21 - الإمتحان

71 3 0
                                    

عيونها صرخت طالبتا المساعدة، لكن لم تقابلها سوى عيون قرمزية باردة و مخيفة، بعد ثانية تلك العيون الباردة أصبحت دافئة و وجهه المخيف أصبح لطيفا ، و أحست بيدين قويتين و دافئتين تضغط على يدها الصغيرة

" كل شيء سيكون على مايرام، كافحي و مزقي الخيوط التي تقيدك"

* زفير*

الأنفاس المكتومة بصدرها خرجت أخيرا و اختفت الزرقة عن وجهها ، بعد أن عاد تنفسها لطبيعته تنبهت أن الفتى الذي يفترض أن يعتذر لها يمسك بيدها، و عيون الجميع تكاد تخرج من مقلتها دهشة للتغير السريع في الأحداث

وجهها الذي كان أزرقا منذ لحظات أصبح أحمرا ،لتسحب يدها صارخة

" كيف تجرؤ أن تمسك بيدي و للمرة الثانية "

" المرة الثانية، أول مرة التقينا كنت وسط الطريق مغمورة بالحقائب التي تطايرت من مفتاح المكعب، و أنت تصرخين طلبا للمساعدة، فكيف يفترض بي غلق دائرة المفتاح دون الإمساك بيدك"

" أنت لم تمسك بيدي و حسب، أنت أخذت حقيبة الأعشاب خاصتي "

" عندما يقوم شخص بمساعدة شخص آخر فإنه إما يقوم بشكره أو مكافأته، أنا لم أسمع كلمة شكر ، كل ما سمعته هو نبرتك المتعالية.......أنت قلت خذ الحقيبة........ و أنا اعتبرتها مكافئتي، لو علمت أن مساعدة شخص قام بخطأ فادح كحجز....."

" أنا آسفة"

صرخت الفتاة بأعلى صوتها لتقاطعه، فوق كل الإحراج الذي تعرضت له اليوم آخر ما تريده هو أن يسمع الناس بقصة سجنها لكائن حي داخل المكعب الفضائي، فلا يوجد أحد غبي كفاية ليرتكب خطأ كهذا

"أنا آسفة كل ما حدث كان سوء تقديري للوضع ، دعنا ننسى الموضوع، أيها الحارس أنا أسحب دعواي"

غادرت الجميلة المكان تاركتا الجميع في حيرة ،التفت جين إلى الحارس الذي كان يشعر بالإحراج أكثر من الفتاة ،فالوضع الذي هو أشبه بشجار العشاق جعله يخسر ماء وجهه بالطبع جين لم يكن ليشفق عليه.

"أنت سمعت الإعتذار الذي أردته، فتوقف عن إضاعة وقتي و ........"

أشار له بيده أن ينقلع ، و عاد إلى مقعده يستأنف عمله، الحارس و صل غضبه إلا أن خرج الدخان من أذنيه فالشيطان أبيض الشعر لم يفسد فرصته للحصول على بعض المال فقط بل قام بإهانته أمام الجميع.

و رغم كل هذا فهو غير قادر على لمسه بعد أن سرق اعتذارا من صاحبة الشكوى، لم يكن أمامه سوى الانسحاب في صمت، لكن عيونه كانت تؤكد أن لقصة اليوم بقية.

انتهى جين من كسر أختام كل اللفافات ، كان يشعر بالإرهاق و التعب، تذكر غرفته البسيطة التي استأجرها فشعر ببعض الندم

' ربما كان عليه اختيار غرفة أكثر راحة '

"أنت مذهل، أنت بالفعل بطلي، أنا لم أرى مثيلا لك"

The great ball master حيث تعيش القصص. اكتشف الآن