نحن جسورٌ مشيّدةٌ بغير اتقان
كلّما عبرنا أحدٌ نجا هو و تحطّمنا نحن..كانت تحرّك عكّازها و قد اعتادت عليه نازلةً للطّابق الأرضيّ
لقد قرّرت العودة للجامعة اليوم
لقد مرّ أسبوعان فعلاً و هي ماكثةً بالبيت لا تكاد تحدّث أحدا سوى ميغان
ستصيبها عقدةٌ من بروده ربّماكان البيت ساكناً ما جعلها تتساءل
ما طبيعة عمل ذاك الرّجل بحقّ؟أعني..
لم يسبق أن رأته يستيقظ باكراً أو منغمساً بكومة أوراق
يعيش على ازعاجها و مشاهدة التّلفاز لا غير!توجّهت للمطبخ و لم تشتهي طعاماً حقّاً فاكتفت بقطعة خبزٍ دهنتها بالجبن و كوب ماء
غادرت المطبخ ثمّ البيت تتّجه نحو موقف الحافلات الّذي لم يبعد كثيراً عن بيتهاانتظر و هي فتاةٌ لم تعتد مثل هذا الزّحام في المحطًة صباحاً و كم تألّمت و هم يتدافعون للولوج فور وصول الحافلة
بالكاد صعدت بينهم لتمكث واقفةً متشبّثةً بمساند الأيدي المتدلّية من السّقف بينما تسند باقي جسدها على عكّازها
شعرت بإهانةٍ و هي ترى أحد الشّبّان ينهض ليفسح لها المجال للجلوس عند رؤية وضعها"لا داعي أنا بخيرٍ هكذا.."
رفضت عرضه بنبرةٍ حادّة شبه وقحةٍ ليصدم نوعاً ما و يعود مكانه دون قول شيءتوقّفت الحافلة عند عدّة محطّاتٍ قبل أن تقف قرب جامعتها
تنفّست الصّعداء و هي تترجّل تحدّق بجامعتها البعيدة عنها بهكتو مترين تقريباًسارت نحوها لتجد الطّلاب يلجون كعادتهم
كانت هذه أوّل مرّةٍ تلج من هذا المدخل
لطالما اعتادت الولوج من مدخل السّيّارات لهذا..
شعرت ببعص الغرابة!سارت ببطءٍ و قد استبدّها التّعب لترفع رأسها بفضولٍ فور سماع هتاف باسمها
كانت هي..
تقدّمت تركض نحوها لتحضنا بعضهما بقوّةٍ و كأنّ كلتاهما تحاول خنق الأخرى و فور أن ابتعدتا صاحت إيمّا"قلقت عليك كثيراً! ما خطبك لا تردّين على اتّصالاتي و لا تتّصلين بي و…أأنت بخير؟!!! كيف حصلت على هذه الجبيرة الكبيرة؟!!! يا إلهي هارييت و كيف أتيت؟!!"
صمتت تأخذ نفساً و قد كان واضحاً أنّ سلسلة أسئلتها لم تنته"لا تغيبي هكذا مجدّداً لا تدركين كم بدوت حمقاء و أنا آكل غدائي وحيدةً دائماً"
قالت بغصّة لتبتسم هارييت بتأنيبٍ لنفسها"آسفةٌ حقّاً، تعرّضت لحادثٍ و خسرت سيّارتي فيه و ها أنا أتيت بالحافلة كما ترين، هاتفي تحطّم و لم أشتر غيره بعد، آسفةٌ على اقلاقك"
"لو تعلمين كم كان الأسبوعان عسيران! لن أتركك مجدّداً أبداً أبداً و أنا أعنيها"
قهقهت هارييت لتشبّث الأخرى بيدها لتحرّك عكّازها و تسير
أنت تقرأ
ثرثرة صمته..
Mystery / Thrillerإلى كلّ الواقعين في الحبّ و الواقعين منه، يقول دوستويفسكي: «اطمئنّوا، الجحيم يتّسع للجميع، الأمر لا يستحقّ هذه المنافسة الشّرسة على من سيكون الأسوأ فيكم» و بصراحة.. أنت غير معنيّةٍ بقوله البتّة، و ما يعنيني أنا، هو أنتِ لذا اعلمي، أنّه لا أحد أحبّك،...