كانت فيليبا ترتجف بانفعال ، وبإحساس آخر أقل تحديدآ ، عندما أغلقت باب غرفتها وراءها . إذا رنّ الهاتف ثانية ستنفجر بالبكاء قبل أن تردّ عليه ، قالت لنفسها .
التغاضي عن مغامرات آلان العاطفية ، كما اتُفق شيء خاص ، وتلقي الرسائل منهن شيء آخر .
تجمدت في مكانها للحظة ، لتأخذ نفسآ عميقآ حتى تستعيد توازنها . لابدّ أن مدام جيسكار أفرغت لها حقيبتها .
لاحظت ذلك ،وهي تجول بنظرها في الغرفة . كانت أدوات زينتها بانتظارها ، وأحد ثياب نومها الذي أصرت مونيكا على شرائه ، ملقى على شكل مروحة فوق السرير .
منتديات ليلاس
نظرت فيليبا إليه بنفور . لقد كلفت ثيابها الداخلية أكثر مما اعتادت لدفع ثمن ثياب كاملة في كلية الفنون ، فكرت بتوتر . ياله من تبذير للمال على رداء لن يراه أحد غيرها !
لم تجد فيليبا السرير مريحآ . نظرت إلى غطاء السرير الحريري الأخضر و المزين بكشاكش عريضة وتساءلت إذا كانت ستتمكن يومآ من أن تنام وسط هذه الترف .
هزت رأسها بشدة وهي تعترف لنفسها بأنها ضيقة التفكير . ربما سيريحها حمام دافئ قليلآ.
دهشت فيليبا لفخامة غرفة الحمام . شعرت بتوترها يزول تدريجيآ عندما غاصت في المياه العبقة .
جففت جسمها بمنشفة الحمام الكبيرة الناعمة ، ثم عطرت نفسها بمستحضر كان موضوعآ فوق المغسلة ، قبل أن ترتدي ثوب نومها . نظرت إلى نفسها في إحدى المرايا الطويلة ثم عبست ، ثبتت رباط صدرها الصغير ، وكانت تنورتها الساتان مشقوقة من الطرفين . بدت كطفلة تلعب دور امرأة بشعرها المتدلي كمياه المطر حتى كتفيها ، فكرت باستخفاف .
أبعدت شعرها البني الناعم عن وجهها ثم مشت إلى غرفة النوم ، أطلقت صرخة عندما وجدت نفسها وجهآ لوجه أمام آلان .
منتديات ليلاس
بدا مصدومآ مثلها ، لاحظت ذلك ووجهها يضطرم .
كان مايزال في بذلته السوداء الرسمية التي تزوج فيها ، ولكن من دون السترة وربطة العنق الحريرية ، و الصديري غير مزرر .
" ماذا تفعل هنا ؟" بدا صوتها أجش ومحرجآ وهي تبحث عن رداء ، أو أي سترة تحجبها عن التعبير المثير الذي ظهر في عينيه الخضراوين . " ماذا تريد ؟ الوقت متأخر جدآ ."
قال ببطء :" بما أنك قلتها الأفضل أن تذهب ." كانت لهجتها مقتضبة ، وحاجباه السوداوان مرفوعين بغطرسة .
"كما أحضرت بعض الشراب لنشرب نخب مستقبلنا ."
أشار إلى دلو الثلج و الكأسين المنتظرين على طاولة ملائمة . " لا أعتقد أن هذا ضروري . ولكنه تقليدي ... بالنسبة لليلة زفاف ."
"ولكنها ليست ... ليس تمامآ ... اعني بأننا لسنا ..."
توقفت فيليبا لأنها أحست بالتهاب وجنتيها ." أنت تعرف ماذا أعني ."
صبّ آلان الشراب في الكأسين ثم ناولها واحدة ." لست متأكدآ من ذلك ."
أخذت الكأس وأمسكتها بارتباك ." قلت إنك ... ستنتظر ."
ذكرته بصوت مرتجف :" بأنك ستمنحني بعض الوقت حتى ... أعوّد نفسي ."
أخذ رشفة من كأسه وهو يراقبها بتأمل من فوق حافة كأسه و قال :" إلى متى ، ياعروستي الكسولة ؟ هذه السنة ، السنة القادمة ، يومآ ما ... أو أبدآ،ربما؟"
مررت فيليبا لسانها على شفتيها الجافتين ." سأفي بوعدي ... عندما يصبح الأمر ضروريآ . لكن ليس بعد ."
"وإذا أخبرتك بأن الأمر ضروري الآن ... الليلة ؟"
"لن أصدقك ." تراجعت خطوة إلى الوراء وهي ما تزال تحمل كأسها ." أرجوك توقف عن هذا الكلام واتركني في أمان كما وعدت ." توقفت لتستجمع شجاعتها. "إلى جانب ذلك ، هناك شخص آخر يتوقع حضورك ."
رفع حاجبيه السوداوين معآ . " ما معنى ذلك ؟"
"أكون شاكرة لك لو طلبت من عشيقتك أن لا تتصل بك إلى هنا مرة ثانية ." رفعت فيليبا ذقنها بتحدٍ ." ربما الأفضل أن تحذرها بأنك الآن رجل متزوج ، اسميآ على الأقل . بإمكانها أن تتصل بك في المكتب . أنا متأكدة من أن سكرتيرتك معتادة على هذا النوع من المكالمات ."
منتديات ليلاس
خيم صمت طويل منذرآ بسوء . عندما تكلم كان صوته باردآ :" كيف تجرئين على التكلم معي بهذه الطريقة ؟"
"وكيف تتوقع مني أن أتصرف مع نسائك ؟" قالت فيليبا متحدية ، ولكنها شعرت بالخوف فجأة ، وتمنت لو أنها لم تستعجل ذكر ذلك . لكنها لا تستطيع أن تتراجع عن كلامها الآن :" من الواضح أنها تنتظرك ، لذلك لن أضيع المزيد من وقتك ."
" عندما أريد أن أعرف رأيك في حياتي الخاصة سأطلب ذلك بنفسي ، يازوجتي ." قال بتوتر شديد :" على كل حال ، لا أنوي أن أمضي هذه الليلة في أي مكان آخر سوى هنا ."
خيم صمت آخر عميق . أخذت فيليبا نفسآ عميقآ ." عندما تقول هنا ، أتمنى أنك لا تعني ..."
منحها ابتسامة قاسية ومختصرة ." أعني تمامآ كما تفكرين ، يا جميلتي ."
"لا ... آه ، لا !" تراجعت خطوة ثانية بعيدآ عنه ." لقد وعدتني ..."
" اسممعيني جيدآ ، لقد أخبرت عمي هذا الصباح بزواجنا . عندما نجح في التغلب على كدره ، أصر عليّ أن نتناول العشاء معه غدآ مساء ... حتى يتعرف وعائلته إليك ، لم أستطع الرفض يا فيليبا ."
" لكنه لا يستطيع ذلك ! " رمقته بنظرة توسل ." أرجوك ... يجب أن نتنجب هذه الدعوة . لست مستعدة ، لمواجهة أحد بعد ."
"هذا ما أحاول قوله ." تشدق آلان في الكلام :" إنهم يتوقعون ، عمي وزوجته وابنة عمي سيدوني أن يتعرفوا إلى زوجتي الحبيبة ، ليس إلى عذراء مذعورة . علينا أن نقدم لهم زواجآ طبيعيآ ، هل بدأت تدركين الضرورة ؟"
"كلا ، لا أستطيع مقابلتهم بعد . عليك أن تفكر بعذر ما ."
قالت بصوت أجش .
أنت تقرأ
- خطوات متهورة - سارة كريفن - دار النحاس ( كاملة )
Romanceفيليبا روسكو تحتاج إلى مبلغ كبير من المال و بسرعة ، لأن حياة والدها تعتمد على ذلك . رجل الأعمال ، الفرنسي و الثري ، ألان دي كورسي يحتاج إلى زوجة... لدواعي اعماله فقط . منتديات ليلاس لقد كان ألان مسرورا جدا ، بإعطاء فيليبا المبلغ الذي تحتاج إليه ، ول...