الفصل الرابع

8.9K 173 1
                                    

كانت فيليبا تلهث بتوتر ، وهي تجلس إلى جانب آلان في تلك الأمسية في سيارة الليموزين ، التي انطلقت بهما بسرعة مفرطة عبر شوارع باريس إلى ضواحي المدينة ، حيث يعيش لويس دي كورسي مع عائلته .
كان البيت متواريآ وراء جدار عالٍ . استطاعت فيليبا أن ترى بعض قمم المداخن القبيحة ، وهما ينتظران الأبواب الالكترونية حتى تمنحهما اشارة الدخول .
منتديات ليلاس
"لدى عمي هوس من اللصوص ." تمتم آلان في أذنها : "يشعر أنه إذا لم يكن حذرآ حتى ولو دقيقة ، سيقتحم اللصوص منزله ويسرقون مجموعة خزفه الصينية العديمة الذوق ، أو يعتدون على ابنة عمي سيدوني . اعتقد أنه يغالي في تقدير نوع كهذا من الرجال ."
لم تضحك فيليبا . مسَّدت ثنية تنورتها الخضراء المزرقّة و القصيرة بيد مرتعشة .تميز أعلى فستانها الحريري بعنق دائري وبكمين طويلين ، وتمنت أن يناسب فستانها هذه الأمسية بشكل كافٍ . كان ارتداء ملابس هذه الأمسية غير المرغوب فيها بمثابة ارتداء زي مسرحي حيث كانت هي الممثلة البديلة ، ومع ذلك متوقع منها تأدية دور الشخصية الرئيسية .

إضافة رد

Rehana 02:17 PM 21-02-11

الثياب مناسبة ، فكرت فيليبا ، بينما كانت السيارة تسير على الطريق الخاصة بين مشاتل الزهور . أما الفتاة التي ترتديها فلا .
بدا البيت المربع الشكل ، جامدآ و مملآ . كان هناك عدد كبير من السيارات المصطفة إلى جانب الطريق الخاصة . أحست فيليبا بانزعاج آلان الذي كان يشتم في سره .
"يا له من عشاء عائلي هادىء !" قال بتوتر ، ثم نظر إلى فيليبا وهو يهز كتفيه : "إني آسف ، لم أنوِ أن أخضعك لمناسبة كهذه بهذه السرعة ."
رفعت فيليبا ذقنها :" لن أتكلم إلا عند الضرورة ولن استعمل إلا السكاكين المناسبة ." أكدت له بفظاظة .
"انت تعرفين جيدآ أنني لم أقصد ذلك ."
فتح الباب خادم في سترة بيضاء ، حياهما بطريقة جليلة وأخبرهما أن السيد دي كورسي وزوجته ينتظرانهما في غرفة الاستقبال .
منتديات ليلاس
"هل نحن آخر من وصل يا غاستون ؟" رتب آلان ربطة عنقه للمرة الأخيرة .
"على الاطلاق ، يا مسيو ." أكد له غاستون ، وهو يقودهما عبر رواق مزخرف باتقان .
شبك آلان أصابع فيليبا الباردة بأصابعه ." تشجعي ، يا جميلتي ." همس لها عندما فتح غاستون باب الصالون المزدوج وأعلن عن قدومهما .
تجمدت كل الأحاديث في الغرفة على نحو مفاجىء .
وأصبحت فيليبا قبلة أنظار الجميع . سوت كتفيها وهي تشعر بتورد وجنتيها . لاحظت بعد أن ألقت نظرة ثانية حولها ، أن الغرفة تحتوي على أكثر من عشرين شخصآ ، وأن أحدهم يتقدم نحوهما .
لويس دي كورسي رجل متين البنية متوسط الطول ، أصلع بعض الشيء وله لحية أنيقة . ابتسم لهما من بعيد . بدت عيناه الداكنتان قاسيتين .
أحنى رأسه ليطبع قبلة على يد فيليبا ."ابنة أخي الجديدة ، إني سعيد جدآ بلقائك . ما كان يجب أن يخفيك عنا كل هذه المدة ، أو على الأقل كان من المفروض أن يوجه لنا دعوة لحضور زفافكما .كنت آخر من علم به ... لن أسامحكما أبدآ ."
شعرت فيليبا بالاحراج . لكن آلان قد سبق وحذرها من هذا التعليق .
"أجبرتنا صحة والدي الضعيفة على أن نجري الإحتفال بشكل هادىء وسري ."
"هادىء فعلآ . لم يكن لأي من أصدقائي في لندن أي فكرة عن هذا الزواج." قال لويس دي كورسي وهو ما يزال يبتسم .استدار قليلآ ليشير إلى أحد الأشخاص بالقدوم :" جوزفين ،اسمحي لي أن أقدم لك عروس آلان . سيدوني ، تعالي ورحبي بابنة عمك ."
منتديات ليلاس
لم تبد مدام دي كورسي أي حماس بهذا اللقاء غير المتوقع . صافحت فيليبا بنفور ثم أخلت السبيل لابنتها .
فكرت فيليبا في البداية أن سيدوني دي كورسي هي تمامآ كما وصفها آلان لها بفظاظة .بدت بشرتها شاحبة ، ملطخة ببثور الشباب ،وشعرها خشنآ ومن دون لمعان. كانت بدينة أكثر مما ينبغي ، وساعدها فستانها الأصفر الشاحب المفصل على حجم صدرها ووركيها في إبراز معالم جسمها . ابتسمت لفيليبا على نحو مقتضب ، لكنها سرعان ما غيرت تعبير وجهها عندما استدارت نحو آلان .

- خطوات متهورة - سارة كريفن - دار النحاس ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن