الفصل الخامس عشر

10.4K 224 21
                                    

(لقد كانت كالمجنونة) قال سائق الشاحنة (اردت أن اخرجها أولا من السيارة ولكنها الحت أن اهتم أولا بهذا الصندوق وهذة ليست سوى رسائل قديمة وعلب, لا اظن...).
(إنها لجوردان...لجوردان).
قالت لارا دون أن تتمكن من فتح عينيها.
(إنا هنا لارا إنا بجانبك).
جوردان ؟ هل من الممكن أن يكون هذا الصوت العذب الحنون صوتة هو ؟ ولكن لا, جوردان في منزلة وقد يكون ينتظرها غاضبا, وتاخرها لن يقلقة حتما.
عندما استعادت وعيها في المستشفى اكد لها الطبيب أن الجنين بخير ولا يوجد أي داع للقلق, فعادت للنوم وهي تبتسم, أن طفلها بخير وعندما استيقظت مرة ثانية, وجدت والدها يجلس بقربها.
(لا اشعر باني بخير يا أبي).
فامسك والدها راسها وساعدها في اسناد راسها على الوسادة.
(لو لم تبتلعي نصف مياة النهر...) أجابها مبتسما.
(فقط نصفة ؟)
(هذا ما قالوة لي! والان كيف تشعرين ؟).
(اشعر بتعب في كل جسمي).
(ليس هناك اية كسور, كلها رضوض بسيطة).
(أبي, هل كنت احلم أم أن جوردان كان هناك؟).
(نعم يا ابنتي).
ثم دخلت الممرضة وطلبت من والدها أن يتركها ترتاح قليلا.
مرت ثلاثة أيام ولم يتركها والدها لحظة واحدة, ولم تعلم لارا ماذا كان يفعل جوردان على تلك الطريق ولم تسمح لها كرامتها أن تسال والدها.
وظنت أن جوردان كان يمر في ذلك المكان بالصدفة وهو يحاول العودة إلى لندن هربا من لقائها.
(هل أنت مستعدة لارا ؟ أتريدين العودة إلى بيتك ؟ لقد سمح لك الطبيب بمغادرة المستشفى).
التفتت لارا إلى والدها بحزن, أن المنزل الدي عاشت فيه مع والديها سنين طويلة لم يعد بيتها, أن بيتها هو بيت جوردان.
(نعم إنا مستعدة).
وكان لا يزال هناك بعض الآثار الزرقاء على وجهها وهناك ورم صغير على راسها, وفي الطريق سألها والدها.
(كيف تشعرين ألان ؟)
(بخير يا أبي). منتدى ليلاس
(لارا, جوردان ينتظرك في المنزل أنة...).
(جوردان ؟ أتمنى أن لا تكون اخبرتة عن الجنين).
(لا,لا ولكنني اخبرتة كل شيء عني وعن ماريون, ويريد أن يتحدث معك).
شعرت لارا ببعض الراحة, أنة لا يعلم شيء عن الجنين ولكن لماذا يريد مقابلتها ؟ أنة يعلم الحقيقة ألان, ماذا يريد أيضا.
(لارا, أن...ما قلتة له...هذة الرسائل وهذة العلب...لقد تأثر بشكل فظيع).
(كيف تأثر ؟).
(هذا صعب قولة لقد اتصل بي من المستشفى بعد الحادث وكان بقربك عندما وصلت إنا ولم يتركك ألا عندما طلب منا الطبيب أن نترك الغرفة لانك لن تستفيقي قبل ساعات, فذهبنا إلى منزل جوردان, وكان يحمل معه الصندوق الذي يحتوي على الرسائل والهدايا فشرحت له كل شيء ولم يسبق لي أن رأيت رجلا مصدوما مثلة, فاقترح علي أن ابق عندة إلى أن تخرجي من المستشفى, ولم اعرف إلى اين ذهب ولا ماذا يفعل ولم ارة ألا هذا الصباح عندما جاء واخبرني بأنة يرغب برؤيتك).
(هل هو مريض ؟) سالتة لارا بقلق.
(لا, لكنة رجل اخر, لقد فقد كبرياءة يبدو كانة فقد طعم الحياة, وكانة لم يعد لدية هدف في الوجود).
(نعم, يا أبي لقد فقدة, كان هدفة الوحيد هو الانتقام).
(قد تكوني على صواب يا ابنتي ولكن كلمية, واستمعي له).
