عند الأحزان الصّغيرة نتكلّم
و عند الأحزان الكبيرة نصمتلم يعد الوضع يطاق
و لم تعد مواصلة التّنفس أمراً ممكناً
نحن أوراقٌ أثقلت حبراً فما عاد بها مكانٌ للكتابة
نحن أوراقٌ آن أوان إعادة تدويرهامتى..
نحقّق ما ولدنا لأجله و نرحل؟
البئر جفّت و حوادث القلوب صار مملّاً سردهافقد العالم احترامه و فقدت العيون بريقها
لم يعد النّظر لها مريحاً كما كان
لم يعد صدقها جذّاباً
لم نعد نحسن فهمها..مشاعرنا تتلاطم كأمواج البحار بينما عقولنا موصدة
أدمنّا اتّخاذ قراراتنا بناءً على الصّدف ثمّ لوم الحظّ عند الفشلبيننا و بين النّجاح..
سورٌ شاهق الطّول سميك
نحن من بنيناه
و جلسنا خلفه ننتظر يداً تمدّنا بفأسٍ لكسره في حين لم ننتظر إسمنتاً لتشييدهفكرنا تخلّف و صبونا للمعصية ثمّ الجهر بها تفاخراً
ليشهد العالم أنّنا من دنّسناه ثمّ اشتكينا حقارته"ميغان!"
صاح كيفن عندما لمحه مغادرا المشفى و قد كان مارّاً من هناك"كيف حالك يا رجل؟ خلتك نسيتنا"
سأله لافّاً يده حول رقبته بخشونة"أيّها المزعج.."
همس ميغان بينما يبعد يده عنه بتبرّمٍ لم يؤثّر على حماس الآخر"ماذا كنت تفعل بالمشفى؟"
سأله بفضول"ليس من شأنك"
"لكنّي قلقٌ عليك!"
انتحب بلطافةٍ تجاهلها الآخر"أنت حقّاً لا تلين"
همس بحنقٍ واضح"رافقني اليوم، كنت على موعدٍ مع ديفيد و الرّفاق بالملهى، سنستمتع!"
رمقه ميغان بحاجبٍ مرفوعٍ بسخريةٍ ليقهقه"أمزح، أمزح! ما بك لا تتقبّل خفّة الدّم؟ قصدت للمطعم، إنّه قبالة البحر، يمكننا السّباحة بعد الأكل"
"سباحةٌ بأوائل آذار؟ لم أبلغ من الجنون هذا الحدّ بعد"
"لا بأس فقط رافقنا، لن أسمح لك بالتّملّص منّي هذه المرّة"
"أكره المطاعم،مقرفٌ رؤية الغرباء يمضغون.."
همس باشمئزازٍ ليضحك كيفن صافقاً يداه"لهذا حجزت المطعم كلّه أيّها الكئيب!"
"حجزتَ المطعم كلّه لأنّي أكره رؤية النّاس يمضغون..؟!"
"ا…أظنّ…توقّف عن أخذ جملي حرفيّاً!"
"لن آت"
"بل ستفعل"
"و لمَ؟"
"هيّا ميغان نحن بالكاد نراك عادةً! كما أنّي واثقٌ من كونك متفرّغاً تماماً، سنستمتع!"
أنت تقرأ
ثرثرة صمته..
Mystery / Thrillerإلى كلّ الواقعين في الحبّ و الواقعين منه، يقول دوستويفسكي: «اطمئنّوا، الجحيم يتّسع للجميع، الأمر لا يستحقّ هذه المنافسة الشّرسة على من سيكون الأسوأ فيكم» و بصراحة.. أنت غير معنيّةٍ بقوله البتّة، و ما يعنيني أنا، هو أنتِ لذا اعلمي، أنّه لا أحد أحبّك،...