(الأخير)

7.1K 238 100
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

أُفيقت زينة بسكب كميات من الماء عليها، كما ظنت هي، ما كادت تفتح عيناها حتى أمسك بها عزيز والآخر يتناوبان عليها الضرب والتلكيم، لم تكن قد استردت وعيها بالكامل فلم تستطيع المقاومة ثم ألقاها على الأرض وتركاها.

بعد مرور بعض الوقت بدأت زينة تستعيد وعيها تدريجيًا لكن تشعر بآلام من هذا الضرب المبرح، كانت تتلفت حولها لتكتشف المكان، لم يكن سوى مخزن قديم يحتوي على عدد من الصناديق الكارتونية والخشبية التي لا تعلم محتواها وملقاة بإهمال، لكن المكان حقًا قذر.

نظرت في ساعتها فلم تجد وقتًا طويلًا قد مر منذ خروجها من البيت، إستنتجت أنها لم تبتعد كثيرًا، مكانها قريب، حاولت الوقوف والحركة بخفة دون إحداث صوت وهي تتلمس شفتها السفلية شاعرة بذلك السائل الدافيء، على الأغلب هو دمها، قد نزفت وأيضًا أنفها، مسحت هذه الدماء بطرف كمها، لكنها تشعر كأن جسدها به إحتراق خاصةً بشرة وجهها.

اقتربت من الباب تتصنت على ما يحدث بالخارج لكنها تشم رائحة غريبة حاولت تبيّنها، إنها رائحة كيروسين لكن من أين تأتي تلك الرائحة؟!

مهلًا!

إنها هي مصدر هذه الرائحة! إذن ما سكبوه عليها منذ قليل لم يكن سوى كيروسينًا، سمعت أنهم سيغادرون المكان وأن الرجلان الكبيران سيتحركان إلى المطار فورًا، إذن سيحرقون المكان بما فيه!

فكرت زينة سريعًا في طريقة للحاق بهما وإنقاذ نفسها والتخلص من هذا الكيروسين، عليها ألا تدعهم يهربون هذه المرة أيضًا.

اتجهت تبحث أولًا في هذه الصناديق لترى ما فيها ربما شيئًا يساعدها، لاحظت حقيبة صغيرة جوار الحائط، فتحتها بهدوء، وجدت داخلها ملابس رجالية ظلت تنظر نحوها قليلًا شاعرة بتقزز لعدم معرفة هويتها و مصدرها، لكن لا بديل لها فعليها نزع تلك الملابس المشبّعة بالكيروسين.

بدّلت ملابسها بسرعة واحتراس، أخذت شالًا وربطته فوق شعرها بعد أن قعصته للخلف، لثّمت وجهها، ثم تحركت بخفة نحو الباب ممسكة بسيخٍ من حديد كان ملقى على الأرض.

سمعت صوت أحدهم يقترب، اختبأت خلف الباب حتى دخل، ضربته بقوة على رأسه فسقط أرضًا فاقد الوعي، انحنت نحوه بحذر وأخذت سلاحه.

سمعت صوت أقدام أخرى قادمة بعد صرخة هذا الذي ضربته ففعلت به مثلما فعلت بالأول.

انتظرت قليلًا ثم تلفتت قبل أن تخرج من الباب وهي تتسمّع إن كانت هناك صوت أقدام أخرى، خرجت ولا تدري لأي إتجاه تتجه.

سمعت صوت أحدهم قادم، اختبأت خلف أحد الأعمدة حتى مر من أمامها فضربته على رأسه فسقط، انتظرت قليلًا فأتي غيره، فعلت مع كلٍ منهم نفس الشيء، ظلت منتظرة حتى لم تعد تسمع أي صوت لأحدهم.

(يا أنا يا أنت)         By:Noonazad.   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن