هبط ذاك التنين الضخم امام قصراً حجرياً يحاوطه حديقه كبيرة امتلأت بالاشجار والازهار مما اثار انبهار تلك الصغيرة، مد يده لها كى تهبط عن التنين لكنها حدقت بها بقلق
ابتسم بخفة ومد يده يمسك خصرها وحملها ينزلها عن ظهر التنين لتشهق بتفاجئ وتحاول ابعاده "أهدئى، لن افعل شئ، فقط استرخي، حسناً صغيرتي؟" ولكونها صغيرة ساذجة فلقد اطمئنت قليلاً من نبرته الحانية
امسك يدها بلطف يسير معها تجاه باب القصر لتبتلع ريقها بقلق، هل سيتكرر نفس الموقف مجدداً؟، هى لا تريد، ليس مجدداً، سحبت يدها من يده سريعاً وتراجعت للخلف بخوف وانسابت دموعها
نظر لها بتعجب تغير لفضول عندما لاحظ ذلك الظل خلفها، ضيق عينيه محدقاً به كيف يلتصق بها وتصدر منه هالة مخيفة، ارتسمت ابتسامة على محياه زادتها خوفاً دون قصد
مد يده لباب القصر ليُفتح تلقائياً ويدلف للداخل تاركاً اياها فى الخارج "سيا" صدح صوته فى بهو القصر منادياً على خادمته لتأتي تلك الأخيرة مسرعة وانحنت بخفة احتراماً له
اشار للطفلة قائلاً "ارشديها لغرفتها واعتنى بها جيداً فأمامنا عملاً كثيراً ينتظرنا" اومأت بطاعة وخرجت من القصر متهجة للطفلة وابتسمت لها بلطف قائلة "هيا يا صغيرة لا تخافى لن تتأذى هنا ابداً"
رمشت الصغيرة تنقل بصرها بين الخادمة وبين ذاك الغريب المدعو سيزر لتبتلع ريقها بقلق وتنفى بخوف متراجعة للخلف، زفرت الخادمة بحنق ونظرت للخلف راسمة بسمة مزيفة لسيدها الذى يراقب ما يحدث بصمت
"انظرى ايتها الصغيرة الباكية، انا لا املك وقتاً لتفاهتكِ تلك فهيا معى الى الداخل وإلا...." ارتجفت الصغيرة وتراجعت للخلف لتصطدم بأحدهم "وإلا ماذا سيا؟" اخفضت تلك الخادمة رأسها بخوف دون التحدث
"تلك الصغيرة الباكية هى ابنتي الآن ولقد تعديتي حدودكِ معها لذا...." فرقع اصبعيه لتستمع لصياح التنين واهتزت الارض اثر خطواته ناحيتهم لترتجف الخادمة "چيكاس تفضل عشاءك" هتف يشير تجاه الخادمة ومد يده يغمض عينين الطفلة بينما يراقب چيكاس يلتهم الخادمة بنهم
"هذه عاقبة من يتعدى حدوده" سخر يحدق بقطرات الدماء المتبقية من تلك الخادمة ثم انحنى مقرفصاً امام تلك الطفلة وادارها له "انظرى صغيرتي، لن تتعرضي للاذى هنا واعدك بذلك، ستكونين ابنتى وسأهتم بكِ حتى مماتى لذا ثقى بي"
حدقت به بقلق ودموعها تنساب على وجنتيها ليمد انامله ويزيلها بلطف ثم حاوط خصرها يحملها بين يده واتجه لداخل القصر لتستقبله خادمة اخرى سمراء، اشار لها كى تتبعه ولازال يحمل الطفلة بين يده صاعداً للأعلى وهذا بث الراحة داخلها
أنت تقرأ
الهارب وحارسة الظلام || H.S
Fantasyكانت تطارده لسرقته الجوهرة المقدسة من مملكة ايراسموس لكنها لم تدرك انها تطارده لسرقته قلبها كذلك اي تشابه بين روايتي ورواية اخرى فهي صدفة لا اكثر لا احلل النقل او الاقتباس دون استأذان كل الحقوق محفوظة لي لذا يمنع السرقة استمتعوا