أليكسي الفاتن

3K 169 118
                                    

بعد أن عاهد فيكتور نفسه ذلك الوعد، كان ممتلئاً بالغضب والإحباط بشدة، لذلك ذهب لقاعة المبارزة وأخذ يتدرب ويتدرب حتى تتفرغ كل تلك المشاعر المؤلمة من داخله

كانت أشعة الشمس تتراقص مع نصل سيفه الحاد وتترك انعكاساً لامعاً على الجدران والمرايا حوله

كان يبارز دمية التدريب وهو مشغول بالتفكير، وصورة آليكسي لا تفارق عقله

أما بقية المبارزون فوقفوا يشاهدون ما يحصل والدهشة تعلوا وجوههم، فأميرهم يبدو مضطرباً ومشوشاً بعض الشيئ، عدا أنه غاضب لدرجة حطم معها دمية التدريب الخشبية واستحالت على يديه قطع متناثرة

بدأ يلهث كفرس متعب بعد سباق طويل، ثم استدار وركل الدمية الخشبية، لتطير في الهواء وتصطدم باب القاعة مخلفةٍ صوت ارتطامٍ قوي ومزعج على تلك الأرضية الملساء

فتح أزرار قميصه حتى المنتصف، والضوء القوي القادم من النافذة، أظهر بوضوح صدره المتصلب وقليلاً من عضلات معدته الرجولية المصقولة، حتى قطرات العرق التي تسبح فوق جلده، بدت جميلة ومثيرة وتعبر عن قوته وعنفوان شبابه

مسح فمه بطرف قميصه ثم استدار نحو المتدربين وقال " فليتقدم أحدكم ويبارزني "

نظر المبارزون إلى بعضهم بتوتر، عدا شاب منهم، حليق الرأس وبقامة ضخمة، عدا أنه أكبر سناً من الجميع، تقدم من سيده وخلف وجهه عديم الملامح ابتسامة نصر واثقة، فمهما بلغ القيصر الصغير من قوة لن يستطيع التغلب على هذا الجبل الجليدي المدرب جيداً

لم يظهر على فيكتور أي خوف أو تردد، كان يعقد حاجبيه بانفعال وغضب وينحني نحو الأمام بوقفة خاصة بالمبارزين بينما خصلات شعره الذهبي تنسدل حول وجهه

فيكتور: هيا تقدم...

وبدأت المبارزة حامية الوطيس من أولها، كرٌّ وفر من كلا الطرفين حتى أن بقية الجنود لم يعد بإمكانهم اللحاق بحركاتهما السريعة، صوت صيحاتهما الذكورية يجلب الرعشة لقلوب البقية وتعطيهم شعوراً كما لو أنهم في ساحة معركة حقيقية، صحيح أن الأمير الصغير قضى طفولته وشبابه كله في القصر إلا أنه لطالما كان الأول على المبارزين وهذا ما اكسبه الاحترام بين بقيك المتدربين وإلا كانوا أطلقوا عليه فتى القصر المدلل

كان فيكتور سريعاً ورشيقاً في حركته، بينما خصمه كان مغتراً بقوته البدنية الغير متكافئة مع قوة الأمير، حتى أن وقع قدميه على الأرضية، يشبه قذيفة منجنيق حربي يقذف الحجارة الضخمة، أما خطوات فيكتور فهي لا تكاد تسمع كنحلة سريعة تجيد اللسع بخفة

في مكان آخر، ورغم التعب، لم يستطع الشاب الصغير النوم، فخرج من غرفته وبدأ بتمشى بين الأروقة الواسعة التي بدت له أكبر من العالم الخارجي حتى

(Frozen Roses)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن