من أجله العشرات يوميا بين صفوف الجيش والمقاومة ؟؟؟لا وربي لن يحدث هذا ، طالما هناك نفس يتردد بين اضلعي لم أكن لأترك ثأرك إلا وأنا جثه هامدة لا روح بها ولا حياة.."
وهنا لم تستطع "عائشة" الصمود فارتفع صوت نشيجها وهي تقول بلهفة تعبر بكل صدق عن مكنون مشاعرها ..
" لا تقولها "عبدالله" ، لا تقولها ، فأنا أتمني موتي قبلك حتي لا أعيش هذا اليوم ، فكيف تقول هذا ؟ ، كيف استطعت قولها ألا تعلم أنني سأموت بدونك؟؟؟"..
وهنا لانت نظرته وخفض رأسه ليقبل جبهتها ويداها ويضعها على قلبه وينظر لها بكل وله قائلا ..
" هذا القلب فقط يدق من أجلك أنت، كيف له أن يخذلك "عائشتي "وملاكي الصغير ؟؟؟" ..
أنت تقرأ
وسقط الحب بحرف الراء
Aventuraقصة امرأتان ، احداهما دمرها الحب ، والأخري الحب هو من أبقاها علي قيد الحياة ، تضحية ، خذلان ، خيانة ، معاناة ، وانتصار ، قصة تسطر كل ما مرت به النساء في فترة من أصعب الفترات التي مرت علي مصر ، لمن لا يعرف تاريخه جيدا ، تابع تلك النوفيلا لتعلم الكث...