-إحتِضَار..

426 19 11
                                    

الثاني عشرَ مِن ديسمبر للعام الثامن عشر بعد الألفين

٣:٢٨ صباحاً

فِي كُل مَرةٍ أعودُ لِلكتابةِ فِي مُذكراتي مثقلاً مِن الحُزن أُفرغُ كُل ماأشعُر بِه فِي بَياض الورق..أُعَكر لَونها بِحُزني وَ شَوقي لَكنها ايامٌ مَعدوده لا بأس بِقليلٍ مِن البَأس..

....

أتَى طائرُ الأمل لِيحلقَ بي وَ لكن أحببتُ جَاذبية الحُزن لي..

جَميلٌ أنني أستطيعُ البكاء لخمسِ ثوانٍي دُون صَوت..

لا أحد ب؛إنتظاركَ سِوى نَفسك تنتظِركَ حتى المَوت..

إبقى بِقُرب الموسِيقى فَالاوغادُ لا يقتَربوا الموسيقى..

إن كانت الروحُ هي المُتعبه فَلا فائده مِن النَوم..

والغريبُ فِي الأمرِ أنني لَم أعد اشعُر بالألم..

هُنا فقط يُوجد ركامٌ مِن الفراغِ وظلامْ..

هل هُناك فرصةٌ أُخرى لِلمحاوله أم أن الامر قَد إنتهى؟!..

أَتذكرُ جَيداً حِين كُنت فِي صَفي الأول وَ أضَعتُ قَلمي أَخبرتُ المُعلمه باكياً وَ قالت "لِماذا لَم تَضِع معه؟!" وَ لَيتني أستَطيعُ الضَياع..

أَصبح العالمُ بَشعاً فِي نَظري كَ؛فِيلم مُستهلك يُكرر دُون ملل المشاهدين، أصبح كُل شيءٍ مألوفاً.

أتسائل مَتى سَينتهي كُل هذا؟
يدكِ كانت سَتُنهي كُل تِلك الحَرب..
قُبلة منكِ تُنهي الخَوف..
إبتسامةٌ منكِ وقد رَضيتُ بِبؤس الحياة..

سَيمضي كُل ذلك سَيُحتضر..

لازلتُ أرسلُ رسائلي على ذاتِ العنوان وَكُل مرةٍ أقول أنها آخر رساله أكتُبها لكِ، إمتلأ صُندوق رسائلكِ اليوم ألن تَعودي لِقراءتها؟!.

كَلماتٌ مُبعثره لا أعلم كيف تنصاغ هكذا ولكنها مُرتبطه بِبعضها

لازلتُ أُحارب ذلِك الألم بِكُل مَاأملِك فِي كُل مرةٍ أسقُط مُتعباً مُنهكناً أتَذكرُ إبتسامتكِ وَأُعاودُ الكفاح وَكَ؛أني لَم أسقط ابداً 

"وداع"
فِي أخرِ السرداب ضِياء أمل.
غَرستي سُنبلة الحُب فِي أيسر صَدري وَ سَقيتِها فِراقاً..

عَادت ذاكِرتي أدراجها لِلماضي حيثُ كُنت أسترقُ بَعض الوقت فِي الساعه الثامنةِ صباحاً لِرؤيتكِ فقط أَتي مُتشوقاً، أُفكرُ يَاتُرا أي فستانٍ سَترتدينهُ اليوم؟! أيُ لونٍ سَيكون؟!.. أَتُضفرين شعركِ أم تَركتهِ منسدلاً تداعبه نسمات الهواء

في صباح يومٍ رأني ابي وانا اُراقبكِ اتذكر كَلماته وهو يُوصيني أن أُركز على عملي وأن لا اهرب لتلك اللحظات فالندم يقتل او الانتظارُ يُميت ابقى كما انت يابُني لا تَقع في غلبه الحُب فلا طريق للخروج منها إما سعاده ابديه وإما حُزن وحَنين أبدي..

والأن افكر بِقول أبي كم كان مُحقاً..

بعد تفكيرٍ طويل قررتُ ان أترك كل هذا الحزن أن أُعطي نفسي فجوه أتنفسُ منها وَ اقرب فجوةٍ كَانت هي أن أدعوا اللّٰه..

٤:٢٣ صباحاً

فِي كُل صَباح كُنت أتداركُ بِه ثَغركِ الباسِم أجهَل كَيف لكِ أن تَكوني بِهذا الأمل؟! كَيف لِجسدٍ هَزيل أن يَحمل كُل هَذا؟!

....

صَوت الأذان..سَكنت الطمئنِينةُ قَلبي..خُطواتٌ تَقودُني نَحو المسجِد، تَوضأت، خَطت قَدمي أول خُطوه، صَليت صلاه الفجر، دَعوتُ اللّٰه أن تَعودي، خَرجتُ مُطمئناً

مُطمئنٌ بِأن اللّٰه المُدبر، مُطمئن بِأن اللّٰه سَيستجيب..

إستَحل النعاسُ عيّناي عليّ النَوم...

عبّر..

عُتم..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن