حرقاً حتى الموت

1.7K 110 150
                                    

لم يحل صباح اليوم التالي حتى كان هناك رجلٌ في العقد الخامس من عمره، بملامح تشبه ملامح حبيبه إليكسي

يقف أسفل قدميه ويديه مكبلتين لبعضهما، ولم يضطر فيكتور النزول لعند وجهه كي يلتقط أنفه رائحة الخمر التي تفوح منه

كانت نظرات فيكتور نحوه تقطر سُمّاً وحقداً بينما كان وجه الرجل يفيض خوفاً أسفله

لم يعتقد أليكسي أن يحضر فيكتور والده بهذه السرعة

وجد نفسه في حضرة والده السكير مرة اخرة، بعد أن انقطعت اخباره فترة طويلة جدا

الصدمة التي اعتلت وجه والده كانت عسيرة التفسير، وكأنه باللحظة التي رأى فيها ابنه عرف سبب إحضاره مقيداً إلى هنا وكيف سيكون قصاصه

لم يكن لم شمل ودياً أو لطيفاً أبداً، خليط من المشاعر عصف داخل أليكسي

صور قديمة عن مدفئة مشتعلة وبقايا زجاج متناثر حول جسده الصغير، وتلك اليد القاسية التي تضغط على فمه

أما الآن.... أن يراه بهذا الضعف، كان أمراً غريباً، وكأن الطاولة انقلبت

أمسك أليكسي ذراع فيكتور وحاول شده للخلف لأن غضبه كان يغلي كالبركان

ولكن  فيكتور  أمسك الرجل عند قدميه من شعره وسحبه بقوةوهو مشمئز من ذقنه المتسخة وأنفاسه القذرة

فيكتور: هل أنت من فعل هذا بأليكسي؟

تعلثم الرجل وقال كذباً " ماذا تعني يا سيدي؟ "

فيكتور: الجرح، الجرح أسفل بطنه

بات الرجل مشدوهاً..... كيف لابنه أن يشارك سراً كهذا مع غير نفسه؟

والأسوأ من ذلك، لقد شاركه مع أقوى رجل في سيبيريا كلها، كان يعتقد أنه سيموت حالما يكشف أحدهم سره، لأن ما من رجل يستطيع احتمال فكرة أن يكون عقيماً بعد أن اعتدى عليه أحدهم كما يعتدى على النساء

وفوق هذا كله، لقد كان والده

في هذه اللحظة كان الرجل نادماً على تلك الأيام التي لم يقتل فيها أليكسي، قبل أن يصبح شاباً فتياً وقوياً كهذا ويحتمي تحت جناح القيصر

هز فيكتور رأس الرجل بعنف وصرخ بقوة بحيث طارت كل الغربان التي تقف على الشجر

الحراس حول المكان مصدومين بما يرون، والرجل بدأ يأن وجعاً ويموت خوفاً

لا مجال للكذب، لابد من قول الحقيقة، طالما أن القيصر يسأله عن الجرح فهو حتماً يعرف كل القصة

" إنه أنا يا سيدي، إنه أنا، لكن صدقني أنا لم أنوي قتله أو إيذائه، إنه ابني يا سيدي، كيف لي أن أؤذيه؟ لقد كان حادثاً عندما كنت مخموراً "

فيكتور: وفر كلامك هذا لملك الموت الذي سيقبض روحك

ثبتوه أرضاً

(Frozen Roses)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن