الفصل الثامن

6.3K 126 0
                                    

بسبب مساء امس, لأنني تدخلت بما لا يعنيني, و لانني طلبت من جوردان أن يبحث عنك, لم يكن يجب علية أن يكون لطيفا معك).
لطيفا ؟ يا لوالدها المسكين, أنة لا يعرف ماذا يقول, أنة يثق كثيرا بجوردان, طبعا فهو لا يعرف حقيقة وجهه الأخر, اما لارا فللاسف تعرف ما يخفية جوردان.
(أنة لم يخفي عني راية و حاول وسعة أن يجعلني انسى هذة السهرة).
(اذا كنت افهم جيدا أنت غاضبة ؟).
(لا).
فابتسم والدها.
(لن اتفاجا يوما اذا علمت بانكما ستتزوجان, فأنتما تتخاصمان و كانكما امراة وزوجها).
(لن اتزوجة أبدا و لو كان اخر رجل في العالم).
فضحك والدها وهز كتفية.
(لا تقل لي بأنك توافق على زواجي من رجل مثلة) صرخت لارا.
(قولي لي أنت, كنت اعتقد بأنة يعجبك...).
(اما ألان فلا , جوردان سنكلار هو الرجل الذي اكرهه أكثر من كل الذين التقيتهم).
(لا, جوردان لا يتحمل امثالك, وبما انك تتصرفين بشكل غريب فانا أخاف أن لا تكبرين يا لارا المسكينة).
لو أنة يعلم, مند ليلة الأمس, كبرت كثيرا لقد انتهى وقت الفتاة المدللة, لقد دمرها جوردان, ولن تتمكن من الوثوق بأي رجل اخر.
(مارايك لو نخرج مع, لارا ؟).
(لكني انوي زيارة منزلنا القديم) وكانت ترغب في قضاء بعض الوقت وحدها, فدهش والدها وسالها.
(لكي تتجنبي رؤية جوردان ؟ هل تخاصمتما ؟).
(لا أريد رؤيتة).
(حسنا كما تشائين, إنا ذاهب ألان إلى اللقاء).
ركبت سيارتها البورش وانطلقت, وفجأة لاحظت في مرآة سيارتها سيارة الفراري الحمراء وراءها, فأسرعت أكثر كي لا يلحقها جوردان, لكنة ظل خلفها دون أن يحاول أن يسبقها.
و عندما وصلت إلى منزلهم القديم أوقفت سيارتها وكذلك فعل جوردان واقترب منها, أنة دائما بنفس الثقة ونفس الكبرياء.
(لماذا تبعتني إلى هنا ؟) سالتة دون أن تنزل من السيارة.
(يجب أن نتكلم).
(لا, لا أرى ضرورة لذلك).
(بالنسبة لليلة امس هل نسيتها ؟ يجب أن نتحدث)
(نتحدث عن ماذا ؟ امس جعلت من فتاة امراة ؟ ماذا تريد أكثر من ذلك ؟)
(انك كنت لا تزالين...).
(عذراء ؟) سالتة بسخرية.
(هذا شيء جدير بالمناقشة).
(اتريد أن تكلمني عن دهشتك لذلك, على كل حال هذا شيء لا يعنيك, هيا ارحل من هنا).
(لا) صرخ جوردان غاضبا, وامسك يدها بقوة لكنة لاحظ شحوب وجهها.
(ماذا بك ؟ إنا لم اخيفك لهذة الدرجة مساء امس).
(ليس الخوف الذي يجعلني ارفض سماعك, إنما هذة).
ورفعت كم ثوبها, وكانت ذراعها مليئة بالآثار الزرقاء والحمراء.
(إنا فعلت هذا ؟) سألها بصوت مرتجف.
(نعم) اجابتة بسخرية.
(أيوجد غيرها).
(كثير, وفي اماكن لا استطيع أن اريك إياها... ولكن كيف وجدتني؟).
(كان والدك قد حدثني عن منزل لكم في هذة المنطقة, وعندما أخبرتني الخادمة انك ذهبت لزيارة منزلكم في الريف قلت لنفسي لأجرب حظي).
ولاحظت لارا أنة لا ينوي الرحيل, فنزلت من سيارتها واتجهت نحو الإسطبل, وعادت إليها ذكريات طفولتها,
(أتركبين الخيل ؟).
(بعد وفاة ماريون, منعني والدي من ركوب الخيل).
(وهل ماتت هنا ؟).
(في الغابة...تعثر حصانها وماتت فورا, وهكدا تركنا هذا المنزل وانتقلنا للعيش في لندن, ولقد تفاجات عندما أخبرتني بان والدي لمح أمامك عن هذا المنزل).
(لقد حدث ذلك خلال حديث دار بيننا, عندما اخبرتة إنني املك منزلا في يوركشير, ولكني لم أكن اعلم بان زوجة والدك توفيت هنا).
(ستحضر لنا المربية الشاي؟ فتشربة ثم ترحل فورا).
وبعد أن شربا الشاي, طلب منها أن يزور بقية المنزل.
(حسنا, وبعد ذلك سأطلب منك الرحيل).
فتبعها دون أن ينطق بأية كلمة, ترددت لارا, أيجب أن ترية غرفة النوم؟ وبطرف عينها راتة يبتسم, ولم تكن لارا قد دخلت غرفة نوم والدها بعد وفاة ماريون, فظلت واقفة امام الباب بينما دخل جوردان, وتناول فرشاة شعر وتأملها قليلا.
(يبدو إنها كانت صاحبة ذوق جميل).
(نعم) اجابتة و انتظرتة في الممر.
(ألا يجب عليك أن ترحل ألان ؟).
(افضل أن أر غرفتك اولا) وامسك يدها فأرادت أن تسحب يدها لكنها لم تستطع أنة قريب جدا منها...وجذاب جدا أيضا.
(هذة هي ؟) ثم فتح الباب وكانت الغرفة مرتبة جدا وتدل على إنها غرفة فتاة مراهقة.
(إنا متاكد إنها غرفتك) ثم أغلق الباب وراءهما, فشعرت لارا إنها وقعت في الفخ.
(جوردان).
(لم أكن لطيفا معك ليلة امس, لانني لم أكن اعلم بأنك عذراء...) ثم اختفت ابتسامتة و اضاف.
(أتعرفين بماذا كنت اشعر وانأ أرى الرجال يحومون حولك؟ و غاري كان النقطة التي جعلت الإناء يطوف, وخلال سفري لم أفكر ألا بك وعندما دخلت وجدتك معه, ففقدت عقلي).
(جوردان يجب أن تذهب ألان).
(لارا, دعيني احبك) ودون أن يترك لها مجالا للاعتراض انهال عليها بالقبل إلى أن اخدت ترتجف بين يديه ونسيت كل حقدها علية, وهذة المرة لم يشعرها بالألم, بل على العكس كان لطيفا جدا معها.
(اوة جوردان).
(اتريدين الزواج بي, لارا).
(ماذا ؟).
(كي استطيع أن امارس الحب معك كل ليلة, اعتقد أنة لا يمكنني العيش بدونك بعد ألان).
(هل تحبني جوردان ؟).
(نعم, وانأ أسف لأنني عاملتك بقسوة مساء امس, كنت اعتقد انك خبيرة بالجنس, ولم أكن اعلم انك فتاة تلعب بالنار).
(و إنا احبك جوردان).
(عندما رايتك مع غاري كدت أصاب بالجنون) أن هذة الغيرة ملأت قلبها بالسعادة.
(و ألان لارا, هل ستتزوجينني ؟).
(نعم, احبك واقبل الزواج منك).
ورمت نفسها بين ذراعية, نامت ساعة تقريبا وعندما استيقظت لم تجدة بقربها, أين هو ؟
وبعد قليل نزلت فوجدته في الخارج يعود من جهه الغابة حيث حصل ذلك الحادث لماريون, فأسرعت ورمت نفسها على صدرة.
(أين كنت ؟).

(كنت أسير قليلا) أن الريف هنا رائع حقا, واتساءل اذا كان والدك يسمح لنا بان نقضي شهر العسل هنا في هذا المنزل).
(بالتأكيد سيوافق, لقد عاش هنا بسعادة مع ماريون).
(لن يكون لدينا متسع من الوقت, ففي الأشهر القادمة سيكون لدي مؤتمرات كثيرة, أتفضلين الانتظار ؟).
(لا).
(إذن فليكن زواجنا في عيد ميلادك بعد ثلاثة أسابيع ما رأيك).
(فكرة رائعة).
(على كل حال هذا المنزل ليس بعيدا عن لندن, وإذا رغبت في أن اهرب...).
(اتفكر في الهرب مني؟).
(سيدوم شهر عسلنا إلى الأبد).
(اسبوعان فقط).
(اسبوعان ؟).
(فقط).
(إذن الافضل أن نعود إلى لندن).
(ألان ؟ ألا يمكننا أن نمضي نهاية الأسبوع هنا ؟ أنة مكان جميل لتربية اطفالنا).
(اطفالنا).
(نعم, ألا تريد أطفالا ؟).
(لست ادري , لم افكر بذلك حتى ألان).
عضت لارا على شفتيها, فهي لا تعرف أشياء كثيرة عن طفولة جوردان, لكنها متأكدة إنها طفولة بائسة.
(سأوصلك إلى البيت, وفيما بعد أمر على والدك و أزف إلية النبأ ).
و عندما عادت لارا إلى منزل والدها, تذكرت فجأة أنة لم يقل لها أنة يحبها. قد لا يكون قادرا على التعبير عن عواطفة, لكنة يحبها. وإلا لماذا يريد الوزاج منها ؟
كانت تشعر برغبة كبيرة كي تخبر والدها. لكن جوردان طلب منها أن يخبراة معا, فبدلت ملابسها بسرعة وارتدت ثوبا من الحرير الأحمر له أكمام طويلة كي تخفي أثار قبلات جوردان على ذراعها.
ثم نزلت إلى الصالون وأحست كان الدقائق ساعات, ورأت سيارتة الفراري تقف أمام المنزل. فابتعدت عن النافدة وأسرعت إلى المدخل واستقبلتة وقدمت له شفتيها فطبع قبلة سريعة على شفتيها.
(فيما بعد لارا, يجب أن اكلم والدك أولا).
(أنة ينتظر في المكتب).
(أريد أن اكلمة وحدي).
(لماذا ؟ إنا متأكدة أنة سيكون سعيدا لزواجنا).
(هل اخبرتة شيئا ؟) سألها مهددا.
(لا, ولكن جوردان...سنكون سعداء معا, أليس كذلك ؟).
(هل لذيك أي شك ؟).
(لا, لا, حسنا سأنتظرك في الصالون).
(وبعد ذلك سنكون وحدنا, أعدك بذلك) ثم قبلها ودخل إلى غرفة مكتب والدها.
وظلت لارا تنتظر في الصالون إلى أن خرجا وانضما إليها في الصالون, قبلها والدها وقال لها.
(لم أكن أظن بأنك ستعرفين كيف تختارين).
(أنة أفضل بكثير من نيغل. أليس كذلك يا أبي).
(لم يكن نيغل سوى لعبة بيد لارا) أجاب جوردان مبتسما.
لم يكن النادي حيث ذهبا للاحتفال بخطوبتهما المكان الذي تفضلة لارا, وكانت تفضل علية مطعما هادئا. فهذا مكان مليء بالناس وبالضجيج, كما وان كاتي كانت موجودة ولم يكن معها رفيق.

 الن تسامحيني ابدا - كارول مورتيمر - روايات عبير الجديدة ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن