الفصل الثامن
كنت عائداً من الشركة بعد يوم عمل مرهق دلفت الى داخل القصر فسمعت صوت أخى يصدح بقوة وكأنه يتشاجر مع أحدا ما ، سرت خلف الصوت بسرعة وصعدت السلم نحو الرواق المؤدى الى جناحه فو جدته يهرول خلف زوجته وعينه يتطاير منها جذوات من الشرر ، أُمسك بذراعها وهمّ يرفع يده ليصفعها ولكن كان جسدى يتوسطهما ليحول دون تلك الصفعة ، أمسكت بيده هادراًبقوة :
_ أوعى تمد ايدك عليها
ونقلت بصرى إليها:
_ادخلى اوضتك بسرعة
امتثلت لأمرى وعادت الى غرفتها مسرعة
تركت يده بعد أن تأكدت من خمود ثورته وحاولت امتصاص غضبه بالحكمة :
_ فى ايه ياحسن ايه اللى حصلك انت عمرك ماكنت كده
لمحت فى مقلتيه دمعة مختنقة فاستدركت انتهز الفرصة :
_ وبعدين دى مراتك اللى انت اختارتها بإرادتك محدش أرغمك عليها
أشاح بيده هادراً:
وادينى زهقت وقرفت وبدى نفسى بالجذمة على جوازى منها
اقتربت منه احاول تهدئته ، والتنقيب عن مشاعر أخمدتها الايام :
_ معلش ياحسن مراتك بتحبك وبتغير عليك ، وبعدين انت مسافر برضه مش هتحضر حتى كتب كتابى ؟!
أخفض بصره وضم شفتيه فى حيرة ثم هز رأسه مجيباً:
_ لا ياحسين هحضر عشان خاطرك معلش كنت ناسى وأجل السفر بعد كتب الكتاب
احتضنته بمرح أحاول تبديل الأجواء:
_ايوا كده ياعم وبعدين مين هيصورنى مع الواد سولى
كافح لإخراج ابتسامة متنهدة
ربت على كتفه ثم ذهبت أطمئن على أمى وبعدها دلفت الى غرفتى أتحدث مع أروى عن ترتيبات عقد القران
.......................................
دلفت الى غرفتى وضربات قلبى تتسارع لا ادرى ماذا سيفعل أخيه معه وهل سيصد أذاه عنى ، أخشى ان تزداد موجة غضبه وبقيت مصوبة بصرى نحو الباب حتى رأيت حركة المقبض ،ابتلعت قلبى من الخوف حتى مر من أمامى دالفاً الى الغرفة الاخرى دون ان ينظر إلى ّوحمل معه الصغير
وتغيرت نبرته الى المرح وهو يلهو مع سليم بألعابه
ومر يومان وتحضرنا للذهاب إلى عقد قران حسين ،
وقبل ان نذهب مباشرة كان يقف فى الشرفة يتحدث فى الهاتف معها يعدها بالسفر غداً ويعتذر عن التأجيل بكلمات دلالال وحباً متيم ، ابتلعت لسانى كالعادة وكظمت دموعى التى جفت منابعها واستسلمت لقدرى البائس أعيش جسداً بلا روح
صعدنا الى السيارات وبعد أقل من ساعة توقفنا أمام قصر فاره لا يقل عن فخامة مانسكنه وانفتحت الأبواب لتظهر حديقة شاسعة مزينة بعناية وبأنوار متلألاة وباقات ورود رائعة تتوسط طاولات زجاجية مزينة مقاعدها بقماش يشبه قماش الاعراس باللون الأرجواني الزاهى
كل شئ مثالى ان لم يكن يتعداه
بعد وقت خرجت الاسرة التى تبدو انها أسرة محافظة وظهرت تلك العروس المحجبة بفستانها الأنيق جدا والراقى هى نفس الفتاة التى رأيتها يوم ذهابى الى حسين بالشركة لكنى لم ادقق فى ملامحها او فى حديثها المقتضب معى حتى ، شرع المأذون فى عقد القران وانتهى بزغاريد وتصفيق الحضور واقترب حسين منها يمسك بيدها ويقبلها من جبهتها ثم جلسا فى كوشة تتوسط الجمع لم يكن هناك حضور ضخم كان الحفل عائلى وبسيط وخلاب فى نفس الوقت ، أخذتنى ملامح تلك الفتاة الفاتنة وهى تجلس بجوار حسين يتبادلان البسمات وتطوقه بنظرات الحب التى تلمع فى عينيها ، تبدو جميلة جدا واثقة ثرية بل شديدة الثراء و أخذنى ذاك المشهد وتلك الأجواء التى تحيط بى الى يوم خطبتى من حسن وخرجت من زاوية فمى ابتسامة ساخرة ممزوجة بتنهيدة ألم من سذاجة أمى يومها التى كان ترى شراشف الأرائك هى التى ستحسن من هيئتنا أمام هؤلاء الناس التى يسبقونا سنواتًا ضوئية فى الفارق الاجتماعي والمادى، نظرت إلى ذاك الثنائى المتحاب كم يناسبان بعضهما ونظرت الى زوجى الذى يقف فى أحدى زوايا الحفل يتحدث بهيام فى الهاتف وجبت ببصرى بين الحضور جميعهم لم أجد من بينهم غريب ولا يليق بذاك المكان سواى ، أخذتنى ساقاى الى ركناً بعيد عن الحفل وعن صخب الأصوات وأطلقت العنان لشهقاتى المكتومة ودموعى حتى شعرت انها ملأت المكان وطغت على صخب الحفل وتجمدت حين سمعت صوته يأتى من خلفى بذعر :
_ فى حاجة يازينة ؟!!
