CHp 2 : لقد عَلقنا !

2.1K 175 11
                                    

حُسم الأمر بالفعل ، ولم يَكُن لها بدّاً من المُعارضة ، بل فعلياً هي ليس لها حق فعل ذلك مُذْ قبلت أن يشرف بنفسه علي رسالة تخرجها ، كانت علي عِلم مُسبق بحتمية وجود زيارات للآماكن الأثرية ؛ ليكون البحث أكثر جدياً وقائماً علي أساس مُـؤكد وواقعي ومَلموس ، ليس علي بضعة أبحاث مَشكوكة المصدر .

حزمت أمتعتها بناءاً علي طلبه وانتظرته في محطة القطار ؛ ليشرعوا في رحلتهم الي منطقة غير معروفة تم اكتشاف بها قطعة أثرية ثمينة مُؤخراً ، والتي آثر قصدها لندرة الأبحاث عنها ولأنه وجد بأنها فرصة الأحمق فقط من يولي لها ظهره ، هي حقيقتاً لا تعلم ماهيتها للتشديد من نشر الصور حولها لا تعلم لمّ ! فضلت أن لا تُهلك ذهنها في الإجابة عن ذلك السؤال الذي يجعلها ترتاب مِمّا هو مجهول ومما هي مُقدمة علي فعله ، فعندما قررت البحث عن تلك القطعة الأثرية تقافزت بعض الإشاعات علي شاشة حاسوبها وكُلّ منها تختلف عن الأخرى ، فلاينفك كُل شخص يضع لمسته مُضيفاً للإشاعة خرافة أغرب من التي سبقتها .

تثاءبت بخمول وعاتبت نفسها علي عدم أخد قسط كافٍ من الراحة بسبب نخرها المُتواصل في الموضوع وحماستها الممزوجة بتوجسها من تلك الرحلة الغامضة !
كادت جفونها تنطبق لولا أن سمعت صوته يصدع في المكان مُستأنفاً بهدوءه المُعتاد :
- القطار سيفوتكِ أيتها الكسولة !

انتفضت من مجلسها علي أثر صوته وجاهدت علي فتح أعينها لتحدق به بإبتسامة بلهاء :
- أستاذ ' بيون ' ! لقد أتيت .

تحرك لتتبعه نحو القطار وهو يلوي فمه ساخراً مردفاً :
- بل هذا شبحي أرسلته لكي يصطحبكِ !

فضّل اتخاذ مقصوره خاصة ، فالطريق طويل بالفعل ولا يريد أن يُرهقا قبل إنجاز أي شيء مما جاءوا من أجله ، تنهد وهو يراها نائمة بعمق وكانها لم تنم منذ أسابيع !
ثم أخرج كتاب قد إشتراه ليكون دليلاً لهم وشرع يقرأ فيه بصمت .

تمطت بذراعيها وهي تفتح عينها ببطء ورمقت المكان حولها بغرابة وشعورها يتأرجح ما بين الخوف والتيه وما لبث أن اتنفضت من مكانها مُتلفتة حولها بحركات شبه مُتشنجة ، لكن ثوانٍ وقد هدأت حركتها عندما التقطت أُذنيها صوته الهاديء يقول ومازالت أنظاره مُسلطة علي أوراق الكتاب :

- لمْ تخطفكِ عصابة لتبيع أعضائك بالطبع يا مُغفلة !

شعرت بوجنتيها تحترق فهو بكل سهولة أفصح وفضح أفكارها السخيفة بدون عناء يُذكر ، ابتسمت بحرج ثم أزاحت تلك الخصلات التي شوشت رؤيتها وهي تهمس بخجل بينما قد تعلقت أنظارها بوجهه ذو الملامح الجامدة :
- كيف عرفت بما أفكر ؟

هربت منه بسمة صغيرة ليرفع وجهه متطلعاً لهيأتها المُتحرجة قائلة :
- ليس بالصعب ان أخمن فيما تفكري .

حلم جوسون || B.B.H.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن