الفصل السادس

6.3K 125 1
                                    

*
لماذا هذة الابتسامة الساخرة ؟ لقد نسيت والدها ونسيت المكان المتواجدان فيه, وكانت مستعدة لمنحة نفسها وجسدها هنا على الكنبة في منزل والدها, وأحست بالذنب فجأة.
(إنا أنانية, لقد قبلت لمساتك على جسدي دون أن أفكر بان ألامسك).
(ستفعلين ذلك في المرة القادمة).
وكان يداعب شعرها بحنان.
(اسيكون هناك مرة أخرى ؟).
فنضر إليها طويلا.
(غدا ؟ نتناول العشاء في شقتي ؟).
(حسنا) اجابتة في حماس, وكانت تعلم أن هذة الدعوة هي دعوة مزدوجة العشاء و...
كانت لارا مأخوذة بوجود جوردان, وكل الشكوك التي كانت تساورها تبددت عندما رأت البريق الحنون الذي يشع في عيونة, وجو الشقة الحميم يتناسب تماما مع مزاجها الرومنطيقي.
مع جوردان تشعر وكأنها طفل صغير, وبدات تتسال إذا كان هذا حقا هو الحب.
لارا عاشقة, نعم, وإلا كيف تفسر تلك الحالة التي كانت فيها بعد أن تركها مساء امس ؟ و عندما استيقظت في الصباح كانت صورة جوردان تملا رأسها.
ولم يكن جوردان مستعجلا فلم يقبلها, وعندما انتهيا من تناول العشاء, قدم لها كاس كونياك, وجلس على الكنبة في مقابلتها بدل أن يجلس قربها, و لارا التي كانت تثرثر كثيرا, وجدت نفسها ألان غير قادرة على التلفظ بأية كلمة, كانت ترغب بة بذراعية, و مع ذلك لاحظت أنة ليس مستعجلا, فخافت أن يمل منها.
وكانا يشربان الكونياك على انغام الموسيقى الهادئة, فتساءلت هل ينتظر تشجيعا ؟ وكانت قد شربت كاسين ولاكنها لم تثمل, فوضعت الكاس من يدها ونهضت واقتربت منة.
(فلنرقص). ومدت له يدها المرتجفة ولاحظت أنة لم يتحرك فأضافت (لو سمحت) فنهض رغما عنة واجابها.
(عندما دعوتك للرقص أثناء تناول العشاء امس رفضت).
(هذا مختلف, امس لم نكن لوحدنا).
(بهذا الثوب, أراك كأنك ترقصين حول نار المخيم).
(افضل أن ارقص معك).
(لا يوجد غجر شعرهن أشقر).
(في قبيلتنا نحن, نعم).
فامسكت يدة بسعادة فضمها الية وهمس بأذنها.
(لديك عيون لم اراكثر منها غرابة في حياتي).
(إنها عيون الغجر فاحذر من سحرها) ورقصا معا وهي تضع يديها خلف عنقة.
(يا لة من سحر).
(سحر خاص لكي تكون تحت سيطرتي).
(ليس السحر ضروريا لذلك).
(حقا ؟) سالتة بدهشة.
(نعم, فلنرقص ألان).
لشدة سعادتها احتست و كأنها تسير على الغيوم, وببطء انزلقت يدها تحت قميص جوردان, واخدت تلامس ظهرة وهي تسند رأسها على كتفة.
(لماذا غيرت رأيك بالنسبة لي ؟).
(لم اغير رأيي).
(ولكنك كنت تكرهني) اجابتة بقلق.
(لا أبدا, أنت كنت تتخيلين, لقد لاحظتك مند اللحظة التي دخلت فيها مع والدك إلى بار النادي, ولكني لم اقل شيئا لأني عادة لا اهتم بالفتيات الصغيرات).
(ولكن حالة استثنائية).
(هذة أول مرة) واخد يداعب بشفتية أدنها, ثم توقفا عن الرقص, واتجها نحو غرفة جوردان.
(لقد اصبحت الساعة الواحدة) قال فجأة (ويجب أن اسافر إلى المانيا في الساعة السادسة صباح).
(هل ستتأخر كثير؟) سالتة بخيبة أمل.
(تقريبا حتى نهاية الأسبوع).
(ألا يمكنني أن ابقى معك هذة الليلة, جوردان؟ سأشتاق إليك كثيرا).
(وانأ أيضا, يا صغيرتي, ولكني سأتصل بك عند عودتي, وكوني متعقلة, فإذا مارست الحب معك ألان لن اتمكن من التفكير بعملي غدا, والان يجب أن أعيدك إلى البيت كي لا يقلك والدك).
(لا اعتقد أنة سيقلق علي, لأنة يعرف حقيقة مشاعري تجاهك).
(أيجد أن بقاءك خارج البيت ليلا امرأ طبيعيا ؟).
(لم يسبق لي أن قمت بذلك, جوردان, لا أريد أن تظن بأنني فتاة تنام مع أول شخص تتعرف علية)
فانحنى وقبلها بحرارة.
(جوردان).
(سنتكلم في كل هذا في نهاية الأسبوع).
وتبعتة إلى السيارة وندمت لأنها اعترفت له بحقيقة مشاعرها.
(إنا آسفة لانني أتصرف كتلك الفتيات التي تشك بهن).
فوضع يدة على يدها.
(احتاج لبعض الوقت كي افكر بما ينتظرنا, ولكني سأتصل بك كما وعدتك).
أمضت لارا هذا الأسبوع دون أن تخرج من المنزل, وكانت قد بدأت تفقد صبرها.
وفي يوم الأربعاء اتصلت بصديقة قديمة لها, ودعتها للغداء معا في المدينة, فقبلت مالينا فورا.
وعادة كانت مالينا تسلي لارا, لكن هذة المرة وجدتها مملة هي وقصص غرامها.
(وأنت لارا هل تخرجين مع احدهم؟).
فضلت لارا أن لا تروي لها شيئا لأنها ليست متأكدة بعد, كما وان جوردان لم يتصل بها حتى ألان.
ثم عادت إلى بيتها بعد أن اشترت عدة أثواب.
(الم يتصل بي احد؟) سالت والدها بقلق.
(لا, لم يتصل احد).
(ماذا تفعل في البيت في مثل هذة الساعة؟ لديك عمل اليوم ؟).
(لقد اخدت إجازة اليوم).
(انك بحاجة لإجازة حقا, فأنت تتعب كثيرا).
(لقد تناولت الغداء في النادي ولعبت الغولف).
(وهل ربحت ؟).
(ضد جوردان ؟ المرة الماضية ربحت منة صدفة أنة من الأبطال).
(جوردان ؟ هل عاد من السفر ؟).
(لم يقل لي بأنة كان مسافرا).
(و لكنك لم تقل لي بأنة اتصل).
(ولكنة اتصل بي إنا... اوة لارا, ألهذا السبب كنت تسجنين نفسك في المنزل ؟ إنا أسف يا عزيزتي, فانا لم افهم...).
(متى ؟...) وأسرعت نحو الباب.
(لارا اسمعيني, إلى اين أنت ذاهبة ؟).
(إلى غاري أنة يقيم سهرة).
(لارا, لا تتسرعي, إنا متأكد أن جوردان...).
(أبي اشعر برغبة قوية للترفية عن نفسي).
(اسمعيني يا ابنتي).
فخرجت وكانت تعلم إنها ذاهبة إلى وكر الذئب بنفسها, وجلست في سيارة تاكسي حزينة لأنها كانت تنتظر الرجل الذي تحبة بينما هو يلعب الغولف مع والدها.
وعندما وصلت إلى منزل غاري كانت الحفلة في أوجها, فبدأت بالشرب فورا, وبعد قليل سألها غاري.
(هل ستبقين معي بعد ذهاب الآخرين؟).
(ولما لا).
(بالفعل لارا لما لا ؟) أجابها ولمعت عيونة, وبهذة اللحظة سمعا صوت جوردان.
(هل تسمح غاري ؟ لا يمكنك أن تستأثر بلارا طيلة السهرة).
(ولماذا لا يمكنة ذلك؟) سالتة لارا.
(إنا لا اذكر انني دعوتك إلى هذة السهرة جوردان) اجابة غاري محاولا أن ينتهز الفرصة.
(لقد جئت للبحث عن لارا) ثم التفت نحوها وأضاف.
(والدك يرغب في عودتك فورا إلى البيت).
(أن والدي يعرف انني هنا) اجابتة بجفاف.
(اعتقد أن هذا هو السبب الذي من اجلة يريدك أن تعودي).

 الن تسامحيني ابدا - كارول مورتيمر - روايات عبير الجديدة ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن