مفترق طرق مؤلم جزء 1

12.5K 803 116
                                    

" محبوسا بهذا الحب وقعت، وقعت داخلك و انا احلم بلقاءنا، احلم باليوم الذي ارانا انا و انت واحدا... خلقتي مني وحشا كاسرا، ام انك جعلتني عليك عبدا...
فسرتي ثورات حبي بالجنون...
و انا كنت لبحرك زبدا "

فتحت عينيها على صباح يوم جديد جديد، او لربما انه كان الليل،    و هي حائرة في غياهب القصر المضيء، اغمضت عينيها للحظات ثم عادت اليها ذكريات كانت قد نسيتها للحظة،  معها ، كان كيم تايهيونغ معها طوال ذلك الوقت ، احمر وجهها خجلا متذكرة تذمره و شتائمه، ثم تسائلت بنفسها هل كان دائما يشتم يا ترى؟ لكن هناك عادة لديه، عندما يكون غاضبا لا يمضي الليلة معها، بل يختفي اختفاءا بعد ان يأخذ ما يريده، الا ان اليوم كان اسثناء، لم يغادر الفراش بل كان الى جانبها، لطالما ادعت النوم و هي تراقبه و لذا فانه  لم يغير حركته او لعله كان يدعي انه لا يلاحظ ليستمتع بعينيها التي تلاحظه، فكان هناك مستلقيا على ظهره يده مطوية مظهرة عضلاتها و رأسه متكأ عليها، عاري الصدر و يراقب السقف بانتظام، عيونه غاهبة ودت لو ترحل من وجهه و تلتسق بالسقف ان كان ذلك ممكنا، هائما بالدنيا و الحزن بادي على وجهه الوسيم، مهما فعل الدهر به يبقى ذاك الوجه ملائكيا يبعث للنفس رغبة اخرى ، كان هدفها ان تستميله، تجعل قلبه ينحاز لها و لو قليلا لعله يدعها ترى ملاكها الصغير، لكن هل لربما هي من مال قلبها و ليس العكس؟ لانها للحظة منذ مدة تناست ان لها ابنة صغيرة و غاصت في عالمه، عالم زوجها و ذرفت دموعا لم تتأكد ان كانت ندما او شوقا على فراق طال، ام انها احساس بحب ضائع ليس منه مطال...

كان الغضب واضحا عليه فلو انه كان سعيدا لاسترق ولو نظرة او قبلة او حتى ابتسامة اليها  الا ان كل شيء كان مبهما... لماذا؟ الم تغضبه سابقا؟ الم تفعل اسوأ؟ هل يكره الأطفال لتلك الدرجة؟

تنهيدة كبيرة ثارت بين شفتيها و سولت له ان يستقض من احلام يقضته فاستدار اليها و اصبحا متقابلين...
ينظران الى بعض كدميتين موضوعتين جنبا الى جنب لكن بدون مشاعر تتكلم، فقط العيون تشتاق من احد و عيون تعاتب من احد آخر،  حنت بنيتاه للحظة و بان عليها صوت زوجها الذي اشتاقت له ، حتى  ان يده رجفت و هي تتحكم بنفسها محاولة لمسها، الا انه عاد لجفاءه و استقام قائلا بنفس حاد

" استحمي و خذي قسطا من الراحة، ستأتي الخادمة بطعامك "

ارتدى قميصه الذي رماه ارضا و حمل نفسه مغادره

"انتظر! "

كلمة غادرت ثغرها في حين يدها نادت اكثر و فعلا توقف لكنها لم تجد ما تقوله له، ليس الآن لم تعد هناك قدرة  للقول

" لا شيء "

قالت بعد ان زفرت يأسا

" اياك و مغادرة غرفتك مجددا "

قال بصوت اقل حرصا عن ما سبق و كأنه يندم عن كل حرف يخرج من فمه  .. خرج بعدها و لم يعد اطلاقا بل لم يدخل تلك الغرفة غير الخادمة و لمدة اسبوع لم تتحرك تلك المرأة من غرفتها. شعرت انها عادت لتلك الأيام عندما كان يحتجزها بغرفته، لكن الأمر مختلف عن ذلك بل مختلف جدا، لم يعد هناك اي مشاعر  وراء هذا الاحتجاز، و كأي سجين شعرت بالوحدة تغمرها و ببرود شديد يلفها، كارنب في قرية جليدية بدون اي احد ليدفئه..

متملك || KTH مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن