- 1 -

1K 38 13
                                    

انتقم ممّن يؤذيك، أنت لست الرّب لترحمهم!





















كان الجوّ ماطراً
السّاعة الثّانية ظهراً
لا يسمع سوى صوت معركة المطر مع شوارع بريطانيا

أمّا هو..
كان يخوض معركةً أشدّ شراسةً، بين رغبته بإتمام عمله، و بين شوقه لتأمّل صورتها

زفر بانزعاج
هو يكره ثمالته بها
يعلم أنّه بهذا، يضع سيفاً سيشنقه يوماً بين يداها
لكنّه أولاها ثقته
أوليس الحبّ هو ما قيل عنه أنّك تمنح به شخصاً ما القدرة على تدميرك، و أنت تعلم أنّه لن يفعل؟

يثق بها بجنون، لكن على طريقته
إذ غيرته لا توحي إلّا بالعكس

لكنّه حاليّاً بصدد إجراء حوارات مع قلبه
يطلب منه الصّبر، و سيجعله يحظى بوقتٍ طويلٍ معها، و سيتمكّن أثناءه من التّغزّل بها، بصمته

غادر مكتبه ليقف قبالة ذاك الجدار الزّجاجيّ و قد تمكّن بالكاد من رؤية عدّة بنايات، إنّها لندن في النّهاية، مدينة الضّباب

طرقٌ خفيفٌ على باب مكتبه جعله يتوقّف عن التّفكير بها..ليس تماماً حقّاً
فتح الباب لتلج مساعدته حاملةً جهازها اللّوحيّ ذاك

"عذراً على الازعاج سيّدي، السّيّد لوكاس ينتظرك بالاجتماع منذ ساعة، بماذا تأمرنا؟"

"ألغي الاجتماع، و الصّفقة، و اسمه من قائمة شركائنا"

"أمرك"
انحنت، و غادرت

عاد لمكتبه بخطواتٍ ثابتة الإيقاع
فتح الملفّ أمامه ليباشر قراءته، لا يتوقّع أن تنجز هذه الأعمال نفسها


"أهلاً ميغان!"
قال ملوّحا بيده، و الآخر لم يكلّف نفسه عناء رفع عينيه عن أوراقه

"عذراً سيّدي، حاولت منعه لكنّه تجاوزني دون إذن، آسفةٌ سيّدي!"
سارعت مساعدته للتّبرير بعد ولوجها بعده

"غادري"
غمغم لتنحني و تنصرف

"غادري"
قلّده ذاك الّذي أمامه بتكشيرةٍ طفوليّةٍ علّه يغدو شبيهاً بصديقه

"هوّن عليك يا رجل! ألا يشعر حاجباك بالملل من السّكون؟! قد يكتسبان وزناً إضافيّاً!"
مجدّداً، لم يتلقّ و لو نظرةً من القابع خلف مكتبه

"نضّمت حفلةً ببيتي، دون سبب، و أنت مدعوّ، أستأتي؟"

"لا"

"سنستمتع! اشتريت الكثير من البالونات و الكعك!"
بشزرٍ نظر له أخيراً ليحمحم

"مرسوم على البالونات جماجم، ليست للأطفال"

"لديّ عمل"

"حتّى ديانّا ستكون هناك، هي الّتي اشترت البالونات أساساً"

ثرثرة صمته..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن