(3)

7.8K 218 26
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

بعد أن جرى أدهم هاربًا من وجه داليا، وصل إليهم كانوا يضحكون عليه ساخرين منه، قد تكاثرت عليه تعليقاتهم اللازعة؛ قد أحرج نفسه بركضه، تسليته بخادمة... هكذا يظنون.

نظر نحوهم، ضاق من حديثهم، تركهم، انطلق بسيارته غاضبًا، لازالوا يعلّقون بسخرية وتعلو ضحكاتهم.

لا يدري أدهم لماذا ضاق صدره فجأة فقد إعتاد على طريقة حديثهما هذه منذ زمن، لم يكن يأبه لها كما لم يكف يومًا عن التسلية مع الفتيات،  كانت بالفعل تدمي وجهه وتشج رأسه خاصةً عندما تراه مع إحداهن.

هي التي رآها منذ طفولتها وهو يكبرها بأعوام، رآها تكبر يومًا بعد يوم، رأى عشقها له يكبر معها...
أجل يعلم بعشقها له وكل من يعرفهما يعلم ذلك، لكنه اعتاد على تركها والذهاب لأخريات لتضييع الوقت والتسلية الظريفة لكن دون تجاوز الحدود.

علاقتهما دائمًا هي أشبه بعلاقة القط والفأر المتلاحقين، بالرغم من أن ذلك يتعارض مع طبيعة عمله كضابط شرطة وأحيانًا يتنقل بين الخدمات.

لكن ما الذي حدث هذه المرة؟! لماذا تفاجأ بإعصار فجائي يقتحمه؟ لماذا شعر فجأة بالخوف عليها؟! رغم أنها ليست المرة الأولى لمشاركتها في عمليات ولا المرة الأولى في مشاكستهما التي لا تنتهي.

ظل شاردًا هكذا لا يدري ماذا جرى! لم يعد يفهم ذاته، أما عنها فقد دخلت غرفتها، أجهشت بالبكاء...
لمتى أيها المتبلد الأرعن تتسلى بي وتسخر مني؟! إلى متى يتبلد قلبك، لا تشعر بكل ذلك العشق الذي أضناني وكاد يفتك بي؟!
إلى متى أشتاق وحدي وأتألم من لوعة حبي لك؟! بينما أنت تلهو، تعبث بين هذه وتلك، تارةٌ مع السمراء، حينًا مع الشقراء، مرة مع الخمرية، وأخرى مع الصهباء.... آه منك يا قلب! قد كُتب عليك العناء.

مرت الأيام وداليا تقوم بعملها على أكمل وجه، أيضًا تراقب فتحية جيدًا، تلك المرأة الغامضة تشعر أنها تخفي الكثير فهي لن ترتاح لها منذ الوهلة الأولى.

أيضًا عزيز الأب تشعر نحوه بخطورة كبيرة، تشتم دائمًا من ناحيته برائحة الغدر والخيانة، لكنها حتى الآن تحسب حركاتها، تلاحظ بهدوء فمؤكد هي مراقبة دائمًا، عليها الحذر، هي في عُش الدبابير.

ذات يوم أرسلتها فتحية إلى السوبر ماركت لشراء بعض المسلتزمات، بالفعل قد ذهبت لأحدهم، اشترت بالفعل ما طُلب منها، شعرت منذ أن خرجت من الفيلا  بمن يعد خطواتها ويتبعها، كان المفترض أن تقابل شخصية مهمة وعليها أن تفلت ممن يراقبها، أخرجت هاتها المحمول الصغير، كان مجرد هاتفًا عاديًّا قديم.

فتحته أرسلت رقم ما إلى رقم هاتف غير مسجل بإسم، كأنها أُرسلت عبر الخطأ، بالطبع هي مجرد رسالة مشفرة بينها وبين ذلك الشخص الذي رد إليها الرسالة برقمٍ آخر.

(يا أنا يا أنت)         By:Noonazad.   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن