(14)

4.5K 169 12
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

صعد كلًا من أدهم وزينة لغرفتهما في الفندق، كان بالطبع أدهم يحدث نفسه، يود لو يفجّر كل ما حوله من شدة غيظه وغيرته فظل ذاهبًا آيبًا بداخل الغرفة يشبه الأسد الهائج داخل قفصه.

حتى جاء وقت الغداء هبطت زينة من غرفتها بشكلها المتألق وغير متكلف إلى المطعم في البوفيه المفتوح لتتناول وجبة غداءها.

أخذت طبقًا، ذهبت بين أصناف الطعام الموجودة تختار من بينها وتضع في طبقها مثلها مثل كل من حولها، وفجأة وجدت أدهم جوارها يهمس إليها دون أن يلاحظه أحد وكان أيضًا يحمل بطبقٍ يضع فيه ما سيتناوله.

همس بغيظ شديد: ممكن أفهم إيه اللي بيحصل بالظبط؟!

أجابت دون أن تلتفت إليه ناظرة إلى ما تفعله: بتتكلم عن إيه بالظبط؟!

- عن التافه ده أبو عيون ملونة. 

كتمت ضحكها بالكاد وأهدرت بلامبالاة: إمممممممم! وهو عمل إيه نرفزك كده؟!

- ضحك ومرقعة وهيء وميء. 

- أنا ماعملتش حاجة غلط. 

- كونك بتضحكي ليه و مدياله وش، فده أكبر غلط ارتكبتيه. 

- مالكش دعوة. 

تركته وذهبت لتجلس على إحدى الطاولات، جاء خلفها وجلس أمامها، ما أن بدأ يتحدث حتى جاء طوني، واستطرد: هاي داليا! 

- هاي! 

نظر طوني ناحية أدهم وتسآل: مين بيكون حضرته؟!

رفعت كتفيها أن لا تدري قائلة: طلب يقعد فسمحت له.

تطلع طوني حوله وأومأ مردفًا: فعلًا اليوم المكان زحمة كتير. 

ثم جلس وابتسم لأدهم وتحدث بالإنجليزية: مرحبًا.

فأجابه بلغة غير مفهومة، تعجب طوني، نظر ناحية داليا قائلًا: كيف تواصلتي معو؟! لغته غريبة ومو مفهومة أبدًا، يا لطيف!

- اتكلمت انجليزي، على أدي يعني، ولحسن حظي إنه مش بيعرف إنجليزي إلا مكسر. 

ضحك طوني وداليا، ثم قال طوني: يبقى نحكي ما بدنا، هو ما راح يفهم شي. 

ضحكت داليا بشدة لدرجة أنها كادت تسقط أرضًا من كثرة الضحك ثم اعتذرت لطوني، وطوال الوقت لم يصمت طوني عن حديثه ولا مزاحه ولم يتوقف ضحكهما نهائيًا.

بالطبع أدهم يسمعهما، يعي كلامهما جيدًا، غضب أكثر وأكثر، زاد حنقه للغاية، قد لاحظت داليا ذلك وقد أعجبها كثيرًا فلم تلقي له بالًا، استكملت حديثها مع طوني حتى بدأ أدهم يدق في الطبق من شدة غيظه وهو يأكل، فلفت ذلك إنتباه طوني، فتسآل بدهشة: مالو هالشاب شو به؟! مجنون ولا مريض نفسي!

(يا أنا يا أنت)         By:Noonazad.   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن