- 5 -

151 10 1
                                    

- لو سمحت، أهذه آلة زمن؟

- أجل، لماذا؟

- أيمكنك إعادتي ثلاث ثوانٍ للماضي؟

- طبعاً!

«قبل ثلاث ثوانٍ»

- لو سمحت، أهذه آلة زمن؟






















حركت قدميها بانزعاجٍ بينما تنظر للسّاعة
الرّابعة إلّا ثلثاً
يفترض أن يلتقيا السّاعة الواحدة بهذا المطعم
و ها هي تنتظره بهذا المكان منذ ثلاث ساعاتٍ تقريباً

'لن يأتي..'

أحياناً يكتنف العمق أعماقنا فنعجز عن التّنفّس أو التّنفيس عن أنفسنا، ثمّ نتلاشى باسوداد مستقبلنا، و عندما ترفع رأسك لتنظر للسّماء..ستُنحر.

'لمَ يكرهني الكلّ..؟'

لوّن مستقبلك الآن، قبل أن يصير الحاضر ماضياً، اربطه بما سيأتي ليظلّ حاضرا تشهد عليه ذاكرتك، اسلك ذاك الدّرب الطّويل و الملتوي إن أردت أن تحتلّ سطراً من كتاب العظماء، و إن أردت أن تحتلّ صفحةً، اصنعه بنفسك.

'لكنّهم يؤذونني، لمَ؟'

الأقوياء لا يؤذونك، الضّعفاء يفعلون
ارفعي رأسك و أقيمي ظهرك فأعداؤك يراقبون
انهضي دون الالتفات لأحد، انزعي عنك عباءة اليأس فقد صار مبتذلاً لا يليق بأنثى ساطعةً مثلك، انفضي يديك من رائحته ثمّ احرصي على أن تحافظ عيناك على بريق عينيّ طفلةٍ تنظر إلى والدها و هو يرتشف قهوته، تلك النّظرة الفخورة، ذاك الكبرياء الباذخ، حديثٌ لم تُخلق له كلماتٌ بعد.

'لا أستطيع..'

لأنّ هذه الفكرة طرقت عقلك، فأنت تستطيعين
ثقي بأنّ القدر لا يملك وقتاً ليمنحك حلماً يفوقك حجماً، إذ سيكون مشغولاً بمنحه لغيرك، تستطيعين دون شكّ، لأنّك أنتِ، دون أحدٍ سواك.

'العالم سيعارضني..'

العالم لا يتمحور حولك، و لا عنك، و لا منك أو بك
العالم أنتِ بين كسرة التّاء و فتحة الألف، فكيف قد يعارضك؟

رفعت شدقي شفتيها بفخرٍ لتغادر تلك الطّاولة
كيف قد تضيّع كلّ ذاك الوقت من حياتها بانتظاره؟
حتّى أنّها فوّتت محاضراتها، و غداءها

زفافها بنهاية الأسبوع، و هي غير مهتمّةٍ حقّاً
لكنّ بداخلها صدى أنانيّةٍ طمرتها تطالبها بالتّراجع
أتستمع؟

ولجت سيّارتها لتقود متوجّهةً نحو البيت
ركنتها بعد وصولها ثمّ ترجّلت لتخرج مفتاحها و تفتحه

تسلّلت بكلّ بطءٍ نحو غرفتها دون أن يراها أحد
استحمّت ثمّ تمدّدت على سريرها ملتقطةً هاتفها بفضولٍ لولوج المنتدى

ثرثرة صمته..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن