الفصل الأول
كانت ليلة العيد مساءاً كنت أبدل شراشف الاسره بعدما انتهيت من كل اعمال المنزل على أغانى العيد التى بدأت تصدح بها المحطات التليفزيونية اعلاناً بموعد العيد غداً كنت اتناوب على النافذة المطلة على منزله الذى يبعد عنا بضعة أمتار ،كانت فيلا عتيقة توارثوها على مدارالاجداد
ورغم انهم عائلة ذات صيت ذائع ووالده سياسى مشهور ويقيمون بالقاهرة الا انه لم يتخلى عن عادته التى توارثها عن ابائه وهو الحضور الى قريته والاحتفال بالعيد فى مسقط رأسه فى تلك الفيلا العتيقة ، هى عادتهم منذ الصغر ، وهى عادتى حتى الكبر انتظرهم كل عيد فى ذاك الموعد من الليل حين ارى مصابيح الفيلا قد أضيأت بالكامل وانبعث نورها على تلك الساحةالمجاورة التى تقام بها صلاة العيد ، فأعلم انهم قد وصلوا وليزداد يقينى بوصولهم أطوف ببصرى ناحية البوابة المفتوحة على مصرعيها وقد تراصت امامها السيارات خاصتهم ، لكنهم تأخروا تلك الليلة عند موعدهم المعتاد ،مكثت بقرب النافذة احاول ان أراقب حركة الناس فى الشوارع التى بدأت تتزين للعيد ومرح الصبية الصغار بأنوار العيد وعبثهم بالالعاب النارية والمفرقعات لكن ذلك لم يذهب تفكيرى عن سبب تأخرهم لذاك الوقت وبدأت تنطفئ جذوة الأمل فى صدرى وتملكنى الاحباط بل الحزن العارم كلما مضت دقيقة وانارة المنزل مازالت منطفئة ، وتزاحمت الظنون برأسى ربما لن يأتوا هذا العيد ربما ملوا من اجواء القرية ربما بدلوا خطتهم ذاك العام وسيقضون العيد بالقاهرة ، ربما ، ربما ،ربما.....
ومع كل احتمال يقضى بأنى لن أراه ذاك العام تنطفئ بداخلى كل ذرات الفرح وتغوص رأسى فى بحور اليأس والأفكار السلبية ، وماذا حتى لو أتى هل سيشعر بوجودى أصلا ؟!سنوات منذ الطفولة وانا ارقبه من تلك النافذة أراقب حركاته وبسماته وسكناته حتى حفرت ملامحه فى صدرى كنقشا على احد المعابد منذ الاف السنين لم تغيرها انامل الزمن العابثة وأُفاجأ به قد تبدلت ملامحه فى العام الذى يليه والأعوام المتلاحقة من ملامح صبى ومراهق حتى شاب يافع شديد الجاذبية تعلقت به وتعلقت به احلامى وأوصدت قلبى فيماسواه انتظر كالبلهاء وارسم الخيالات برأسى ربما نتقابل يوما ما ربما يشعر بوجودى ربما يبادلنى ذاك الحب الذى يتملك من قلبى كل ثانية أحياها ....
ومازالت على تلك الحالة الواجمة اسند وجنتى على ذراعى على حافة النافذة حتى لمحت ذاك الوميض الآتى من بعيد اعتدلت ورفعت رأسى وقلبى الذى بدأت تتسارع دقاته يكاد يقفز من صدرى أراقب وميض تلك السيارات التى تقترب حتى استقرت امام المنزل المنشود ، سلطت بصرى على السيارتين اخشى ان تجفل إحدى عينى فأفوت تلك اللحظة التى سينزل بها من احدى السيارتين ، بعد لحظات نزل احد الأشخاص من احدى السيارتين يبدوا انه احد الخدم خاصتهم يركض نحو البوابة وبعد لحظات انفرجت البوابة على مصرعيها ودلفت السيارتين الى الداخل تصطف احداهما خلف الاخرى امام ذاك السلم الكبير وبعد ماان تلاقى بصرى بذاك الذى نقشت ملامحه بصدرى وتتطابقت بذاك الشاب فارع الطول الذى يقف بعيداً حتى صارت كل ذرة بقلبى تهتز بقوة كزلزال بالغ القوة ..
بقيت أراقبه واقر بملامحه عينى المشتاقة رغم خفوت الضوء حتى دلف الى داخل المنزل واختفى عن ناظرى
ذهبت الى فراشى ادثر نفسى تحت الغطاء وأحيط نفسى بالاحلام والخيالات الوردية ربما يتحقق الحلم المستحيل ....
ألتقطت أذنى صوت التكبيرات فنهضت على الفور ، ارتدى حلتى التى اخترتها بعناية وتوضأت لالحق بصلاة العيد ، بعد ان مرّت علىّ رقية ابنة عمى وتوجهنا الى تلك الساحة وأثناء سيرنا نحو الساحة علق بصرى بأحدهم يخرج من باب الفيلا يرتدى جلباب ابيض ويحمل بيده سجادة الصلاة وما ان التفت باتجاهنا حتى وجدته أخاه الأكبر حسين ذاك الشاب طويل القامة شديد الهيبة والوقار لا ادرى ان كان حسن يوازيه وسامة ام انه يفوقه ، انتظرت برهة عله يلحق بأخيه وأبيه الذى لحق بأخيه يتأبطه من. ذراعه ولكن دون جدوى حتى جذبتني رقية من معصمى لنتقدم حتى نلحق بمكان شاغر قبل ان يزدحم المكان
انتهت صلاة العيد وانخرطت رقية مع زميلاتها ورفقتها يتبادلون التحية والتهنئة وانا خلفها ولكن بصرى مصوب نحو المنزل انتظره يخرج بفارغ الصبر
لكنه لم يخرج انتهينا من مصافحة أصدقائنا وأقاربنا ثم همت رقية تحثنى على الذهاب شعرت بخيبة أمل وانطفأت فرحتى بلقائه وماان استدرنا لطريق العودة حتى قاطعنا صوت خلفنا ينادينا
استدرنا ننظر خلفنا ،كانت قريبة لنا اتجهت نحونا لتصافحنا انفرجت اساريرى و دب الأمل فى صدرى لفرصة اخرى للقاء ومن حسن حظى انها كانت امرأة ثرثارة وتعمدت الاطالة معها فى الحديث لأبقى لأطول وقتاً ممكن وسط غيمة الدخان التى شعرت بها تنبعث من رقية التى ضجرت من كثرة الثرثرة مع تلك المرأة ، وزعت بصرى بين محدثتى وبين باب المنزل الذى وقف امامه أخيه الأكبر وأبيه يصافحون ويتبادلون التهنئة من أهل القرية بعد دقائق خرج اخيرا يرتدى تيشرت قطنى وبنطال رياضى يمد ذراعيه فى الهواء بتكاسل ثم نزل من على درجات السلم فى واجهة المنزل الى فناء الفيلا يصافح بعض رفاقه من الطفولة وبعض أقاربه بابتسامة واسعة تزيد من جاذبيته
اخيرا سكن قلبى وارتوى ظمأى لرويته وانطلقنا نحو المنزل
لكن لم نتجاوز سور الفيلا حتى خرجت كرة مندفعة باتجاهى لتصدمنى بصدرى بقوة ليخرج من فورها صرخة من صدرى متألمة
انحيت بجزعى حتى يزول الالم حتى قاطعنى صوتا رخيم مهذب يحدثنى
- انا آسف حصلك حاجة ؟
رفعت بصرى وعينى المشدوهتين انظر اليه فإذا بيه أخيه الأكبر حسين واقفا امامى وقد ارتسمت على ملامحه كل علامات الانزعاج
اخفضت بصرى وخرج صوتى خافتاً
_ لا ، الحمدلله
انتبهت لنبرة مختلفة تتحدث بمرح وتقترب اكثر
- حسين مش هتبطل تضايق الناس الحلوين
- رفعت بصرى انظر باتجاه الصوت فأذا به يقف بقربه وعلى ملامحه ابتسامة لئيمة مستدركاً:
- اسفين ياانسة
رمقه أخيه بنظرة نارية لفحتنى حرارتها وشعرت بالتوتر الشديد ، ثم عاد بصره الىّ ولكن تبدلت ملامحه الى الجدية معاوداً
- بكرر اعتذارى ياانسة
لاحت على ثغرى ابتسامة متوترة ثم استدرت لنهم بالرحيل :
- لا مفيش حاجة
- وانطلقنا الى المنزل وقلبى يكاد ينفجر من فرط السعادة وتلك البسمة التى ارتسمت على وجهه الساحر وتلك اللحظات التى كانت بقربه لم يفصلنا سوى بضعة أمتار ...
انتهت ايام العيد ورحلوا ورحل معهم قلبى على أمل اللقاء فى العيد القادم
ومرت الايام وأتى أبى ذات مساء متهلل الوجه يصوب بصره نحوى ليخاطبنى بمرح :
- شكل واحدة هنا هسيبنا قريب
ألتقطت منه أمى اخر الحديث لتتسائل :
- خير ياابو زينة ؟!
جاوبها بمرحاً اكثر :
- فى عريس جه لزينة
لم أكترث كثيرا لجملته فما بقلبى لن ينازعه كائن من كان حتى أفصح أبى عن اسم الخاطب .......
.......................................
بقلمى الاء عبد الله
أنت تقرأ
نوافذ مظلمة
Romantikنوفيلا نوافذ مظلمة بتحكى عن شابة من الريف بتحب شاب من عيلة ثرية مقيمين فى القاهرة وبيتردد هو وعيلته على القرية اللى بتعيش فيها الشابة فى الأعياد وبتفضل تنتظر الشاب دا كل عيد من خلف نافذتهاعلى أمل ان يتحقق حلمها وترتبط بيه السؤال هل هيتحقق حلم الشا...