- 9 -

140 10 0
                                    

هناك أشخاصٌ إن احترمتهم..
تشعر أنّك قليل أدب!






















انظر جيّداً حولك
هذه الوجوه، هذه الأماكن، هذا الفقر، هذه التّعاسة، هذه المشاكل، هذا الألم، هذا اليأس، هذه الآلام، هذه المآسي…
هذه الحياة يا صديقي بما بها، هي ما كنت ترفس بطن أمّك لولوجه

ما انطباعك عن نفسك؟
الكلّ يرى نفسه رائعلً، مميّزاً، مهمّاً و لو قليلاً
ربّما لهذا نستمرّ بالعيش
فلولا ذلك الافتراء الكاذب، لما تمكّن أحدنا من التّحديق بانعكاسه دون شتمه

نحن دون سببٍ وجيهٍ نمقت أنفسنا أحياناً
بل و أحياناً تنظر ليداك بعدم تصديق
ماذا فعلت هذه الأصابع؟
لمَ تملك عشرةً منها دون استعمال أيّ واحد؟

ستقول «لا! لولاها لكنت عديم فائدةٍ أكثر ممّا أنا الآن!»
خطأ..
لا يمكن ذلك، أنت في الحضيض، لا يوجد أسوأ من هذا، عداك




















"عذراً سيّدة براند، أكملنا البحث متأخّراً، ها هو"
مدّت حزمة الأوراق بيدها لتمسكها الدّكتورة معدّلة وضع نظّارتها

"أرسلته مفصّلاً ببريدك، أرجو أن تطّلعي عليه فقد أولجت بعض معتقداتي الخاصّة به، بالاشتراك مع وليام فوتنر"
استأنفت لتنظر نحوها الأخرى بشزر

"متأخّرةٌ بتسليمه على غير عادتك، أرجو أن يكون بالمستوى"

"أرجو ذلك أيضاً، شكراً على قبول استلامه"
انحنت بخفّةٍ لتتخطّاها الدّكتورة بغرور

استقامت لتنظر لساعتها بانزعاج
لقد ضيّعت قرابة ساعةٍ كاملةٍ للبحث عن هذه المغرورة
زفرت هواءها بينما تسحب هاتفها الرّنّان لتردّ

- مرحباً..؟

- أهلاً هارييت، كيف سار الأمر؟

- جيّداً، غير أنّ قدماي تؤلمانني

- قمتِ بعملٍ رائع! لك خالص امتناني

- أين أنفق امتنانك هذا؟

- مرضاةً لكبريائك!

- لا يهمّ، أراك لاحقاً

- أراك بعد دقائق

أغلق هاتفه ضاحكاً
يبدو أنّها نسيت أنّ المحاضرة التّالية ستجمعهما
هي لا تعتبره صديقاً لكن و الحقّ يقال
هو أكثر الفتيان قرباً منها
إذ كلّما احتاجته وجدته في الخدمة غير باخلٍ عليها بشيء

التفت لرفاقه الّذين كانوا يجتمعون حول طاولة المقهى ليضع هاتفه على الطّاولة
أعاد خصله للخلف متخايلاً

ثرثرة صمته..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن