بقلم :نهال عبد الواحد
وصلت داليا إلى فيلا والد أدهم و أمجد، تسلقت السور الخلفي، تسللت دون أن يراها أحد، صعدت الشجرة التي تطل عليها غرفة أدهم لتترك فيها ما معها وتغادر فورًا، قفزت لداخل الشرفة، انتظرت قليلًا تتسمع بداخل الغرفة فلم تجد صوت فدخلت.
في تلك اللحظة كان أدهم يخرج من الحمام الداخلي لغرفته مرتديًا بنطاله فقط، عاري نصفه العلوي، يجفف وجهه بالمنشفة يبدو أنه كان يحلق ذقنه، لكنه ما أن نزع المنشفة من أمام وجهه حتى رأى من تتسلل خلسة دالفة ففزع فجأة، وصاح: بسم الله الحفيظ!
فزعت هي الأخرى، استطردت منتفضة: إنت إيه اللي جابك هنا؟!
أطال أدهم النظر فيها، تلفت حوله قائلًا ببلاهة: أقسم بربي إنتِ اللي جايالي وفي عُقر داري! خضتيني يا شيخة!
أجابت بإرتباك لم يعهده منها: مش قاصدي، بحسبك خرجت.
اقترب منها، كانت المنشفة على كتفيه، أكمل تجفيف وجهه مقتربًا منها، لازالت واقفة جوار باب الشرفة، خلفها الحائط حتى صار أمامها مباشرةً، قريبًا منها تمامًا، أسند بيديه على الحائط، صارت محاصرة بينه وبين الحائط.
نظر إليها بنظرة لم تعهدها منه من قبل، نظرة أربكتها، أسرت القشعريرة لسائر بدنها، شعرت بأن دقات قلبها قد تحولت فجأة لفرقة موسيقى شعبية (فرقة حسب الله).
حتى هو لم يدرك نظرته تلك، لم ينظر إليها هكذا من قبل بل لم ينظر بهذه النظرة لأي ممن كان يتسلى معهن، بل لم يكن ينظر نحوها قبل ذلك إلا بنظرة عابرة، لأول مرة يتعمق بداخل عينيها هكذا، بل تجرأ واقترب يتلمس خصلات شعرها هابطًا بطرف أنامله يتلمس وجهها، ذابت فجأة بين يديه مغمضة عينيها.
لكنها فجأة فتحت عينها فوجدته ناظرًا إليها مبتسمًا بسخرية، رمقته بغيظ، دفعته فجأة فكاد يسقط أرضًا فصاح فيها: يا بنت المجنونة!
فقالت بغضب: بتشتغلني يا أهبل!
ثم ركلته بقوة مغتاظة، أصابت فخذه فأهدر متألمًا: أهدا يا عم برعي!
- برعي في عينك!
فقهقه قائلًا: طب إهدي يا زينة خلاص بأه.
- بطل تتريق على أحسنلك!
قالتها متحفذة آخذة بيديها وضع إستعداد الضرب، اقترب منها، رفع يديه متأهبًا لصد أي ضربة منها: مش قصدي والله! أقسم لك! كل الحكاية إني إفتكرت إن الوش ده مش وشك الحقيقي، مافيش أي حاجة حقيقية غير عيونك و... وشفايفك..
وضع إصبعه على شفتيها، ابتلعت ريقها بهدوء، ناظرة إليه محاولة أن تتبين مدى صادقه أو عبثه! لكنها هبطت بعينيها متأملة صدره العاري مع ذراعيه وما فيه من عضلات ربما لم تكن بالعملاقة لكن شكلها يبدو رائع، انتبه لنظراتها فضحك، انتبهت لضحكه، همت تدفعه من جديد لكنه أمسك يديها ثبتهما على الحائط خلفها، صار أكثر قربًا، همس بين شفتيها: تعرفي إنك وحشتيني أوي.
أنت تقرأ
(يا أنا يا أنت) By:Noonazad.
Misterio / Suspensoصديق دربها وكبرا معاً وكبر معها حبها له ، لكنه لم يراها يوماً أو يشعر بها بل إكتفي بتسلياته مع فتيات أخريات برغم إختلاف طبيعة عمله فتحولت العلاقة بينهما لتحدي ٍ وحربٍ ناشبة دائماً ولا تهدأ..... لكن...... April, May 2019 #NoonaAbdElWahed #Noonazad ا...