(9)

5.4K 183 24
                                    

بقلم : نهال عبد الواحد

ظلت داليا تلبي لرانيا كل طلباتها، كانت حقًا جدار حماية بينها و بين فتحية دون أن تبدي ذلك.

لم تكن رانيا تخرج سوى إلى الحمام لتقوم بأعمال العروس من حموم، أقنعة تجميلية وخلافه، هاهي قد أحضرت فستانها وصار كل شيءٍ علي مايرام، لم يتبقى سوى أن ترتدي فستانها وتقوم داليا بزينة العروس، قد فعلت فأخرجتها عروسٌ رائعة.

كانت داليا ترتدي ملابس عادية فهي مجرد خادمة، لكن رانيا أصرت أن تعطيها فستان لترتديه بسرعة قبل أن تُزف العروس فما كان لها إلا أن تبدل ملابسها سريعًا في الحمام خاصةً وأن اليوم كل من يخدّم في الحفل عدة نادلين مستأجرين للحفل.

بالفعل خرجت داليا مرتدية فستان أحمر قصير حتى الركبة،ضيق، مفتوح من الصدر بفتحة سابرين متسعة قليلة، الفستان بالكامل مشغول بالجبير، مفرّغ الأكمام والظهر، لم يكن هناك وقت لفعل المزيد فجمعت شعرها مسرعة مع القليل من مساحيق التجميل، كأنها قد نسيت نفسها أنها داليا وليست زينة!

بدأت الزفة، جاء العريس، دخل لعروسه، قبل جبهتها ثم تأبطتها وحولهما والديه و والديها ويحيى خلفهم قليلًا  مع عدد من أصدقاء العروسين، عن بعد كان أدهم والذي طل ببدلة رمادية نظر إلى تلك المرتدية الفستان الأحمر، تزرغد، تتراقص، كأنها قد نسيت كل شيء وعادت فجأة لطبيعتها كزينة.

جذبها أدهم من ساعدها يؤخرها عن الزفة قليلًا فانتبهت إليه قائلة بدهشة: في إيه؟!

- إنتِ نسيتي نفسك!  إزاي تظهري كده؟!

إتسعت عيناهاوكأنها انتبهت فجأة وأهدرت ببلاهة: هه!

- ما كانش المفروض تطلي كده، ملامحك قربت من زينة أوي، ماما وأمجد هيعرفوكي، وكمان مامتك وهند...

إبتلعت ريقها بصدمة واستطردت بصوت متحشرج: إيه؟! هم هنا! 

أومأ برأسه أن نعم، لمح تلك الدمعة المتعلقة بأهدابها تجاهد معها حتى أخيرًا تحررت فارة إلى وجنتها،  اقترب منها مادًّا يده، مسحها بهدوء هامسًا: لا.

التفتت إليه مستفهمة دون أن تعقب، فقال: مش عايز أشوف دموعك دي، العيون دي تفرح وتبتسم و...  وممكن تتشاقى...

تعجبت منه رغم تأثير كلامه عليها لدرجة كبيرة فأهدرت: مالك يا أدهم؟!

- مالي!  لوحتيني، معجب يا ستي، طالعة زي القمر، مش واخدة بالك ولا إيه؟! 

كان يتحدث بوله لم تعهده منه مما تسبب في رجفة فجائية تسللت لجميع أوصالها، لكنها قررت الإحتفاظ بصمودها أمامه قائلة: طبعًا واخدة بالي، وطول عمري كمان.

إبتسم بمشاكسة وتابع: يبقى لازم تختفي عن عيون الجميع...  عشان المهمة يعني.

اغتاظت منه وأردفت بثبات: واضح إن مفيش غير الحل ده. 

(يا أنا يا أنت)         By:Noonazad.   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن