نهضت عن ذلك الفراش تاركة الصغيرة تنعم بنومٍ هادئ وركضت بحذر لغرفة سيدها خائفة من ذلك الظل، طرقت الباب ثلاثة طرقات وانتظرت لدقيقة حتى فتح من بالداخل الباب
"ماذا هناك تيفاني؟" تسائل بهدوء لتبتلع ريقها وتجيب "انا خائفة من ذلك الظل، خائفة ان يؤذيها سيدي هى لازالت صغيرة لتحمله فأرجوك خلصها منه" انهت حديثها بأنفعال ضامة يديها لصدرها ناظرة لسيدها برجاء
تنهد بخفة وعقد ذراعيه لصدره "سأحاول تيفاني لا داعى لأخبارى، ولكننى بحاجة لمعرفة كيف حصلت عليه فلا احد يستطيع السيطرة على الشيطان الاسود حتى يوشم رمزه على جسد طفلة" تحدث بشرود ناظراً للاشئ لتزفر الآخرى بضيق
"اذهبي للنوم تيفاني فلدينا عملاً كثيراً غداً" اردف مبتسماً بخفة لتنحنى هامسة "امرك سيدي" اعتدلت بوقفتها ثم ذهبت من امامه متجهة لغرفتها، كاد يغلق باب غرفته لكن اذنيه التقطتا انين خافت صادر من الغرفة المجاورة لخاصته
قطب حاجبيه واتجه للغرفة حيث مصدر الأنين وفتح الباب بحذر ليتضح الانين ويضحى اعلى، اضطرب قلبه قلقاً لحال الصغيرة حيث كانت متعرقة بشدة وجسدها ينتفض ويصدر انينها عالى تارة وخافت تارة آخرى
وسريعاً اتجه لها وجلس على حافة الفراش يمسد خصلاتها بيد والآخرى وجدت طريقها ليدها تحتضنها بخفة لعلها تبعث الدفئ والأمان لتلك الصغيرة، دقائق مرت على هذا الحال حتى بدأ انينها يخفت وانتفاضها يقل
زفر براحة وعض شفتيه يحدق بها وبداخله تتردد فكرة واحدة ألا وهى اقتحامها، يرغب بشدة فى معرفة ما حدث لها لتصبح خائفة من التلامس هكذا، وبرغم كونه متأكد من السبب لوضوحه الشديد إلا انه لازال فضولى لمعرفته
لذا وبدون أية مقدمات حاوطت يديه رأسها واغمض عينيه يتسلل لداخل ذكرياتها باحثاً عن تلك الذكرى، فتح عينيه على وسعهما عندما رآى ما حدث لها "إلهى كيف تجرأ هذا الحقير" هسهس بغضب وعفوياً سحب جسدها واحتضنها بقوة
ابعدها عنه وتركها ذاهباً للقبو حتى يُحضر إحدى قواريره بيضاء اللون وطويلة العنق، عاد لها وجلس بجانبها، فتح القارورة ووضع القليل منها على طرف انامله ثم وضع انامله على جبينها وبدأ يتمتم بكلمات خافتة ذات مغزى
بريق خافت صدر من انامله تسلل لجبينها ببطء وانتفض جسدها بخفة على اثره وتسارعت انفاسها ليعلو صدرها ويهبط بوتيرة سريعة، وعند انتهاء تسلل ذلك البريق لجبينها ثقلت انفاسها وهدأت ليبعد يده عن جبينها ويطبع قبلة لطيفة هناك هامساً "الآن لن تعانى من تلك الذكرى مجدداً صغيرتي"
ابتعد عنها ورمق ذاك الظل المختبأ بزاوية الغرفة وسط الظلام، حدق به لدقائق قبل ان يبتسم بجانبية ويقول بهدوء "إما تتدعها وشأنها او تكون رفيقاً جيداً ايها الشيطان"لم يجد رد فعل من الآخر ليتنهد بخفة ويخرج من الغرفة عائداً لغرفته حتى ينعم ببعض الراحة استعداداً ليوم غد
أنت تقرأ
الهارب وحارسة الظلام || H.S
Fantasyكانت تطارده لسرقته الجوهرة المقدسة من مملكة ايراسموس لكنها لم تدرك انها تطارده لسرقته قلبها كذلك اي تشابه بين روايتي ورواية اخرى فهي صدفة لا اكثر لا احلل النقل او الاقتباس دون استأذان كل الحقوق محفوظة لي لذا يمنع السرقة استمتعوا