|part •12•|

316 30 29
                                    

[ اهذا هو مصيري ! ايجب ان اتقبل حقيقة انني لست انسان عادي مثل اي انسان اخر ، ايجب علي تقبل هذه التفاهة .. حقيقة خارقة للفكر البشري ، الن استطيع العيش كشخص طبيعي ! امقدر علي ان اعاشر العفاريت في حياتي ! ليزا هل هي عفريت ايضا ! كيف سأعرف ... كيف ! كيف !]
كانت تقود السيارة و عيونها متغرغرة بدموعها المالحة التي حجبت عنها الرؤية الواضحة لكنها استطاعة الوصول بسلام للبيت بما ان الشوارع كانت فارغة
كانت ليزا تنتظرها باعصاب تالفة حتى انها اتصلت بجيمين كي يتصل بهوسوك ليطمئنها عنها لأنها لم تجب على اتصالاتها لكنه فاجئها بان هوسوك لا يرد ايضا
مما زاد من توترها و قلقها على انيتا ، حتى لمحت اضواء السيارة تقترب من البيت و رُكنت لتقودها قدميها نحو الباب و تفتحه فورا لتفصح المجال لأنيتا بالمرور ،، المرور بجسد ذابل بدون روح !
:ماذا حدث ؟
لكن كأنها لم تسمع صوت صديقتها و هذا ما زاد من حجم قلق ليزا لتباشر بخطوة تنوي اللحاق بها
و ما هي الا ثواني لتسقط آنيتا مغشي عليا وسط المنزل معلنتا انهيارها التام بسبب كل هذه الاحداث التي لم تتمكن تقبلها
هرولت ليزا ناحيتها تحاول مساعدتها و هي تصرخ و تنادي عليها لعلها تستفيق و لم تجد حل غير مهاتفة جيمين بعدها ساندت انيتا كي تدخلها للغرفة و ساعدتها للأستلقاء على السرير كي ترتاح ثم خرجت متجهة نحو المطبخ كي تحضر كأس ماء ،
و عند اقترابها نحو باب الغرفة سمعت انين بكائها
فتحت الباب بخفة لتجدها مكورة جسدها دافعتا ساقيها الى صدرها ساندتا رأسها على ركبتيها
و شهقات تخرج من فاهها الصغير
وضعت ليزا الكأس على الطاولة الخشبية الصغيرة قرب السرير و جلست قرب آنيتا تربت على كتفها
: ماذا حصل عزيزتي ؟
هل تخاصمتما ؟
سألت لكنها لم تحصل على اجابة
: هل خان-...
:ليزا توقفي
قاطعتها انيتا بصوت مبحوح غير قادرة على التنفس
كانت ستختنق من ضيق النفس داخلها
من العالم المظلم الذي يحيط بها
من الاكاذيب التي تتوسطها
من الوهم و الخيال الذي يتمحور وجودها

لم تجرء ليزا على اذلاف اي كلمة بعد ذلك فقررت البقاء ساكنة على اتلاف اعصاب القابعة امامها
ليخترق سكون الغرفة رنين هاتف ليزا
:جيمين المتصل
الو !
نعم وصلت ، اا  -- اا هوسوك بخير ؟
قالتها بصوت منخفض
لكنها سمعتها لترفع رأسها لا اراديا
جيمين : اجل بخير لكن ....
ليزا : اجل حسنا فهمت ، الوضع عندي غير مستقر كذلك
انتهت من تحدثها مع جيمين و ربتت على كتف صديقتها و نبست بكلماتها
نامي الأن عزيزتي ، لنتحدث لاحقا
ابتسامة بريئة على ثغر ليزا ترك الاخرى تومئ بالإيجاب و هي تشاهد ظل صديقتها يختفي بعد خروجها من الغرفة
لتطلق العنان لنفسها و تسمح لدموعها بالإنهمار
~
استيقظت بسبب اشعة الشمس التي كانت تداعب خصلات شعرها و تعكس لون عيونها
رفعت جسدها بقيلة حيلة ثم اتكأت بظهرها على اطار السرير
تفكر كيف تتجنب هوسوك و لم تجد سوى اخذ اجازة مجهولة المدى لترتاح نفسيا من كل ما حصل في الاونة الاخيرة
لتحمل هاتفها مشكلة رقم المدير
: الو سيدي المدير ، صباح الخير
اريد ان اخوذ اجازة اذا امكن !
المدير : و ما سبب ذالك ؟
: اريد ان اذهب الى فرنسا عليا التحاق بسيد مارك لأنه مريض ( طبعا تكذب )
المدير : حسنا ، سأتكفل بالأمر
اغلقت الخط لتجد ليزا تنظر اليها و هي غير مصدقة الهاذا الحد الوضع مزري و متكهرب فيما بينهم ؟ لتسمح لنفسها بالكذب على المدير
لكي تتجنب هوسوك في العمل ! اذا الوضع فضيع
ابتسمت آنيتا موجهة ناظريها الى النافذة
: ستذهبين وحدك اليوم
ليزا : هممم لقد سمعت
: الن تطرحي اي سوال !؟
قالتها بإستغراب ، في العادة ليزا فضولية جدا
لكن ليس في هذا الموقف
ربتت على كثفيها : حين توذين الافصاح عن ما يشغل بالك و يهلك كيانك ، تعلمين انني سأكون هنا ، بجوارك
كانت آنيتا تهز رأسها بالإيجاب كالأطفال لتضحك ليزا على تصرفاتها الصبيانية
تم ابتعدت عنها قاصدة الخروج من المنزل و ذهاب للعمل
~
وصلت ليزا للشركة لتركن سيارتها و تخرج حتى كسر خلوتها صوت رجولي اجش
استدارت لتجده هو بهالته السوداء و عينين مظلمتين
: اين هي !
ليزا : صباح الخير اولا
لينفجر غضبا عليها دون وعيه
: ليزا اين هي ! انا لا امزح
بزق كلماته بكل غضب جاعلا منها تخافه ، اول مرة ترى فيها هوسوك بتلك الملامح ، يبدو مخيفا جدا و مظلما ، مليء بالسواد ..
رجفت اضلاعها فور تفوهه على كلمة " انا لا امزح " و رسه على اسنانه
: هي لن تأتي اليوم
رمقها بنظرات قاتلة ثم ذلف الى الشركة لا يرى احد
دخلا الى مكتبه صافعا الباب ورائه مما جعل الموظفين في الممر يفزعون من حالته
لمح مكتلبها ليلين قلبه و يتذكر ما حصل البارحة
[ كان يجب علي ان اخبرها لماذا انا هكذا بدون عقل يشتغل ، ما فائدتك ايه العقل الغبي ، بعدما وجدتها و اصبحت لي .. خسرتها بكل سهولة ، سأجن ]
جالس على الكرس بكل انهزام ، بقلة حيلة ..
زفر الهواء من فمه
: غدا سأكلمها !
~
كان انيق جدا ! بدلة رمادية كلاسيكية فاتحة اللون
قميص ابيض مع ربطة عنق فحمية اللون
فرق شعره و وضع القليل من العطر
رمق نفسه فالمرأة الطويلة امامه ثم فرك راحة يده
لترتسم ابتسامة الرضى على وجهه
~~~
دخل الشركة بكل اناقته ، حتى الناس كانت متفاجئة ، البارحة كان سيفجر الشركة من شدة غضبه لكن اليوم هو مشرق

دخل المكتب لكنه لم يجدها ، جلس قليلا ينتظر مجيئها لكنها لم تأتي
انتظر اكثر من ساعة لكن طفح الكيل ، استقام متجها الى مكتب المدير ، دق الباب
: ادخل
دخل هوسوك و خيبة الامل بادية على وجهه
: سيدي هل السيدة وان ستأتي اليوم ؟
: اه لم اخبرك ؟ لقد اخذت اجازة لمدة شهر
كيف شهر ، اقتله و لا تبعدها عنه شهر كامل
شد على قبضته اومئ و خرج من المكتب
  ~~~~

مرت فعلا عشرين يوم عن تلك الحادثة ، هوسوك في حالة لا توصف ، لم يذهب للعمل منذ اسبوعين و جيمين يبقى بجواره اما انيتا فهي على الارجح تحاول ادخال حقيقة انها عفريت و يجب ان تتقبل الحقيقة
جهزت ليزا العشاء و كما هو متوقع لن تأكل انيتا ، دخلت الى الغرفة لتجدها على المكتب تقرأ كتاب
:انيتا هي الاكل معد
: الن تكفي عن مسايرتي ؟
: كيف !
: لا شيء انسي الموضوع ، لن اكل
طبقت ليزا شفتيها بحسرة ثم خرجت و تركت انيتا تقرأ ذلك الكتاب


: من هنا !

شعرت بحركة في الغرفة فاستدارت لكن لم تجد اي شيء
: هو-.. هوسوك ، هل هذا انت ؟
: اعلم انك هنا
اقترب منها قليلا و زفر بعض الهواء ثم ابتعد لكنه وقفت و احتضنته بقوة حتى بدء بظهور بشكله الطبيعي
: لا تبتعد ارجوك
بقيت ملتسقة به خشية ان يختفي مجددا ، لكنه رفع رأسها و طبق شفتيه على خصتيها ، ثم فصلها و عادت تحضنه بقوة
: اشتقت لكي ، ارهقتي كياني و لم اقوى على الابتعاد عنكي اكثر من هذا
كانت تصغي و لا تجيب ، كانت تشم رائحته و لا تريد الابتعاد ، كأنها تشحن طاقتها بيه ، تستعيد كل ما فقدته ، لا يقوى احدهم على العيش من دون الاخر

كان مستلقين امام بعضهم البعض تضع رأسها و يدها على صدره ، ترسم دوائر بأصابعها الصغيرة
: هوسوك
: هممم
: اخبرني قليلا عن حياتنا ، اقصد كعافاريت !
: كيف سأخبرك ! هو شيء نرثه ابا عن جد ، لم نختار ان نصبح عفاريت
: اتعلم ! انا لم اكلم والدي منذ مدة
: هل نذهب لزيارتم غدا !
نظرت اليه ثم اومئت له و نامت قليلا .



استيقضت صباحا و لم تجده ، يبدو انه غادر عندما غفت ، نزلت الى المطبخ فوجدت ليزا
: صباح الخير
قالتها بكل اشراق تاركتا الاخرى في حيرة من امرها
: هه صباح الخير ، تحسنتي !
تحدثت ليزا بشك ، ان يكون الذي في عقلها صحيح
: همممم اجججل تحسنت ، صحيح ! اريد ان كلمك في شيء ..
صوت رنين الجرس قاطع انيتا لتذهب ليزا لفتح الباب
: ها ! هوسوك هههه
فرك هوسوك خلف رأسه نتيجة لخجله
: هممم ادخل ادخل
: من هن-.. ، ياااااااا ماذا تفعل هنا الان ؟
و ذهبت مسرعة الى غرفتها تتجنب ان يراها بتلك الحالة الفوضوية ليضحك على تصرفاتها
.
.
.
.
يتبع
_____________
وااااه اخيرا بارت جديد بعد غيااب طويل يا ربي 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
اسفة كثييييير كثييييييررر كثيييير وللله
انشالله يعجبكم البارت راح حاول اكتب بسرعة و راح تكون طريقة السرد بسيطة
ممكن اعدلها في العطلة انشالله 💔💔

اححححبمككم

كاتبة الاوهام 💎









لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 23, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

العفريت|Goblin  [ متوقفة تحت قيد التعديل ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن