الفصل الخامس
تسارعات ضربات قلبى بشكلا جنونى حتى كدت أشعر بها تضرب ضلوعى بعنف وأنا أرى أسم المرسل "لمار خليل "
فتحت الرسائل أنظر إليها أجاهد ليصمد الهاتف بيدى من رعشة يدى القوية ، سقطت أرضا بعد ان خرت قدماى وأصبحت كالهلام لم تعد تستطيع حملى من هول ماأرى
رسائل حباً متيم أمد أصبعى المرتعش واسحب بالسهم لأعلى فأجد جرعات من المجون وكلاما مشبعاً بالبذاءة التى على أثرها شعرت بذاك السائل المحموم ينطلق من أسفل جوفى إلى حلقى ركضت نحو المرحاض أحنى برأسى بفوهته وأفرغ مافى جوفى وتزداد رجفة جسدى الهلامى ويغالبنى البكاء حتى جلست على أرضية المرحاض أحاول استعيب ماأنا فيه، رفعت رأسى أصوب بصرى نحو المصباح المعلق فى وسط المرحاض وأحاول امتصاص ضوءه لمقلتى علنى بكابوساً فيوقظنى ذاك الضوء ولكن لم استيقظ ،
تحاملت على ساقاى المرتعشتين استند الى الحائط وابدل الخطوات حتى وصلت الى طرف الفراش وجلست بجواره انظر إلى ملامحه البريئة الساكنة وأحاول استعادة الرسائل من عقلى أطابقها على ملامحه فأجده شخصا آخر زائف لم يكن له وجود أصلا .
لم أستطع مقاومة ذاك البركان الثائر بداخلى فوجدت نفسى ألكزه فى كتفه فاستفاق سريعاً بعينا شاخصتين :
_ ايه يازينة مالك ؟
صوبت الهاتف امام عينيه على تلك الرسائل
أغلق عينه يتفادى ضوء الهاتف ثم أعاد فتحها على مضض ثم اطلق بصره فيه يحاول انتزاعه من يدى بعد ان استوعب مارأى ولكن أبعدت يدى سريعا عن مرمى يديه هادرة :
_ ايه ده ؟ ومين دى ؟
أخفض بصره فى حجره وأغلق عينيه بشده دون ان يتحدث
أشتعلت رأسى بالغضب اكثر فأعدت السؤال بقوة :
_ بقولك مين دى ؟
أجاب بخفوت ومازال رأسه على حالته :
_ واحدة
استدركت وضربات قلبى تتسارع وأشعر بأنسجته تتمزق :
_ماأنا عارفة انها واحدة ، تبقى مين الواحدة دى وصفتها ايه عشان تكلمك وتكلمها كده ؟!!
رفع بصره الىّ تلمع مقلتيه بسحابة من العبرات بصوتاً شجى
_دى واحدة كده من على النت معرفهاش ولا هى تعرفنى ، الموضوع ... هبل صدقينى ، مد يده الىّ ليحيط كتفى ونبرته أقبرب الى التوسل لكنى تراجعت ثم نهضت من أمامه وذهبت الى الغرفة الاخرى ألقى بجسدى المتعب على أقرب كرسى مطلقة دموعى الحارة تحفر سبيلها على وجنتى
شعرت بخطواته المترددة خلفى ثم أقترب منى وجثى بركبتيه امامى يضع يديه التى لمعت بأحدهما محبس زواجنا فأزدادت دموعى فى الانهمار
وهمس الىّ بتوسل :
_ زينة حقك علّيا انا غلطان صدقينى دى مجرد نزوة انتى وسليم دنيتى اللى مقدرش استغنى عنها ، زينة انا بحبك من زمان اوى وعمرى ماحبيبت حد غيرك ، ومستعد أعمل اى حاجة عشان تسامحيني ،
نظرت الى عينيه المستتره خلف دموعه احاول ان أرى فيهما صدقه ، وأبحث عن مأوى ألجأ إليه من تلك الريح السموم التى أطاحت بكل ثوابتى وقناعاتي وأربكت كيانى ، وشعرت بحاجتى المُلحة لسؤاله :
_ ازاى بتحبنى وبتكلم واحدة تانية وبتقولها بحبك ؟!
أشاح بوجهه جانباً ثم عاد ينظر الىّ :
_ يازينة انتى لحد دلوقتى مش قادرة تفهمينى بقالنا سنتين ونص متجوزين ولسه مفهمتنيش ، الحياة مش أكل حلو ولبس نضيف وبس ،فى حاجات تانية انا محتاجها وانتى مش قادرة تفهمى وتستوعبى ان المجتمع هنا غير البلد مش قادرة تواكبى التغير اللى حصل زى ماتكونى حابه كده ، ومش فاهمة انى بشوف أشكال وألوان وانا بنى ادم وبحس ،.......