مسحت دموعى بسرعة والتفت إليه فوجدته يحمل سليم وعلى وجهه علامات استفهام أعاد علّيا السؤال مرة ثانية :
_ فى حاجة حد ضايقك
أخفضت بصرى وهززت برأسى بالنفى أقاوم دموعى المتزاحمة على مقلتيى
فعاد متحدثاً:
_ سليم كان بيعيط وكان بيدور عليكى
ممدت يدى أحمل منه الصغير معتذرة :
_ انا اسفة كنت بشم بس شوية هوا
هز رأسه قبل ان يمضى :
ولا يهمك تعالى بقى عشان الجماعة بيسألوا عليكى
هززت رأسى واختلقت ابتسامة باهتة على ثغرى :
حاضر انا جاية دلوقتى
......................................
عقدنا القران وجلست انا وأروى نتحدث بمرح ورغم مارأيته بعنيها من حب ولكنى كنت أشعر بشئ من التوتر والغرابة ربما لأن جميع الابصار مسلطة علينا او ربما لأننا لم نعتد الحديث عن مشاعرنا طوال مدة العمل سوياً سوى بالتلميحات فقررت ان أحول جلستنا إلى شئ من المرح ثم جلبت سليم الصغير ليجلس بيننا واداعبه فأروى تعلم مدى حبى له
بعد دقائق شعر الصغير بالضجر وبدأ يتململ بحثت عن أمه فلم أجدها أمامى بحثت ببصرى عن حسن لكن يبدو انه اختفى بأحد الأماكن كعادته حملت الصغير لأبحث عن أمه التى كان يبكى بإسمها ثم اقتربت من أحد الزوايا البعيدة فى الحديقة على صوت شهقات ، اقتربت منها فإذا بها تبكى بشدة انزعجت من الامر بشدة واعترانى الفضول لما تبكى سألتها ولكنها حاولت إخفاء معالم دموعها التى كانت تتساقط رغماً عنها قررت الذهاب حتى لا أسبب لها مزيداً من الحرج ، فنسبياً أعلم مصدر بكاؤها بالتأكيد أخى حسن ،
وعدت لأروى وقضينا بعض الوقت ثم عدنا وعائلتى الى البيت وانا فى سعادة غامرة بعد هاتف اروى للاطمئنان على وصولنا وانقضى اليوم ، وسافرأخى حسن فى صباح اليوم التالى باكر ، وعدت الى الشركة ومر اليوم طويلا ككل يوم ثم عدت للبيت بأخر النهار وألقيت بجسدى المنهك على فراشى وأمسكت بالهاتف لأحدث أروى ولكن أخذنى الفضول لأبحث عن الإعلان التى أطلقته لاخر المشاريع فى أحد الصفحات الاجتماعية ، لكن توقف بصرى وتحجرت مقلتيى على خبر بثته احدى الصحف "حادث مأساوي يؤدى الى مصرع نجل السياسي ورجل الاعمال المشهور عبد العزيز الراوى برفقة سيدة غامضة "
................................
بقلمى آلاء عبد الله
![](https://img.wattpad.com/cover/180118374-288-k374042.jpg)
أنت تقرأ
نوافذ مظلمة
Romansaنوفيلا نوافذ مظلمة بتحكى عن شابة من الريف بتحب شاب من عيلة ثرية مقيمين فى القاهرة وبيتردد هو وعيلته على القرية اللى بتعيش فيها الشابة فى الأعياد وبتفضل تنتظر الشاب دا كل عيد من خلف نافذتهاعلى أمل ان يتحقق حلمها وترتبط بيه السؤال هل هيتحقق حلم الشا...