فضلت لارا الصمت كيف يمكنها أن تتصور جوردان بدون كبريائة ؟ مستحيل, وماذا يريد أن يقول لها ؟ لقد علم الحقيقة ولم يحاول أن يراها وهي في المستشفى خلال الأيام الثلاثة الماضية, وهذا ما يؤكد أنة لم يغير راية فيها, لقد كان لديها بعض الامل وهي متجهه إلى يوركاشير, اما ألان فلم يعد هناك أي دليل على أنة غير راية, أنة لم يحبها أبدا, ورؤيتة مرة جديدة ستزيد من الامها, على كل حال ستكون هذة بدون شك المرة الاخيرة التي يتواجها فيها.
(تعال معي يا أبي) طلبت منة لارا عندما اصبحا امام باب الصالون.
(لا, أنة يريد أن يراك وحدك).
(وانأ, ما علاقتي بالماضي ؟) همست بمرارة.
(لا اعتقد أنة سيؤذيك لارا, لم يعد الكرة يملا قلبة, سأكون في مكتبي اذا احتجت لي, ولكني لا اظن أن ذلك سيكون ضروريا).
دخلت لارا إلى الصالون وأدركت فورا أن والدها على حق, جوردان اصبح مختلفا, يبدو علية الرعب وعيونه خالية من أي معاني, فأحست لارا بانقباض قلبها, كم تعذب عندما عرف الحقيقة, ودون أن تشعر اسرعت ورمت نفسها بين ذراعية فضمها جوردان وقد تفاجأ كثيرا بردة فعلها التي لم يكن ينتظرها, ولكنها ارادت أن تشجعة وان يعلم بأنها تحبة ! وبأنها ستساعدة على نسيان كل ما حصل له في طفولته.
(يجب أن تنسى, جوردان يجب أن تنسى وان تسامح).
(عمتي...).
(انسي).
ثم امسكت وجهه بين يديها, اة كم أن نضراتة شفافة !
(لقد انتهى كل شيء جوردان, ولن يمكنك أن تفعل أي شيء)
(فنضر إليها بدهشة وسألها.
(لماذا تبدين متفهمة جدا لارا ؟ بعد كل ما فعلتة بك... يجب أن تكرهيني ! إنا لا أريد شفقتك).
أنة سيكرهها إلى للابد فأنزلت يديها وادارت وجهها.
لكن جوردان امسك كتفيها وجعلها تنضر الية وشحب وجهه عندما صرخت من الالم.
(يا الهي لقد المتك مرة ثانية ! لماذا يجب أن اجرحك دائما؟).
(لا شيء, هذا الم بسيط بسبب الحادث).
فازداد شحوب وجهه وغطى وجهه بيدية وادار راسة
(إنا احتقر نفسي بسبب كل ما فعلتة بك وبسبب ما فعلتة بوالدك وجئت لاعتذر منك, ولكنني اعلم بأنك لن تسامحيني) وتلالات الدموع في عيونة.
فأحست لارا بأنها ستختنق وصرخت.
(جوردان).
(سأدعك بسلام ألان) قال لها بصوت مبحوح (اطلبي الطلاق ولن أعارض أبدا لقد تعدبت كثيرا معي).
(لا استطيع جوردان) اجابتة بهدوء.
(ولكنني إنا المخطئ عندما اتذكر كل ما حصل اشعر بأنني لست إنا بل رجل غريب اخر...ولكن شيئا وحيدا لم يتغير).
(ما هو ؟).
(رغم ما حصل إنا احبك).
اعتقدت لارا إنها لا تسمع جيدا جوردان يحبها ؟ هذا مستحيل.
تأملها جوردان طويلا.
(أنت كل ما لا املكة لو كان بإمكاني أن أعيد الزمن إلى الوراء...ولكنني عذبتك بهذا الحب الذي احببتني ولكن اعلمي بأنني اسف جدا).
وبدا يبكي, وانهارت أعصاب لارا.
(ولكن لماذا عاملتني هكذا وأنت تحبني ؟).
(كنت افكر بأمي و...).
فرمت لارا نفسها على الكرسي وشعرت بان قدميها غير قادرتين على حملها.
(لقد احببتك مند اللحظة الأولى التي رايتك فيها, ولكن ذكرى والدي افسدت كل شيء, حاولي أن تفهميني ولكنني قاومت هذا الشعور...).
(ولماذا قلت لي بأنك تكرهني ؟ وكل تلك النساء).
(بعد أن التقيتك, لم اعد ارغب بأية امراة أخرى, وهذا ما جعلني اغضب كثيرا, وعندما عدت من ألمانيا وعلمت من والدك انك خرجت... قررت أن اعدبك بسبب هذا الحب الذي اكنة لك, ولكن عندما علمت بأنني الرجل الأول...وبهذة اللحظة قررت أن لا اراك مرة ثانية ثم التقينا في المنزل الريفي وعندما علمت بان والدتي توفيت بهذا المكان وعندما رايت الغرفة التي كانت تشارك اباك فيها...لارا...ما بك ؟)
(لا شيء...أنا...اريد كوب ماء).
(هل أنت بخير ؟) واسرع واحضر لها كوب ماء وكان بغاية القلق.
(لم يكن علي أن اطلب مقابلتك بهذه السرعة بعد الحادث).
(لا, لا باس إنا بخير).
(كنت ستغرقين, وكل ذلك بسببي إنا).
(جوردان, لو سمحت تابع واخبرني ما كان شعورك ذلك اليوم في المنزل الريفي).
(كنت كالمجنون, فقررت أن اغريك واستعملك كاداة لانتقامي وادركت أنة يجب على أن امارس الحب معك, ولقد كان هذا سهلا قبل الزواج اما بعدة...قررت أن أكون قاسيا معك كي تضطرين إلى الرحيل دون أن تكشفي مخططي ولكنك قررت البقاء فكان علي...).
(استعملت شالا و كاثي كي تزيد من الامي و من عذابي...).
(كنت اكذب وقلت لك بانني احب التغيير, هذا كان في السابق, وفي المساء الذي كشفت لك فيه عن كل خططي علمت بأنة لن يمكننا أن نعود لنقطة الصفر, لقد احببتك كثيرا لكنني دمرت هذا الحب, ولكنك كنت باردة في النهاية وهذا الفراق عذبني أكثر منك).
(لماذا اعدت الاسهم إلى والدي ؟).
(كنت احبك أكثر بكثير من حبي للانتقام).
(و الطلاق؟).
(ستحصلين علية عندما تريدين).
(جوردان لماذا برأيك قمت بهذه السفرة المضنية إلى يوركاشير مع رسائل والدتك ؟).
(كي تخبريني الحقيقة بدون شك حقيقة كنت تعلميها حتى قبل قراءة هذة الرسائل, وعذري الوحيد انني كنت صغيرا لا افهم شيئا سوى أن والدي هما كل عالمي وعندما حصل ذلك...).
(لقد كذب عليك, جوردان اولا والدك ثم عمتك ولكني لم اسافر إلى يوركاشير لهذا السبب فقط).
((عندما اخبرتني السيدة هوارث المدبرة بأنك قادمة وعندما رايت المطر الغزير كدت اجن فاسرعت للقائك ولكن لماذا خاطرت بحياتك من اجل هذة الرسائل لارا ؟).
(لأنة كان يجب أن تعلم وكنت ارجو أن يخف كرهك لي).
(وهل هذا يهمك كثيرا لارا ؟).
(أكثر بكثير مما تتصور إنا لم اتوقف يوما عن حبك جوردان رغم تصرفاتك معي).
ظل جوردان صامتا فضحكت لارا.
(هذة اول مرة اراك فيها تلتزم الصمت والان لست ادري اذا كان يجب علي أن ازف اليك النبأ الكبير).
(أي نبأ ؟) سألها جوردان وهو يضمها الية بقوة.
(ليس بهذه القوة, لا يجبك عليك أن تضغط هكذا على ابننا).
(اسيكون لدينا طفل ؟).
(بعد سبعة أشهر).
(حقا ؟).
(نعم) اجابتة وهي تضحك امام ذهولة. منتدى ليلاس
(ولكن ؟ يجب أن تعودي إلي وان تبقي امراتي أليس كذلك ؟).
(الست كذلك ؟ اوة جوردان كم إنا احبك).
(و إنا أيضا اتعتقدين أن والدك سيغضب اذا اعدتك إلي بيتي ؟ يجب أن ترتاحي ألان يا الهي طفلي...).
اغمضت لارا عينيها لقد انتصر حبهما على كل الماضي وعلى كل مرارتة و المستقبل امامهما معا ومع طفلهما

النهايه.....

🎉 لقد انتهيت من قراءة الن تسامحيني ابدا - كارول مورتيمر - روايات عبير الجديدة ( كاملة ) 🎉
 الن تسامحيني ابدا - كارول مورتيمر - روايات عبير الجديدة ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن