13

108 14 115
                                    

انقطعت المسافة بينهما حيث ألتصق صدريهما وجهيهما قريبان جداً وكادت تتلامس شفاههما، جبينها متعرق بشدة والفزع تملك جسدها مرسلاً ارتجافه قوية بجسدها، عينيها تنذر بأنسياب دموعها، ابتعد عنها فجأة منفجراً فى الضحك وسقط ارضاً من شدة ضحكه،

ألتقطت انفاسها ومسحت دموعها تنظر له بعدم استيعاب "ألهى لم تري وجهكِ" هتف وسط ضحكاته لترمش عدة مرات ثم تخفض رأسها وقررت الذهاب دون قول كلمة، لاحظ ابتعادها ليقف سريعاً لاحقاً بها وامسك معصمها لتستدير وتصفعه بأقوى ما لديها

اتسعت عينيه ونظر لها واضعاً كفه على وجنته "اذا كنت تعتقد إن إيذاء الأشخاص مضحكاً فأنت لست سوى عاهراً لقيط" صاحت بغضب بنبرة مهتزة ليخفض رأسه بصدمة، هل لتوها نعتته باللقيط؟، هذا فقط ألمه اكثر من تلك الصفعة

عضت شفتها بندم على قولها وحاولت التحدث "هارى انا..." اوقفها بيده نافياً مبتسماً بألم " لا حنين انتِ محقة، انا مجرد لقيط اشفق عليه احدهم واحتضنه بمنزله واهتم به حتى انه نسي اصله، كما اننى المخطئ هنا فلم يكن يجب ان امزح هكذا"

انهى حديثه يبعثر خصلاتها ثم تركها وذهب "انا ايضاً لقيطة هارى" تجمد مكانه واتسعت عيناه، استدار ينظر لها ليراها تبتسم ودموعها تتساقط على وجنتيها "لست وحدك اللقيط هنا هارى فكلانا اشفق علينا احدهم" قطب حاجبيه وسارع فى الذهاب لها يعانقها بقوة

"اهدئي كل شئ بخير" تمتم يهدأ نوبة بكائها التى اشتدت ممسداً خصلاتها بهدوء "هيا اهدئي قبل ان يعمل حظى ويرسل لنا كائناً ما" تمتم بأنزعاج لتنفجر ضحكاً مبتعدة عنه

مسح دموعها بأبهاميه مبتسماً بخفة "لنتعهد انا وانتِ على ألا نؤذي بعضنا البعض مجدداً، اتفقنا؟" امال رأسه للجانب متسائلاً لتومئ مبتسمة، مد إصبعه الخنصر لتحتضنه بإصبعها فتشكلت حلقة بيضاء تدور حول يديهما ثم عقدت خيطاً حول معصميهما دليلاً على اتفاقهما

وحينها شعروا بالظلام والسواد يغلف المكان لينظران حولهما بتعجب "هل حل الليل سريعاً ام اتخيل هذا؟" تسائل يحدق بالظلام الدامس امامه لتنفى قائلة "صدقاً لا اعلم، لا اتذكر كيفية سير الأمور هنا"

قطب حاجبيه متسائلاً " وكيف تعلمين سير الامور هنا؟" قهقهت بخفة وفرقعت اصبعيها ليشتعل ضوئاً بسبابتها ينير المكان قليلاً "تم الألقاء بي هنا ثلاثة مرات قبلاً هارى" انفتح ثغره بدهشة لتقهقه بأنكتام ومدت يدها تغلق فمه " لا تتعجب فمن عطف على حالى لم يكن مراعياً مثل جونغكوك"

اشعل ضوئه كذلك وحدق بها بفضول وتساؤل لتتنهد ماسحة وجهها ونظرت له مطولاً قبل ان تقول بملل "لن تتركنى دون اخبارك صحيح؟" اومأ عدة مرات سريعاً لتقلب عينيها وتشير له ان يتبعها "دعنا نعلم اين نحن اولاً ثم سأخبرك بما تريد" همهم بتفهم وتفحص المكان حوله اثناء سيره بجانبها

الهارب وحارسة الظلام || H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن