💙
عقاب بلا ذنب
الفصل(الأول)تململت في فراشها عند سماع صوت المنبه، وكادت أن تكمل نومها إلا أنها تذكرت أن هذا هو أول يوم دراسي، انتفضت سريعآ، ودلفت للمرحاض، وتوضأت ثم خرجت وصلت ركعتي الضحى، واستعدت للذهاب لكليتها التي تعشقها، خرجت من غرفتها تقابلت مع مدبرة المنزل فقالت: صباح الخير ياداده.
سعاد: صباح الورد عليكي ياأنسه سما.
سما: ياداده أنا دايمآ بقولك قولي سما على طول بدون ألقاب.
سعاد: حبيبتي مقدرش يعني يرضيك أترفد وابعد عنك انتي وهاني بيه؟
سما: لأ طبعآ ميرضنيش أنا عارفه تحكمات أبيه توفيق، طب هو هاني جهز للكليه؟
سعاد: جهز! ماانتي عارفه ابن أخوكي عايز موال علشان يصحى أساسآ، أنا ريحاله.
سما بضحك: لأ سبيه عليا وانزلي انتي حضري له الفطار انتي عارفه همه على بطنه.
سعاد بضحك: ماشي حبيبتي.
ذهبت سما لغرفة هاني، وطرقت الباب فلم تجد مجيب، فدلفت للداخل، ودون مقدمات أمسكت كوب الماء، وسكبت بعضه على وجه هاني؛ ففزع وهو يردد: بغرق بغرق😲😲
اتسعت عيناه عندما استمع لضحكات سما بجانبه😂😂😂
هاني: بقى كده ياعمتو بتخضيني مكنش العشم😣
سما بضحك: عمتو إيه ياواد انت أكبر منك بسنه وتقولي عمتو! وبعدين إيه التمثيل ده ما كل يوم بصحيك كده.
هاني حتى يستفزها: خلاص أنا مقدرش أعترض، مهما كان حضرتك عمتي، وليكي إحترامك😅😅
سما بغيظ: امشي يا واد من قدامي بدل ما أقتلك.😡
هاني وهو يركض أمامها ويضحك: ماانتي عارفه حكم القوي بقى ثواني ونازل.ابتسمت سما فهى تعلم أن أخيها لا يقبل أن هانى يناديها باسمها مجرد، نزلت على الدرج وهى سعيدة فها هو يوم عودتها للدراسه التى انتظرتها لتخرج قليلآ من حصار أخيها.
ذهبت لغرفة الطعام، وجدت توفيق يجلس على المائده فألقت التحيه مبتسمه: صباح الخير ياأبيه.
توفيق بهدوء: صباح الخير يا سما، اقعدي حبيبتي افطري.
سما: لأ معلش ياأبيه مش جعانه دلوقت.
نظرت لها توفيق بحده وقال: يعني إيه؟ يعني عايزه تمشي، وبعد شويه تجوعي، تروحي تقعدي على مطعم، ويشوفك شاب يبصلك، تبصيله، ويضحك عليكي بكلمتين، وتصدقيه.
لم تصدم سما من كلام أخيها، فقد اعتادت على تلك الإتهامات اللاذعه منه فتحدث بهدوء وعيونها دامعه: حضرتك اللي ربيتني ياأبيه، وتعرف أخلاقي كويس وإني مش هتكلم مع حد غريب.
نظر لها بحنان وقال: خلاص ياسما متزعليش انتي عارفه انا بحبك، وبخاف عليكي ازاي بس برده متخرجيش من غير فطار.
قبل أن تتحدث سما دخل عليهم هاني وقال: صباح الخير يابابا، ونظر لسما وتابع مالك ياعمتو دموعك دي ليه؟
سما لتغير الحديث: أهو انا مدمعه من كلمة عمتو دي هتعجزني ياواد.
ثم نظرت لتوفيق وقالت برجاء: لو سمحت ياأبيه ممكن يقولي باسمي، انا بحب كده.
توفيق بهدوء: أمري لله موافق، مع إني بحب النظام.
سما وهاني بنفس الوقت: يحيا العدل فضحكوا ثلاثتهم.
انتهوا من الطعام ووقفت سما مسرعه وقالت: سلام بقى، علشان متأخرش على الكليه.
توفيق: استني هاني يوصلك، قوم كفايا أكل بقى، وصل عمتك.
يقف هاني وهو يرتشف من الشاي ثم يتركه ويقول: مش عارف أنا السواق الخصوصي!
توفيق بحده: ولد
هاني: أنا جاهز اتفضلي يابرنسيسه قالها وهو ينحني بطريقه مسرحيه.
تسير سما وهى تتصنع الغرور، وتقول: ورايا.
ضحك هاني وذهبوا سويآ للجامعه.
هاني: انا كده أطير بقى علشان الحق اشوف المزز أااا أقصد المحاضرات.
ضحكت سما وقالت: محاضرات! أه فالآن إنت كل سنه ما شاء الله بتنجح بمقبول مع مرتبة الفشل.
نظر لها هاني بغيظ وقال: يعني سيادتك هتزليني علشان انتي دحيحه، وبتطلعي الأولى كل سنه ماشي ياستي مقبوله ياعمتو
نظرت له بغيظ وقالت: امشي من قدامي دلوقتي أحسنلك.
تصنع هاني الخوف وتركها وذهب وهو يردد: هعدي عليكي وقت ما ترني.
في مكان أخر، وهو مكتب سليم الدمنهوري؛ فهو يعمل وكيل نيابه، يجلس مع صديقه المقدم ماجد أبو العزم،
هو صديق سليم الوحيد، والمخلص له بشده.
سليم: إيه يا ماجد بقالي سنه قايلك اني عايز مساعدة مراتك تعرفني عليها، صعبه أوي دي.
ماجد: ياسليم يااخويا البنت دي من وقت ما قولت إنها عجبتك ونفسك تتعرف عليها، وهى مخرجتش من بيتهم، طول الإجازه، وانا بحاول أراقبها، علشان انتهز فرصه أخلي مراتي تتعرف عليها، بس هيا تقريبآ مبتخرجش غير مع أخوها اللي اسمه توفيق ده.
قاطعه سليم: يعني إيه مش هعرف أوصلها، شرد قليلآ وقال: لازم أوصلها بأي طريقه، أفاق على صوت ماجد: للدرجه دي عجباك، مكنتش أتخيل انك تقع ولا حد يسمي عليك ياسلوم.
ابتسم سليم وقال: وقعت أه ومش أي وقعه، دي وقعه مستنيها طول حياتي، بحلم بيها.
صفر ماجد وردد: الله أكبر، ماشي ياعم الحبيب، على العموم الدراسه بدأت، ودي فيها فرصه أكبر هنحاول نوصلها، وأخلي ملك تتعرف عليها حاضر.
سليم بهدوء: تبقى عملتلي خدمه عمري مش هنساهالك
ماجد: ربنا ييسر.
في المصنع عند توفيق كان يتحدث في الهاتف
توفيق بعصبيه: يعني إيه بعد ماوصلت لمكانها، يقولوا
سافرت.
الرجل بخوف: والله يابيه أنا نزلت المنصوره، ورحت القريه اللي عرفنا أنها كانت عايشه فيها، قالوا أنها مشيت راحت القاهره من سنتين، علشان تعيش مع أخوها، ومحدش عارف ليها عنوان.
توفيق بعصبيه وغضب: غور يازفت دلوقتي، وأغلق الهاتف.
نظر أمامه بشرود قاطعه محمد صديقه الذي كان يجلس معه: إيه ياتوفيق لسه مزهقتش، لسه بتدور عليها.
توفيق: عمري ما هرتاح غير لما أعرف طريقها يامحمد، ده دين في رقبتي ولازم أسده.
محمد بهدوء: ربنا يريح بالك ياصاحبي.
توفيق: يارب يارب.
مرت عدة أيام دون أي أحداث جديدة، وفي يوم جلست سما بعد انتهاء المحاضرة مع سالي رفيقة دربها .
سالي: ها ياسما قولتي إيه متبقيش غلسه بقى.
سما: يعني انتي مش عارفه ياسالي إني بروح بميعاد، وبخرج بميعاد.
سالي: بصي المحاضرة الجايه مش مهمه هنروح البيوتي سنتر، وانا حاجزة هناك يعني مش هنتأخر، وانتي كلمي هاني يجيلك هناك، وتروحي في ميعادك عادي.
سما بتردد: ماشي، وربنا يستر.
تحدثت مع هاني على الهاتف، وهو بدوره شجعها على هذا، فهو يعلم أنها بحاجه للخروج، والتنفس قليلآ من حصار والده عليها.
ذهبت الفتاتان لمركز التجميل، وما أن علم ماجد بهذا من الذي يراقبها، أجرى اتصال بزوجته ملك، التي لم تمانع فهى تقدر سليم وتتخذه أخآ لها.
ذهبت ملك لمركز التجميل، وبحثت عن سما بعينها وبيدها صورة، قد أعطاها إياها زوجها، وعندما رأتها وضعت الصوره في حقيبتها، واقتربت من سما، وسالي، وجلست على مقربة منهم.
حاولت ملك التفكير في حوار تبدأ به التعارف عليهم، فنظرت لسما، وجدتها تقرأ روايه اسمها" أنت لي" فقالت: احم لو سمحتي ياأنسه.
انتبهت سما لصوتها ونظرت لها: حضرتك بتكلميني أنا.
ملك: أه أنا أسفه لو بزعجك، بس اسم الروايه اللي بتقريها شدني أوي، وأنا بحب جدآ الروايات، خصوصآ لو رومانسيه.
سما ببتسامه: أه هى فعلآ رومانسيه، وأسلوب الكتابه فيها مشوق جدآ.
ملك: وانتي بتشتغلي ولا لسه بتدرسي؟
سما بهدوء: لا في أخر سنه كلية هندسه.
ملك: ما شاء الله قسم إيه بقى؟
سما بابتسامه: قسم ديكور.
ملك: شوفي بتكلم معاكي ومتعرفناش اسمي ملك، وخلصت كلية صيدله، متجوزه مقدم شرطه، لسه من سنه بس. وانتي
سما: اسمي سما وزي معرفتي هندسه، ومش متزوجه.
ملك: تشرفت بمعرفتك ياسما، ومعلش لو صدعتك.
سما: لا أبدآ أنا أسعد والله، اتفضلي الروايه انا قرأتها كتير.
ملك: لا طبعآ مش هينفع أخدها إلا لو وعدتني نتقابل تاني، أقرأها وأرجعها.
سما بهدوء: بس انا مبخرجش كتير.
ملك: خلاص ممكن تاخدني رقم تليفوني، وهاتي تليفوني نتكلم مع بعض، لأنك عسوله اوي، وانا ارتحتلك، والصراحة مليش أصدقاء.
سما ولأنها طيبه أوي وبتثق في الناس بسرعه وافقت واتبادلوا أرقام التليفونات، واتفقوا يتكلموا ولما سما تخرج تعرف ملك، ويتقابلوا ترجع ليها الروايه.
قربت عليهم سالي مبتسمه: ها شيفاكي عملتي صداقه جديده يا سما.
سما ببتسامه: أه مدام ملك، وشاورت على سالي، ودي سالي صديقتي الأنتيم.
ملك و سالي في وقت واحد مبتسمين: أهلآ أهلآ.
ضحكوا الثلاثه وكانت بداية التعارف.
بقلم: دعاء الفيومي&مروة الناغي.
#################
الحلقه الجايه نعرف الصداقه إيه حكايتها، وتوفيق بيدور على مين.
أنت تقرأ
عقاب بلا ذنب
Romanceمن أكبر الأخطاء التي يقع فيها العقل، هو تحدي القلب والإصرار على عقاب أشخاص على ذنب لم يقترفوه، فيصبح الندم، والحزن هو المصير المحتوم