نهاية فيكتور

1.9K 123 95
                                    

متعرقاً مسموماً عليلاً وسقيماً، يموت ذابلاً على فراشه أمام عيني فيكتور

فيكتور الذي لم يلحق أن يعانق الحب بين يديه ويشعر بدفئه حتى تسرب من بين يديه كالماء

هائماً فوقه يبكي دموعه فوق وجهه الأصفر الذابل وشفاهه الشبه مطبقة

اعتصر الوسادة بيديه وتوسل الأطباء أن ينقذوه ثم سأل فاسيلي كيف تسمم، فأجابه فاسيلي " وهو يتناول وجبته "

فزئر فيكتور في وجه الحراس

" اذهبو واحضروا لي كل من يعمل في المطبخ "

ونفذ الحراس الأمر وقاموا بجمع كل الطباخين والخدم المرتعبين في ساحة القصر

ورفع السياف سيفه فوق رقابهم وبدأ بعضهم بالبكاء، وقد كان أولهم أولغا، الطاهية الماهرة والطيبة، كانت أول المتهمين بتسميم آليكسي

أولغا: أقسم لك يا سيدي، أنني لم أدس شيئاً في الطعام وأنني أكلت من نفس القدر الذي سكبت منه للجميع قبل تقديمه، لو كنت أنا الفاعلة لكنت تسمتت كما تسمم الأمير الصغير

قالت كلماتها وهي ترتجف وتبكي وتتوسل

انحنى فيكتور نحوها وقال بعينين متوسليتين

" أنا أصدق كلامك يا أولغا، لا يمكنني أن أشك بك أبداً، ولكن أتوسل إليكي، اخبريني من دس السم في طبق آليكسي "

أولغا: صدقني يا سيدي لا أعلم، ارحمني ارجوك

فيكتور: من الخادم الذي أوصل الطعام لحجرة آليكسي؟ 

ثم رمى الحراس بالخادم تحت قدمي فيكتور الغاضب وقد كاد الخادم يموت ذعراً وخوفاً وبدأ يبكي ويتوسل

بقي فيكتور متماسكاً أعصابه ورغم غضبه الذي يكاد يحرق كل شيئ إلا أنه حاول ألا يضرب أو يشكة بأي منهم دون دليل

ثم اقتربت منه تانيا وقالت:

فيكتور أرجوك، دعك من أمر القصاص من الفاعل ولنبحث عن وسيلة لمساعدة أليكسي، لابد من وجود ترياق ما

فسمعتها أولغا وقالت: نعم... نعم ياسيدي، عندما كنا صغاراً ويصاب أحد أخوتي بالحمى، كانت أمي تقوم بغلي بعض الأعشاب من الغابة وتعطيها لأخي فيشفى تماماً

فيكتور: حسناً إذن لنذهب لإحضارها

أولغا: انتظر يا سيدي، ليست أية أعشاب، فقط الأعشاب التي يتناولها غزال المسك، إلحق بغزال المسك بالغابة واحضر من الأعشاب التي يأكل منها، احضرها إلي وسأصنع منها حساء لأليكسي

فتذكر فيكتور أول خروجٍ له من القصر، وكيف قفز ذلك الغزال الرشيق فوق قطع الجليد ، وعلم أن اللحاق به  سيكون بمنتهى الصعوبة

ومع ذلك، ورغم عتمة الليل وقسوة الرياح جمع فريقاً من خيرة الصيادين وهم معهم نحو الغابة، رغم توسلات الجميع له بعدم الرحيل في مثل هذا الوقت، لكنه لو انتظر حتى الصباح كان ليصاب بالجنون

(Frozen Roses)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن