💌{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ ءَامَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} 💌
أحيانًا يكونُ قطع الشكّ باليقين أهوَن من الأمل الطويل، ويكون الإعلام بالواقع، على مرارته ارحَم من الأمل الواهي، على حلاوتِه. الأمل طويل المدى يُميتُ القلبَ ويكسرُ الخاطرَ ويجعل الإنسان يتقلّب، بكامل البؤس، بين النار والهشيم، والفرح والترح.
ولننظُر للطافة الخطاب الرباني، الله يعلم كم من الشفقة بقلب نوح، ويعلم أي حزن سيسكُن قلبه أن يهلك قومه على كفرهم، فيقول لهُ بلهجة تقطُرُ حبًّا، وطمأنةً، كأنما يربتُ على قلب نبيّه الطاهر:"فَلَا تَبْتَئسْ"، يخبرُهُ في كلمتين أنه أدى رسالته، وأن الفرج قد حانَ، ويخبرهُ أن لا يَحزن.
ألف طوبى لنوحٍ الشفيق بهاتينِ الكلمتين.