الفصل الثاني

243 6 1
                                    


كان صباح الجمعة حيثُ العطلة والسعادة الأبدية... وبينما كنتُ أضع ماسك الأريغان على بشرتي مع كوب القهوة الحلوة...
صوت الباب، كان ساعي البريد يحملُ بيدهِ صندوق احمر صغير، بدا اسمي جميلاً وهو مكتوب عليه بـالخط الديواني،
قبل أن أفتحهُ رنَّ الهاتف...
كان مسج على بريدي!
" سيدتي ليان، منذ ذاك اليوم وقد أضعتُ شيءً ثميناً يخصني، كان قد تركتهُ معك من دون علم، اليوم أنا امشي بدونهُ وكأنني رجلٌ مجنون، أرجوكِ انتبهي لهُ... بالمناسبة عرفتُ انكِ تحبين كل ما هو فضّي، لذا أرسلتُ لكِ عالم فضّي صغير...
مُراد "
إنهُ هو! ولكن ما الذي يعنيه؟، لم افهم او في الواقع لم أود أن اذهب بخيالي بعيداً.
فتحتُ الصندوق سريعاً، كانت قلادة ناعمة جداً في حجمها و لكنها تحوي العالم داخلها، كُرة أرضية مُصغرة.
اتصلتُ بـليلى وجاءت على الفور...
- ليلى ماذا يقصدُ بهذهِ الرسالة؟ واضح ان مُديرك يحبُ لعبة الألغاز!
- يا محظوظة الرجل يحاول التواصل معكِ، كوني مستعدة لهُ.
- ماذا؟ وكيف أكون مستعدة؟
- اممم، حضّري بدلة الزفاف!
قالتها وهي تصرخُ في وجهي ضاحكة.
- يا غبية لا اعلم لماذا اتصلتُ بكِ اساساً!
أجبتُها والصدمة أكلتْ نصف وجهي...
كان ينتظرُ مني جواباً لذا لم اكن أستطيع ان اجعلهُ ينتظر أكثر...
"سيد مراد، اهلاً بكَ
اشكركَ على هديتكَ لقد أذهلتني حقاً، و لكن لم افهم ما تقصدهُ حول الشيء الذي تركتهُ معي، اعتقد انها أُحجية!"

"سررتُ كثيراً لإنها أعجبتكِ، كانتْ شعور مُصغّر حول ما عشتهُ ذاك اليوم، أما بالنسبة للشيء الذي أضعتهُ إنهُ ليس أحجية بل اكثر الأشياء حقيقة"

"حسناً، ما هو ذاك الشيء وكيف لي ان أُعيده؟"

"ستعرفين قريباً"

صباحاً، ركنتُ سيارتي في مرآب الشركة ونزلتُ أتمشى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

صباحاً، ركنتُ سيارتي في مرآب الشركة ونزلتُ أتمشى... فجأة، كان صوتهُ:
- يبدو عالمي جميلاً في عنقكِ.
إستدرتُ لأرىٰ خلفي وإذا بهِ يقفُ تلك الوقفة الواثقة وهو يضع يدهِ اليُمنى في جيبهِ واليُسرى رفعها وأشار إلى القلادة التي في عنقي...

اللعنة كيف رآها!، وما الذي يفعله هُنا؟
استدرك قائلاً:
- انتِ في اجازة اليوم، مُديركِ السيد حازم صديقي وإستأذنتهُ لـخروجكِ من اجل عملٍ ضروري معي
- ماذا؟ وما العمل الضروري!
- إركبي وستعرفين.
- أين سنذهب سيد مراد؟
- هل بإمكانكِ ان تكتفي بـمراد فقط؟ ثم سنذهب إلى البحر
- البحر! ماذا سنفعل هناك؟
- سنغرق...
أجابني وهو يقتربُ مني.

لماذا هو واثقاً إلى هذا الحد، هل لأنهُ رأى القلادة في عنقي فـاشتعل له الضوء الأخضر!
ولكن لماذا أسير معهُ بدون قول لا!، رُبما لأن البحر نقطة ضعفي؟ أو رُبما هو ضعفي!

كان الشتاء يودّع السماء حيثُ الشمس مُشرقة بخجلٍ مع نسيم الهواء الذي يُخبرنا ان الربيع يدّقُ الأبواب، جلسنا على صخور الساحل الرمادية وأمامنا البحرُ الكبير وتلك النوارس البيضاء التي تُزّين البحر كـالجواهر اللامعة...

- ليان.. لماذا تُحبين البحر؟
سألني مراد مُقاطعاً لحظات تَأمُلي.
- لانه أنا.
- حقاً؟ كيف ذلك؟ 
- في كل مرة انظر فيها إلى البحر أرى القوة في أمواجهِ رغم إنها من ماء فقط! واتعلم ان القوة تكمن في الاشياء الصغيرة التي تملأ جوفنا فتحركنا نحو العظمة أو الظلمة.. أرى اللانهاية في إمتداد عالمهِ، ذاك العالم الغامض الذي يُخفي الكثير بـداخلهِ حتى تغوص بهِ ورُبما لا تصل إلى نهايتهِ، أتعلّم بذلك إننا ومهما كُنّا صادقين يجب أن يكون هناك جزء غير مكشوف منّا نلوذ بهِ حين تهب عاصفة الحياة...

- اوه، لقد كان خطابٌ جميل... ولكن نسيتي شيئاً!
- ما هو؟
- إنهُ يُشبهكِ أيضاً في سِحركِ، كبيرٌ يلمع كهذه العيون النقية، أمواجه كتمّوج الحرير المُنسدل على كتفكِ... انتِ اجمل من البحر.

 انتِ اجمل من البحر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
عالمي في عنقكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن