لم تنم فيليبا تلك الليلة جيدآ . كانت تتقلب طوال الوقت على فراشها بتململ ، تنتظر عودة آلان ، لم تستطع عندما تركها أن تطرد صورة وجهه المتصلب من ذهنها .
كما لم تستطع أن تنسى أيضآ كم كانت متلهفة لأن تركض خلفه ... لتطلب منه البقاء.
ماذا كنت سأحرز ؟ سألت نفسها ، وهي تضغط على الوسادة بشدة ، سوى الأسى .
منتديات ليلاس
عاد آلان في وقت متأخر من المساء . سمعت صوت الباب يُغلق ثم صدى خطواته وهو يرتقي السلالم بهدوء .
تجمدت في مكانها وحملقت في الفراغ وانتظرت بتوتر . اجتاحت جسدها موجة من الخوف والإثارة عندما توقف أمام غرفتها .
لو فتح الباب و دخل ، ماذا ستقول له ؟ وماذا ستفعل ؟
تضاربت هذه الأسئلة في ذهنها لكنها لم تستطع أن تجد لها جوابآ . ثم سمعته أخيرآ يسير بعيدآ ويفتح باب غرفته و يغلقها . تنفست ببطء مرة ثانية وسمحت لجسدها بالإسترخاء من جديد .
لقد هربت مرة أخرى ، لكن ليس منه بل من نفسها . عرفت ذلك وهي تنقلب على بطنها وتدفن وجهها في الوسادة .
يا إلهي ، فكرت ، يجب أن أكون حذرة ..غفت بشكل متقطع ، واستيقظت باكرآ . ارتدت ثيابها ونزلت بهدوء وهي تحمل صندالها حتى لا توقظ آلان . أعدّت بعض القهوة ثم توجهت إلى المحترف مباشرة .
كان عملها في اليوم السابق غير واعد كما تتذكر . أعادت ترتيب الطاولة مرة ثانية ، وأحضرت كرسيآ وسكينآ من المطبخ .
أرادت أن تبدو الطاولة أكثر حيوية ... وكأن شخصآ كان يعمل في إعداد الخضر عليها ، لكنه دفع بكرسيه إلى الوراء ونهض لسبب ما .
تراجعت خطوة إلى الوراء وهي تهز رأسها ثم وضعت المسند وأعدت لوحة خلط الألوَان . بدأت تعمل بتوتر شديد وكادت ترمي الطلاء على القماش ، وهي تحاول أن تتخلص من تشنجها وشكّها يتملكانها .
هذه هي الحياة التي اختارتها ، وعليها أن تستغلها إلى أقصى حد . كانت ترفض دور مدام دي كورسي ، الذي لعبته سابقآ على نحو غير ملائم وغير ناجح . وعليها أن تتعلم الرسم بكفاءة حتى تكسب رزقها ، وهذا ما كانت تنويه دائمآ .
لكن مرض كيفين وقف عائقآ أمامها ، بكل نتائجه المشؤومة .
تنهدت فيليبا بصمت . ربما ستستطيع يومآ ما أن تنسى أنها كانت زوجة آلان دي كورسي . لم يدم زواجهما الشاذ إلا بضعة أشهر ، وليس عمرآ كاملآ ، عليها أن تشفى منه .
منتديات ليلاس
هي الآن في المرحلة الأولى من الشفاء ، بعد أن تركته .
لم يكن يتوجب عليه أن يلحق بها ، ويتحدث عن شهر العسل ... والأولاد. كان ساخرآ... وحقيرآ عندما أدرك أنهما لن يشتركا في زواج حقيقي ... أبدآ . عندما لم يحبها .
وجدت نفسها تتساءل كيف سيكون الأمر لو أنها وآلان التقيا لتوهما ... لو أنها كانت ترسم ، وتعطلت سيارته ، وتعارفا بطريقة ما .
أوقفت تسلسل أفكارها على نحو مفاجئ . لو كانا غريبين ، لكان آلان تجاوزها دون أن يعيرها حتى نظرة واحدة . كانت آخر امرأة في العالم يتوقع أن يقع اختياره عليها. ربما كانت ستكسب بريقآ سطحيآ ، لكنها ما زالت في الواقع الفتاة التافهة الشاحبة التي رآها في شقة لاودن في أول لقاء لهما . إنها ليست فقط ساذجة ، اعترفت بحزن، بل باردة أيضآ .
"هل أنت بخير ؟"
أجفلها وصول آلان الصامت إلى المحترف وكادت أن تصرخ .
"هل كان من الضروري أن تزحف إلى هنا بهذه الطريقة ؟"
"دخلت بشكل عادي ." قال بهدوء :" كنت مستغرقة في التفكير لدرجة أنك كنت غافلة عن أي شيء آخر ."
"آه ." تورد وجهها قليلآ ، وكانت شاكرة لأنه لم يكن لديه أي فكرة عن محتوى أفكارها.
"لقد أحضرت لك بعض الحساء ." وضع الصينية التي كان يحملها على الطاولة ."لم تتناولي فطورك بعد ، ولن تقدري على العمل من دون طعام ."
"إني لا أعمل كثيرآ في هذه اللحظة ." شعرت بجوع شديد عندما وقع نظرها على حساء الخضر الشهي .
أنت تقرأ
- خطوات متهورة - سارة كريفن - دار النحاس ( كاملة )
Romanceفيليبا روسكو تحتاج إلى مبلغ كبير من المال و بسرعة ، لأن حياة والدها تعتمد على ذلك . رجل الأعمال ، الفرنسي و الثري ، ألان دي كورسي يحتاج إلى زوجة... لدواعي اعماله فقط . منتديات ليلاس لقد كان ألان مسرورا جدا ، بإعطاء فيليبا المبلغ الذي تحتاج إليه ، ول...