ظل يتحدث وانا استمع الى مبرراته التى زادت من ارتباكى وألقت بى فى بحراً من التيه ، بقينا نتحدث حتى بزوغ الفجر وانتهينا إلى ان نبدأ من جديد ، وصارمعى كأيام زواجنا الاولى يغدق علّيا بالحب وقلت سفراته ، بل أصبحت انا وسليم على قائمة أولوياته يأخذنا الى أماكن لم نراها من قبل ويجلس معنا أغلب الوقت وعلى الجانب الاخر اشتركت انا بأحد النوادى الرياضية وكذلك أحدى صالونات التجميل الشهيرة وأثنى كثيرا على تلك التغيرات التى طرأت علىّ وعلى هيئتى الجديدة الامر الذى أعاد الىّ ثقتى بنفسى ، طبعا لم أنسى ماحدث ولكنى قررت ان أتناسى ورب ضرة كانت نافعة لنقترب من بَعضُنَا اكثر
ومضت الايام وحياتنا تسير بشكلا مثالى حتى ذاك اليوم ،
أخبرنى ان لديه سفرة هامة للعمل وسيعود بعد يومين تقريبا أمرنى ان أعد له الحقيبة حلما يعود من مشوار عملاً طارئ ، ذهبت لأعد حقيبته ثم عاد فى المساء واستأذن للذهاب الى النوم حتى يستطيع اللحاق بطائرته التى ستحلق فى الصباح الباكر ، وضعت صغيرى فى سريره الصغير ثم جلست فى الشرفة لم يكن لدى رغبة فى النوم فقررت أن أقرأ بأحد الكتب حتى أشعر بالنعاس
ومضت ساعات دون ان ادرى وتجاوزت الساعة الثالثة صباحاً ثم قاطعنى صوت هاتفه يتلقى رسالة الكترونية ، ساورنى الشك من سيبعث له برسالة فى مثل ذلك الوقت ؟!أقتربت من الفراش وسحبت الهاتف من جواره ، ثم حاولت فتحه لكنه كان قد وضع له رقما سرى ، ازداد شكى أكثر وجلست أفكر فى حيلة لافتح الهاتف وارى تلك الرسالة ثم تذكرت ان هاتفه يفتح ببصمة الإبهام ، أمسكت بيده ببطئ ثم وضعت إبهامه على الهاتف ففتح أخيرا بحثت فى الرسائل لأجد تلك الرسالة :
"وحشتنى مستنياك على أحمر من الجمر انا مستنياك فى شقة المعادى "
نظرت الى أسم المرسل كان نفس الاسم " لمار خليل "
دخلت الى حسابها الخاص من قائمة الأصدقاء على حسابه الشخصى لأبحث عن أى بيانات لها وكانت الطامة الكبرى .. كانت متزوجة
تسارعات أنفاسى لا ادرى ماذا أفعل ، ذهبت أفتش فى جميع أغراضه علها ترشدنى لشئ ذَا قيمة او ربما كنت أبحث لأتبين من وجود أى أكاذيب أخرى حتى بزغ الفجر استيقظ على صوت المنبه بعد ان أعدت الهاتف الى جواره
بعث الى بابتسامة مزيفة وأقترب ليقبلنى من وجنتى تصنعت السعادة حتى دلف الى المرحاض ، ذهبت الى غرفة أحد الخادمات ثم أخبرتها ان تتولى أمر سليم لحين عودتى من مشواراً هام
انهى لباسه ثم أقترب منى ليودعنى بحرارة بادلته ابتسامة هادئة ثم ذهب ، خلعت ثوب الصلاة الذى كنت ارتدى تحته ثوب الخروج ، هرولت بسرعة دون ان يشعر بى ثم استوقفت سيارة اجرة وأمرت السائق ان يسير خلف سيارته حتى توقف أمام أحدى البنايات ثم دلف الى داخلها ترجلت من سيارة الأجرة لادلف خلفه ولكن استوقفنى ذاك الصوت
_ زينة !!!
...............................
بقلمى آلاء عبد الله

أنت تقرأ
نوافذ مظلمة
Romanceنوفيلا نوافذ مظلمة بتحكى عن شابة من الريف بتحب شاب من عيلة ثرية مقيمين فى القاهرة وبيتردد هو وعيلته على القرية اللى بتعيش فيها الشابة فى الأعياد وبتفضل تنتظر الشاب دا كل عيد من خلف نافذتهاعلى أمل ان يتحقق حلمها وترتبط بيه السؤال هل هيتحقق حلم الشا...