- 8 -

123 8 16
                                    

أنت لا تكرهني
أنت تكره الصّورة الّتي كوّنتها عنّي
و هذه الصّورة ليست أنا
إنّها أنت..!













تحتاج قلباً صلباً
عقلاً ناضجاً
أفكاراً عميقة
ذاتا قويّة
أنا غير قابلةٍ للكسر
نفساً راضية
روحاً متفائلة
لساناً صريحاً

تظاهرَتْ بامتلاك كلّ هذا
لكنّ كلّ ما تملكه معتلّ

بدءاً بأصغر تفاصيلها
و ليس انتهاءً برجل

إذ هي ككتابٍ اكتساه الغبار و خيوط عنكبوتٍ تفيد بهجرانه
أتى هو يحاول فتحه بعد رؤيته اختلافه
أنت تدنّسه
لا تفعل
ضعه من يدك
ابتعد
ستتورّط
لكن…
هو خلق ليفعل ذلك.



















"إذن..كيف تنادينني؟"
همس مقترباً منها بينما بيده ذاك المشرط الّذي شرّح جسدها

"اللّـ…ـعين…"
همست بوهنٍ

"خطأ، إنّها سيّدي"
همس مكملاً تشويه جسدها بينما تضغط بقوّةٍ على شفتيها تمنع دموعها

"كرّريها"
قال ببطءٍ لتبتسم بخفّة
أشارت له ليتقدّم نحوها و…

"تفووه"

فعلاً
لقد بصقت بمنتصف وجهه مباشرةً
ضحكت رغم ألمها بصخبٍ و هي تراه يبتعد و قد سعّرت أخر شرارات صبره لتندلع النّيران حاميةً

اقترب ببطءٍ منها مجدّداً يأخذ فكّها بين أصابعه
جسدها مقيّدٍ و القصر فارغٌ و واضحٌ أنّه لن يمرّر الأمر
لذا…

"تبّاً.."
همس و هو يرى فكّها يثقل و عيناها تغمضان لتفقد الوعي

هي لم تفقده
تظاهرت بذلك
عملها علّمها كيف يكون ذلك لذا هي حاولت التّطبيق لا غير، و إلى جانب تمثيلها المتقن فهو ليس طبيباً ليكشفها على كلّ حال

ابتعد عن جسدها بخطواتٍ قصيرةٍ مفكّراً بما عليه فعله
هو حرفيّاً قام بكلّ شيء
كلّ أنواع الألم الجسديّ تمّ تطبيقه عليها
لكنّها تستمرّ بعناده!

نظر إلى جسدها الممدّد ليلين قلبه
رأى صورة والدته بها
أمسك رأسه بألمٍ برهةٍ و هو يحدّق بها
أهو توّاً…
قام بما كان والده يفعله؟

أهذا ما يسمّى بالتّأثير اللّا إراديّ للماضي؟
هو استعار من صفات والده الّتي نبذها دون أن يدري!
صحيحٌ أنّ والدته كانت مطيعةً على خلاف من يتعامل معها، لكنّ هذا لا يبيح له قطعاً

اقترب منها بخطواتٍ متردّدةٍ ليزيح بضع خصلٍ إضافيّةٍ عن وجهها المدمى المليء بالكدمات
مسّد بعضها بينما يستشعر انكماش جبينها مع كلّ لمسة
أإلى هذه الدّرجة هو كان وحشاً؟

ثرثرة صمته..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن