نهضت لوري في الصباح الباكر، وقامت بما هو اشبه بالتمدد بجسدها وفردت يديها بشدة وبنفس عميق سمحت لهواء الصباح أن يدخل إلى رئتها ويجدد اكسجينها، وعندما نهضت ونزلت من الفراش، وسارت باتجاه الباب وهي تفرك عينها، حاولت سحب المقبض، ولكنها لم تجده في مكانه، ففتحت عينيها تحملق فيما هو امامها ف إذا به جدار أصم ونظرت من حولها ووجدت أن الباب غير موجود واثاث غرفتها كذلك، كل ما هو موجود سرير نومها ونافذة غرفتها وهي تبدو مرتفعة قليلًا، وعلى الارض بعض الحفر، شرعت تطرق الجدران دون فائدة، وتدور وتدور في حيرة وقد تملكها الخوف، غرفة بلا باب يعني سجن إلى الأبد.بعدها بدأت تسمع أصوات همس، وتتالت الأصوات وكأن حشدًا كبيرًا يهمس حولها، ولكن لوهلة ظنت أن أصوات الهمس هذه تصدر داخل عقلها، استمر الصوت دون أن يفتر، حتى أصابها الصداع، وبدأ رأسها يؤلمها وبدأت تبكي، كل ما تتذكره أنها كانت نائمة في غرفتها ليلة أمس بعد تناول وجبة خفيفة قبل النوم مباشرة، ودخلت وأغلقت الباب الذي لم يعد في مكانه إنها تسترجع ما حدث البارحة، وفي تخبطها بين ذكرياتها، تذكرت أنها وبينما كانت تعد وجبتها في المطبخ، قامت برمي سكينة بعد أن قطعت الشطائر إلى حيث الحنفية، والشيء الغريب الوحيد أنها لم تسمع ارتطامها فظنت أنها حطّت على شيء ما، وعندما عادت لتضع صحنها وجدت السكينة مكسورة!
الغريب انها لم ترتطم ولم ترمها بقوة، لما كُسرت؟
قامت بغسل الاطباق ورمت السكينة إلى القمامة وتابعت كأن شيئًا لم يكن.
وبينما كانت تستذكر ذلك، أخذ الفراش يسحب للأعلى من عليها نحو السقف، ارتعشت كثيرًا وتسمرت في مكانها، الشمس مشرقة لكننها شارفت على الغروب والاضواء مغلقة، ولا يوجد باب للهرب، تسائلت في هلع قلبها مالذي يسحب الفراش إلى أعلى، نظرت خلسة وبتردد إلى السقف، فإذا بها ترى فوجًا من الظلال السوداء، ومما جعلها تفقد صوابها أن أدركت أنها معلقة بالسقف بينما كان أثاثها في الأسفل، وفجأة تعالَ صوت الحشود وكأن غضبهم سيفجر رأسها وأبرزوا سكاكينًا في آنٍ واحد كالتي رمتها بالأمس، وفي غمضة عين ظهرت ابتسامة شريرة على وجوههم ثم....انقضوا عليها في وقت واحد وفي الثانية الأولى صرخت بأعلى صوتها صرخة دوت بكل ارجاء البيت وفي الثانية الثانية لم تعد تشعر بجسدها وخلال لحظات فتحت عينيها لتجد نفسها ما زالت في السقف ولكن الغريب أن الدماء تلون أرجاء الغرفة، وعندما امعنت النظر وجدت أشلائها في كل مكان، لتدرك أنها فارقت الحياة، وقد رأت بعينيها عندما هرعت والدتها لدخول الغرفة ودخلت في نوبة ذعر وصراخ حتى أصيبت بالجنون.
وقدمت الشرطة وأغلقت القضية الغامضة دون حلّها، وأنا وأنتم فقط من يعرف حقيقة ما جرى .