الفصل التاسع

7.6K 168 1
                                    


كانت ماتزال جالسة تحدق في الفراغ ، عندما فُتح الباب بعنف ، بعد عدة دقائق ، ودخل آلان بوجه متوعدٍ.
قفزت من مكانها ، مصدومة ، فسقطت الكرسي إلى الوراء : محدثة ضجيجآ .
واجهها بشراسة من عبر الطاولة التي نفصلهما ، وعيناه تقدحان شررآ ويداه مرفوعتان لإسكاتها عندما حاولت أن تتكلم .
"نعم ، لقد عدت ، لكن ليس بملء إرادتي ، إني أؤكد لك ذلك ، إذآ أرجوك أن تعفيني من اتهاماتك التي كنت على وشك أن تنطقيها بلسانك اللاذع ."
منتديات ليلاس
"إنك مخطئ ." ارتجف صوتها ."لا تستطيع أن تلومني لأنني فوجئت . اعتقدت بأنك في طريقك إلى باريس ."
"كنت أنوي ذلك . لكن يبدو أن حبيبك لديه أفكار أخرى ..." توقف ."إطارات السيارة كلها مشقوقة . لن أذهب إلى أي مكان الليلة ."
"هل فعل فابريس ذلك ؟" عضت فيليبا شفتها ." لكن لماذا ؟"
هز كتفيه على نحو مقتضب وأجاب :" الحقد ، أعتقد . أراد أن ينتقم لأنني اكتشفت حقيقته ... وأفسدت عليه لعبته معك ." ابتسم لها بنفور :" ربما أخطأت في الحكم عليه، يا زوجتي . وربما لم تكن المسألة مادية فقط . ربما أرادك لنفسه ."

"أتمنى ألا تتوقع مني أن أشعر بالإطراء . إني آسفة بالنسبة للسيارة ، لكن هذه ليست نهاية العالم . هناك مرآب في مونتاسكو . ستجد عندهم ما يكفي من الإطارات .
"إني متأكد ." قال :" غدآ ."
هز رأسه بسخرية وهو يرى نظرة الرعب في عينيها ."لا أنوي أن أمشي كل الطريق تحت المطر كي أصل إلى مكان المرآب ، الذي من دون شك ، قد أقفل الآن."
"وربما لا ..."
"لست مستعدآ لأبرهن لك ذلك ، بطريقة أو أخرى ." قال بلطف ."إني على وشك أن اكون ضيفك الليلة ..."
"هذا مستحيل !" لوت يديها بضعف ." بإمكانك أن تمضي الليلة في السيارة أو ... هناك فندق صغير في آخر البلدة ..."
"أتمنى أن تزدهر أعماله ." قال آلان بعبث :" لن أكون أحد زبائنه . ولن أعرض نفسي للمرض في السيارة . أنت لست مضيافة ، يا عزيزتي ."
توردت وجنتاها :" لا تتوقع ذلك مني ، أبدآ ."
"أنا أيضآ ." تابع آلان ساخرآ :" هل تتوقعين مني أن أفرض نفسي على فتاة ، كانت منذ نصف ساعة ترتعد مني . لقد اكتفيت من ذلك في ليلة زواجنا ، إذا كنت تتذكرين."
توقف بتعمد ، وارتفع حاجباه بسخرية عندما نقزت . 
"أرجوك توقفي عن النظر إلي ، وكأنك فأرة وأنا هرّ جائع . دعينا نحاول أن نتصرف كأشخاص متمدنين على الأقل لما تبقى من هذه الليلة ."
منتديات ليلاس
"ربما أنت الذي شق إطارات السيارة ." قالت فيليبا ونبرة التمرد في صوتها .
تنهد :" ربما أنا الذي أنزل المطر ، وأخّر الساعة حتى أمتع نفسي لبضع ساعات أخرى برفقتك ، أيتها المرأة السليطة اللسان ، الصغيرة . على كل حال ، لم أفعل أي شيء من ذلك ." مشى حول الطاولة ثم أنهض الكرسي الذي على الأرض ."أرجوك، أهدئي قليلآ ." أشار إلى الفرن :" هل ستتناولين ذلك الطعام أم ستدعينه يحترق ؟"
هزت فيليبا كتفيها معلنة استسلامها :" أعتقد أننا سنتناول العشاء ."
"لقد تناولنا الطعام معآ عدة مرات من قبل . لن يكون الأمر مؤلمآ لهذه الدرجة ." قال على نحو فظ :" الفرق أن هنرييت لن تكون معنا حتى تخدمنا ."
"كلا ." قالت . كانت تتذكر ما قاله لها في أول يوم من زواجهما عندما كانا معآ وبمفردهما ، وأفزعتها هذه الصورة .
يعتقد أنني خائفة منه ، فكرت . لكنه مخطئ . إني خائفة من نفسي ... خائفة من أخون مشاعري . لأنه إذا عرف ، سأصبح تحت رحمته إلى الأبد ، ولن أقدر على تحمل ذلك . لن أكون الزوجة اللطيفة ، التي يدعي زوجها عندما يتغيب عن البيت ، أنه في المكتب يعمل حتى ساعة متأخرة . أفضل أن أعيش بعيدآ عنه ولا أتحمل تلك الأكذوبة .
رتّبت الطاولة ووضعت بعض السكاكين و الملاعق . قطّع آلان الفطيرة التي أعدتها مدام بيتون ثم فتح زجاجة شراب .

- خطوات متهورة - سارة كريفن - دار النحاس ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن