عقاب بلا ذنب ح (٩)

1.3K 29 0
                                    

عقاب بلا ذنب
الفصل التاسع.
خرجت هنا مسرعه من منزل نجوى، قاصده المنزل الذي يقطن فيه سليم حاليآ، يستعيد ذكراه مع سما، رغم ما فعله إلا أنه أحبها بصدق، كأن عقله كان مغيب، عندما جرحها هذا الجرح العميق.
دق باب المنزل، فاتجه سليم ليفتحه، ابتسم بضعف عندما رأى هنا أمامه.
سليم: هنا اتفضلي حبيبتي.
هنا وقد تعجبت عندما رأت حال سليم فها هو، لحيته طويله على غير العاده، ويمشي بوهن، ويتحدث بضعف وعيون زائغه.
هنا: انت عامل في نفسك كده ليه ها؟
سليم: ولا حاجه ياهنا، لحظه وهاجهز نخرج بره علشان انا لوحدي في البيت.
هنا باستهزاء: لا وانت الأخلاق والمثل اللي بتعلمهلنا طول الوقت التزمت بيها أوي.

نظر لها سليم وقال بإنفعال: كلكم بتهاجموني، وسايبين الجاني الأساسي، المهم كنتي جايه ليه؟
هنا بعصبية ودموع: كنت جايه علشان أعرفك إني خسرتك؛ خسرت قدوتي واللي كان مثلي الأعلى، خسرت أخ كنت بعشقه.

صمتت هنا وهى ترى علامات الحزن والأسى على وجه سليم ثم تابعت.

هنا: انت كنت بتعاقب مين ها؟ توفيق!
بس اللي شوفته دلوقتي انك عاقبت بنت مسكينه ملهاش ذنب غير أنها وثقت فيك، وعاقبت أختك نجوى لما فتحت جرحها، اللي السنين ضمدته، مش هقول داوته، وعاقبتني أنا كمان.
سليم: ليه وانتي إيه علاقتك؟

هنا بحزن: لأن في الوقت اللي كنت حضرتك بتغدر فيه ب سما، كان هاني ابن أخوها الإنسان اللي حبني بصدق بيكلم والده علشان يتقدم لسيادة وكيل النيابه، يخطبني ويرتبط بيا قدام كل الناس.
صمتت وهى تبكي ثم تابعت، بس خلاص كله انتهى؛ لأنه فاكر اني مشتركه معاك في خطتك للإنتقام.
سليم بدهشه: ليه يفكر كده؟ وليه مفكرش في نجوى أو سامح كده؟
هنا بدموع: لأنه شافني وانا بتكلم معاك عند البيت، وسمعني بقولك هنفذ كلامك لما كنت بتكلمني عن المذاكره.

جلس سليم بقلة حيله وهو يشعر بوخز في قلبه إثر سماع تلك الكلمات، فهو قد عقاب توفيق، لكنه ظلم سما، وهاني، وهنا، وحتى ظلم قلبه هو بيده.
ماذا عليه أن يفعل ليصحح هذا الخطأ.
تركته هنا وخرجت بدموع وحسره على حالها وحاله، وهو شارد لم ينطق بكلمه.
🗯🗯🗯🗯🗯🗯
في بيت نجوى.
سالي: انتي بتقولي إيه ياسما.
سما: بقول اللي هعمله انا هسافر معاكي، تقدري تساعديني، ولا لأ.
سالي: انتي عارفه انا عيوني ليكي، بس أخوكي مش هيوافق، وعلاج رجلك، سيبك من كل ده بس سليم
لم تكمل كلماتها فقد قاطعتها سما: متجبيش اسمه قدامي تاني، ثم تابعت بألم: ورق الجواز معايا الاتنين، ويمين الطلاق تخلي أخته تجبره إنه يقوله.
سالي: وانتي عايزه كده؟!
سما: أيوه طبعآ، انتي عايزاني اعيش معاه بعد اللي حصل، لا يمكن انا اترجيته فعلآ نكمل بس ده وانا لسه حامل.
تسابقت دموعها على النزول وتابعت: أنا لازم أسافر وابعد وابدأ حياه جديده بعيده عن ضعفي.
ولو على أخويا انا مش هعرف حد أساسآ إني مسافره، أو مكان سفري أنا عايزه ابعد عن الكل.
سالي: معاكي حبيبتي وهساعدك انا ومدحت كمان، لأن المشروع هناك معتمد على حديثي التخرج، ومدحت ليه علاقاته اللي هترشح أسامينا للمشروع.
صمتت لا تعلم كيف تقول هذا السؤال لكن لابد منه.
سالي: بصي ياسما أنا أسفه بس انتي هتكلمي وتتجوزي ازاي من غير ورقة طلاق رسمي، أسفه تاني حبيبتي.

عقاب بلا ذنبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن