الوسيم

23.5K 980 69
                                    


أنهى جملته وأقترب منها بسرعة بخطواته الغير متزنة فصرخت بفزع وظلت تتراجع ركضاً حتى أصطدمت بذلك الحائط من خلفها،أرتبكت كثيرا وعلمت ان ليس لها مفر نهائياً،فظلت تصرخ ولكن صرخاتها كانت مكتومة الى حد كبير من فرط خوفها،شعرت بالحائط من خلفها يتحرك،فنظرت اليه بفزع لتجدة ليس بحائط كما ظنت أنه هو ذو الوشاح،أمسكها من رسغها بقوة وأتى بها خلفه ليقف أمامها بقوة بنيتة ووشاحه الأسود كعادته،أرتبك الرجل كثيرا وتوقف عن التقدم،تقدم منه ذو الوشاح وسدد له لكمة جعلته يرتد الى الخلف ساقطا على ظهرة ينزف بقوة من أنفه،شهقت بصدمة مما فعلة بالشخص فقط لكمة واحدة وكاد أن يقضى عليه،أقترب منه ثانية وجثى فوقه وسدد له العديد من اللكمات تحت أنظارها الخائفة وتأوهات الرجل المتألمة،شعرت "آزاد" بأن الرجل كاد أن يموت بين يديه فأقتربت منه ووضعت كفها على كتفه قائلة بأرتعاب:كفاية كفاية هيموت!

تفاجئ من جرأتها لتضع يدها على كتفه تلك الحركة التى لم يتجرأ أحد على فعلها قط وأيضا من مدافعتها عن الرجل ومحاولتها لأنقاذة أهى مجنونة أم ماذا؟!!،وقف أمامها بشموخة فعلمت حجمها الحقيقى بجانبة،أقترب منها خطوة فرجعت الى الخلف قائلة بخوف حاولت مدارتة:أسمع يا جدع أنت لو مبعدتش عنى هقتلك!

توقف عن التقدم ونظر اليها بتعجب ما هذه الشخصية الغريبة التى وقع معها،بينما فكرت هى قليلا فى ذلك الوشاح الذى يعوقها عن النظر الى وجهه فأقتربت منه بسرعة بينما صدم هو من فعلتها ولم يتحرك ليرى ماذا تفعل هذه المجنونة،رفعت يدها وكادت أن تلتقط الوشاح لتكشف عن وجهه لكنة كان الأسرع بأمساك يدها بقوة المتها حتى أنها شعرت بيدها تنكسر بين كفه،صرخت بألم قائلة:أااااه أديا بتتكسر سيبنى!

تركها ونظر فى عينها مباشرة بنظرة أرعبتها ثم أشار لها بيده وهو يرجع خطوة الى الخلف الى تجاه السرايا ففهمت أنه يجبرها أن تذهب الى المنزل،نظرت له بغضب ثم تحركت تجاه أشارته فعلاً وسارت قليلا ثم أستدارت لتجده مازال واقفاً ينظر اليها فقالت له بتأكيد:مهما هتحاول تمنعنى أن أشوف وشك أو أسمع صوتك مش هتقدر لأنى مش زيهم!

أنهت جملتها وأستدارت لتكمل سيرها تجاه السرايا أما هو فظل واقفاً ينظر لأثرها بتعجب ما كل تلك الجرأه التى تتملكها تلك الفتاة الغريبة!!

............................................................................

لم يحدث جديد فى اليوم التالى أما اليوم الذى يلية فصاحبتها بنات أعمامها الى الحقول والمزارع ليرونها حياتهم البسطة فى القرى والمحافظات كانت سعيدة للغاية وهى تفعل مثلما يفعلون فى فرح سعادة لا توصف جلست معهم وبدأت بفعل ما يفعلوا من عجن وخبز وأشياء أخرى مدهشة بالنسبة لها،شعرت بأعين تراقبها فتأكدت من شكوكها عندما وجدت جميعهن يعملن فى جد ونشاط وتوقفوا عن الحديث أما بنات أعمامها فلازموا الصمت تماماً،نظرت خلفها فوجدتة يحاوطها بعيناه الثاقبتين ذوى اللون الرائع تصنعت عدم أهتمامها بوجودة وأكملت ما تفعلة وهى تراة يراقبها وتشعر به أيضاً ظلت على تلك الحالة تضحك وتتحدث مع من حولها وكأنه غير موجود بالمرة مما أجج أليه الشعور بالغضب من تصرفاتها الخرقاء،لمَ لاتهابة مثلما يفعل البقية؟!!،نظر اليها بسخط ورحل من أمام أعينها فقط ولكنه مازال يراقبها من خلف الأسوار!

ذو الوشاح الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن