5

137 13 108
                                    

سقوط الثور الطائر لم يكن مزحة، كان مؤلماً اكثر من سلخ جلدك حى او غرز مجموعة من السكاكين فى جسدك بسرعة متفاوتة وبقوة

يلهث آپا بألم مستلقى على ظهره وجانبه الأيمن ينزف بغزارة، يزمجر بخفوت بين الفينة والآخر متألماً من ذلك الجرح العميق، مغمضاً عينيه السوداء بأرهاق وجسده الضخم يرتجف بقوة

مستلقى بجانبه جسد مجعد الخصلات يتآوه بخفوت غير قادراً على تحريك اى جزء من جسده، قدمه تنزف اثر غرز قطعة حجرية حادة بها بشكل عميق، رأسه تنزف من ذلك جرح ناحية جبينه الايسر والدماء قد بللت خصلاته البنية جاعلة منها تكتسي بحمرة دموية

انفاسه متسارعة من شدة ما يشعر به من ألم بكامل جسده ومرفقه الايمن قد تخدر مشيراً الى ان هناك كسر به، جفنيه ينغلقان وينفتحان بخمول والرؤية اصبحت مشوشة كلياً

صرخ بألم عندما حاول الأعتدال كي يجلس وللحظة شعر ان عظامه تهشمت من ذلك السقوط القوى، كما شعر بان هناك نصل حاد ينغرز بقدمه اكثر كلما حاول تحريكها، لعن بخفوت وحاول الأعتدال مجدداً لتصدح صرخته المدوية ارجاء المكان وتساقطت دموعه من شدة ألمه

شهق عالياً وتبعها تآوهاته المتألمة وبين كل شهقة وآخرى يهمس بأسم "جونغكوك" بضعف، للحظة تذكر عندما كان فى ذلك الزقاق المظلم، وحيداً، باكياً، متألماً، خائفاً، مرتجفاً، ولم يرأف بحاله احد سوى جونغكوك

هو يقسم انه سيفعل اى شئ لكي يرد له دينه، سيفعل المستحيل لأجله حتى وان طلب جسده لن يتردد لحظة فى تسليمه اياه عالماً ان الأكبر لن يؤذيه ابداً مهما فكر بهذا،

هو تركه لسنتين كاملتين بسبب شعوره بالذنب نحايته ولن يُنكر مدى اشتياقه الشديد له، هو سيعود ليعيش معه مجدداً وسيفعل ما سيأمره به ولكن لينقذه اولاً كما كان يفعل دائماً

لينقذه كما فعل عند عثوره عليه بحالته المذرية تلك، لينقذه كما فعل عندما جُرحت يده اثر سقوطه اثناء ركضه وقام بتمضيد جرحه بكل حنان ورقة يطلق عليه النكات كي يُنسيه ألمه

لينقذه كما فعل عندما تنمر عليه اطفال الغيلان العمالقة بنعته باليتيم المسخ وقام بأذيتهم بقوة وقسوة امامه يليها احتضانه له بكل حب يخبره انه والده وعليه ان يخبر الجميع بذلك بكل فخر

لينقذه كما فعل عندما اشعل النيران فى بقعة من الغابة دون قصد وعجز عن الهرب من الحريق واصيب بعدة جروح قام هو بشفائها مُطمئناً اياه انه معه وان كل شئ سيكون بخير

شعر بهالة مخيفة تقترب منه ليحرك رأسه ناحيتها فيجد الظلال السوداء تحيطه محاصرة اياه وكأنه يستطيع التحرك والهرب بحقكم، لمح نظرة السخرية فى عيونهم المظلمة لتنساب دموعه اكثر بألم وحسرة

الهارب وحارسة الظلام || H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن