💌 [إِذْ يقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إنَّ الله معَنا] 💌
لمْ يُحبّ بشرٌ بشرًا كما كَان أبو بكرٍ يحبّ الرسول صَلى الله عليه وسلّم. وهو الذي يُعيرُ صاحبه فخذهُ ينام عليهِ فتلسعه عقربٌ ولا يحرّك ساكنًا ليبقى النّبي نائمًا. يُذهلني دائمًا تجلّد هذا الإنسان يومَ توفّي صاحبه صلى الله عليه وسلم، تُدهشني فكرة أن الصاحب المفجوع بصاحبه، والذي كان يتحسّر منذُ لحظة باكيًا "واخليلاه"، سيقفُ بعدها برباطة جأشِ الجبال الشاهقات أمامَ الناس ويُنادي بما آتاه الله من تجلّد أن من كان يعبدُ محمّدا فإن محمّدا قد مات، ومن كانَ يعبُدُ الله فإنّ الله حيٌّ لا يموت.
لم يُكسَر يومها قلبٌ كما كُسر قلبُ أبي بكر، لكنّه كان أجلدهم وأصبرهم وأقواهم، لأنّه لم يرد لِلدين الذي عاشَ صاحبُه حياته يعلّمه للناسِ أن يندثر بلحظة وفاته، فاختارَ الدور الأصعَب، وهو الذي لا يقدر على الآية القرآنية الأولى، فتُبْكيهِ.
وحدَه هذا الموقف يكفي لأن يجازيه الله بأبوابِ الجنّة جميعها يدخلها من حيثُ شاء.🌴