19

101 13 223
                                    

تحذير قبل القراءة 🚫
هذا الفصل 🔞
لما به من مشاهد قاسية وعنيفة

اسفة حنين 🙏💔

لمحة من الماضى.....

تسير تلك الطفلة فى الطرقات ودمعاتها تتسابق فى تلويث وجنتيها الوردية وشهقاتها تخرج من بين شفتيها بين الفينة والآخرى

تنظر ببندقيتيها فى الأرجاء بخوف من ذلك الظلام الذى غلف الأحياء فى منتصف الليل، ثوبها الأبيض البالي مُتسخ بشدة واطرافه تبللت قليلاً، خصلاتها البندقية تنسدل على ظهرها برقة وتتحرك يميناً ويساراً كلما حركت الطفلة رأسها

لقد فقدت والديها فى حريق نشب فى منزلهم واحترق كل ما به عداها حيث انقذتها والدتها واخرجتها من المنزل ولكن والدتها لم تستطع انقاذ نفسها واحترقت مع المنزل

شهقت بخوف عند سماعها لأصوات غريبة تقترب منها لتدخل ذلك الزقاق المُتسخ وتختبأ داخله بجسدٍ مُرتجف تراقب بعينيها ذلك الظل لكائن ذو اربعة اطراف ويمتطيه احداً ما، ومع اشتعال تلك الشعلة فى يد الرجل اصبحت ملامح ذلك الكائن واضحة والذى لم يكن سوى حصاناً اسود اللون

ابتلعت ريقها بقلق ما إن هبط ذلك الرجل من فوق ظهر الحصان واصبح يقترب منها وملامحه غير واضحة "انتِ بخير يا صغيرة؟" رفعت رأسها له وألتمست الحنان فى نبرته كحس طفولى لديها لتنفى عابسة بشدة

مد الرجل يده لها واردف بنبرة كانت غامضة بالنسبة لها "تعالى معى صغيرتي سأجعلك بخير ثقى بي" نقلت نظرها بينه وبين يده لتمد يدها الصغيرة بتردد ووضعتها بيده الكبيرة ليسحبها عن الأرض لتنهض

"ملابسك متسخة كثيراً يا صغيرة، هيا بنا لنُحضر لكِ ملابس افضل" اومأت بخجل مُمسكة ثوبها بأناملها بتوتر وسارت خلفه عندما بدأ يسحبها من يدها، وقف امام الحصان وامسكها من خصرها ليرفعها مُجلساً اياه على ظهر الحصان وصعد خلفها ليشد اللجام كى يتحرك

توردت وجنتيها اكثر عندما شعرت بأنامله تتحسس خصرها النحيف وشعرت بألم فى قلبها لم تستطع تفسيره ولكن ما ادركته تلك الطفلة هو خوفها، هى خائفة بشدة من ذاك الغريب خلفها

توقف الحصان امام منزل حجرى ذو نوافذ خشبية واضواء حمراء خافتة تتسلل من ثغرات النوافذ، هبط عن الحصان وامسك خصرها يُنزلها من فوقه ثم اتجه ناحية المنزل يسحبها خلفه وكلما اقتربا من المنزل كلما خفق قلبها اكثر بهلع

طرق باب المنزل وانتظر لدقائق قبل ان يُفتح الباب وتظهر من خلفه سيدة ثلاثينية ترتدي زى خدم، ثوب ازرق سماوى ومريلة بيضاء عند الخصر، عبر من جانبها يسحب تلك الطفلة البريئة خلفه حتى وصل لباب خشبي اسود دب الرعب بها من مظهره

الهارب وحارسة الظلام || H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن