(10)

5.3K 181 14
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

ما أن سمع أدهم من فتحية أن داليا قد سقطت على قدمها حتى انخلع قلبه، تسلل من بينهم باحثًا عنها في لهفة ليطمئن عليها.

كانت داليا قد أبدلت ذلك الفستان بملابس بسيطة تناسب الخادمة، مسحت ما في وجهها من مساحيق تجميل، جلست على سور النافذة، شردت، تارة في أمها وأختها القريبتين منها ومحرّم عليها رؤيتهما، تارة في أدهم الذي تبدل حاله معها وتغير كثيرًا وأخيرًا بدا عليه العشق.

وصل أدهم إلى غرفة داليا، طرق الباب، دلف فالتفتت نحو الباب الذي يُفتح وهي تهبط من على النافذة.

دخل أدهم ، أغلق الباب خلفه، أسرعت نحوه داليا، صاحت:إيه جابك هنا؟! إنت اتجننت!

أ-من جهة الجنون فاتجننت بيك، لكن انشغل بالي عليكِ أوي خصوصًا بعد ما عرفت إنك وقعتي على رجلك، بس إنتِ كويسة، صح؟!

- دي مجرد خدعة عشان فتحية ما تنادينيش وتطلب مني أي شيء.

- كل خدعك إصابات!

- مش مهم، المهم امشي دلوقتي حالًا، لو شافك حد هنا هيفهم غلط.

نظر إليها بنظرة عاشقة، اقترب منها في خطواتٍ متباطئة بينما هي تبتعد للخلف حتى اصطدمت بالحائط من خلفها، حاصرها كعادته مؤخرًا بين ذراعيه.

أهدرت بصوت متحشرج: أدهم! من فضلك، ما يصحش كده!

اقترب أكثر حتى تخالطت أنفاسهما ولازال يتفحص وجهها وهي تتنفس أنفاسًا متلاحقة، تتسارع ضربات قلبها ولم يكن هو أقل حالًا منها، فقد كانت هيئته كأنه يلهث بعد ركضٍ طويل.

لكنه فاجئها بأن دفن وجهه بداخل شعرها المنسدل، أسند بذقنه على كتفها، بخده على رقبتها، شعرت بأنفاسه الدافئة تلك في رقبتها وعلى كتفها وبتلك الذراعين تطوق خصرها، ازدادت أنفاسها ملاحقةً، لكنه بدأ يهدئها، ربت عليها، مسح على شعرها برفق ولين، بالفعل بدأت تهدأ وتستكين بين ذراعيه فسندت برأسها على رأسه.

همست: كأنك جيت في وقتك!

-عارف إنك مشتاقة زيي تمام.

دفعته على فجأة وضربته في صدره بكلتا يديها فآلمته قليلًا، نبس بتألم: إيديكي تقيلة يا غبية!

- أهو إنت، مش قادر تفهم قصدي! أنا تعبانة ومخنوقة من ساعة ما عرفت إن ماما وأختي هنا وانا مش قادرة أقابلهم ولا حتى أشوفهم، لدرجة إني حسيت بـ.....

قاطعها واضعًا إصبعه على شفتيها قائلًا: شششششششش ! إياك تقولي كده تاني! أمال فين قوتك وإصرارك؟! فين تخطيطك؟! دي مجرد إختبارات وعليكِ الصمود أدامها واجتيازها بنجاح، رغم إني عارف صعوبة المهمة وسط ناس لهم معرفة عائلية لكن....

- مخنوقة أوي ونفسي أعيط، بس دموعي متجمدة.

- مااحبش أسمع الكلام ده منك يا نوني.

(يا أنا يا أنت)         By:Noonazad.   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن