CHp 4 , p1 : عودة الأمير

1.3K 173 19
                                    

فور ما وصلوا إلي السُلطان ' كيم جون ميون ' ووقفوا أمامه ، تقدم القائد ' لي وونج ' لينحني له احتراماً ويهتف لينبههُ بوجودهم :

- أيها السُلطان ! لقد وجدنا هاذين الشخصين علي حدود المملكة .

اشار لهما بعينه ليتقدموا للسلطان ، وما إن فعلوا حتي انتفض من مكانه يصيح بفرحة جمّة :
- أخــي ! ' كيم جي نام ' يا الهـي لا أصدق !! أنت حيّ !

ثم حول بأنظاره للفتاه المتمسكه بذراعه ليقول بحماسة :
- وزوجتكَ ' لي سو يينج '  أيضاً هنا !

تسمّرَ ' بيكهيون ' مكانهُ مَشدوهاً وفضّل إلتزام الصمت ليفكر بعناية فيما قالهُ وقد قفز في ذهنه ما قرأه سابقاً في كتاب التاريخ الذي أحضره ..

"  وللسلطان أخ أصغر منه يُدعي " كيم جي نام " قد أُغتيل علي يد أعدائه في ظروف غامضة ولم يستيطع المؤرخون أن يتوصلوا إلي معلومات أكثر بخصوصه . "

لم يفق سوي علي السلطان وهو يجذبه بحفاوة ليضمه الي صدره بشوق وهو يردد عبارات الغبطة ، فهربت مُقلتيه تبحث عن ' جايون ' التي تراقب الموقف بعينين جاحظتين من الزهول وبريق أعينها يعكس العديد من الأسئلة التي بالفعل تجول ايضاً في رأسه .

قرر اتخاذ أسلم قرار للحفاظ علي حياتهم لسوء حالتهم وضيقها وعدم إمكانه الإفصاح عن هويتهم فيتهمونهم بالجنون ! فأشار بعينيه للمرابطة بجانبه بحركة سريعة تحثها علي الصمت واتباعه فقط .

لف ذراعيه حول السُلطان ليبادله وهو يقول بلهفة مصطنعة :
- آخي ، إشتقت إليك حقاً ! كيف حالك كُل تلك المُدة ؟

ابتعد الآخر عن أحضانه تاركاً لأعينه فرصة بتفرس وجه أخيه المُقرب لقلبه ليرد له سؤاله قائلاً بإهتمام واضح :
- بل كيف حالك أنت ؟ كيف نجوت منهم ؟! لقد مرّ سنتين بالفعل ولم نسمع عنك أي شيء سوى أنك قُتلت ، لا تعلم كيف تمكّن منا اليأس بعد مُحاولات عديدة بائسه لإيجادك أنت وزوجتك !

تراجع ' بيكهيون ' خطوات ليحيط كَتِف ' جايون ' بذاعيه مردفاً بإرهاق حقيقي :
- لقد كانت رحلة طويلة حقاً لنأتي إلي هنا ، ألا يمكننا أن نرتاح قليلاً وبعد ذلك إسأل عما تشاء بعد إذنك .

استقبل السُلطان طلبه بصدرٍ رحِب فيكفي بالفعل بأنهما رجعا ليكونا تحت جناحيه وتركَ مسألة ثيابهما الغريبة التي أثارت حفيظته بشدة ولم يجهر قط عن تساؤلاته بل تركها لحين آخر، من ثَمّ أمر كبيرة الخدم بتجهيز جناحيهما الخاص والذي أغلق كُل تلك المُدة .

ما إن وطأءت قدميهم الجناح وانفردوا ببعضهم بعيداً عن الأعين ، سارعت ' جايون ' تسأله بعصبيه وهي تشعر بأن أعصابها تنهار  :
- لمّ فعلت ذلك ؟ أنت تعرف جيداً أننا لسنا هم ! لمّ جاريته فقط ! كيف سنعود الآن ؟ يا الهي سأجن !!

جذبها لتجلس بجانبه علي السرير ليقول بتريث عسي يلين رأسها :
- الموقف هو من حكم وليس أنا ، لا نستطيع النفي بكُل بساطة فلن يصدقوا بأننا من المُستقبل ؛ لأن هذا يَعُد هُراء فقط!

هزّت رأسها بتفهم بعد أن أُخمدت ثورتها الفكريّة قليلاً لتتساءل من جديد بتعجب :
- ولكن كيف يكون أخ الملك وزوجته شبهُنا في الشكل لدرجة أنهُ لم يشُك في مصداقية ذلك قط ؟! وأين اختفوا لسنتين ؟

أخرج تنهيده مُرهقة من جوفه تصحبها تعب اليوم كُله ليقول مُفسراً :
- أنا مؤمِن بأن لكل حدث هُناك سبب ورائه ، ولقد قرأت سابقاً بأن أخ الملك ' كيم جي نام ' اختطف هو وزوجته بواسطة أعداء الملك واختفوا ولم يستطع أحد الإستدلال علي مكانهم .

اعتدل في جلسته واستدار ناحيتها ثم وضع كفيه علي كتفيها ليضغط عليهم بخفة مُردفاً بجدية :
- لذلك يجب أن نُمثل بأننا الزوجين ' جي نام ' وسو يينج ' حتي نجد طريقة للعودة ، إياكِ ومُناداتي بالأستاذ مُجدداً !

أومأت بإذعان فأزال أيده عنها واحكم بها رأسه بتعب بدأ يشتد وانحني بجزعة للأمام مُستنداً بمرفقيه علي فخديه، فبعفوية سألته ' جا يون ' :
- هل أنت بخير ؟

همهم بدون أن بنبس ببنت شفه وظل كما هو بدون حركة ، فترددت قليلاً قبل ان تلمس كتفه بيدها لينظر لها بتساؤل يخالطه تعب قضت عليه عندما وضعت كفها علي جبينه بإستحياء لتطمئن علي درجة حرارته .

كان هو يراقبها فقط بهدوء دون أن يبدي ردة فعل وهي تنتفض من مكانها بجزع حالما شعرت بجيبنه يحترق أسفل كفها لتقول بقلق حقيقي :
- بيكهيون ، أنت تحترق !

اعتلي ثغره شبح ابتسامة عندما نطقت إسمه مجرداً ولم يعقب بل رد موضحاً وملامحه تميل إلي السُكاري :
- تلك حُمي تصيبني بسبب تغير الطقس ، فلا تقلقي .

عقدت حاجبيها باستنكار لتأمره بحده لم تقصدها :
- لا أقلق ! حقاً ! انهض هيا لتستحم ولأضع لك بعض الكمادات حتي لا يتطور الأمر .

أمال برأسه للأمام ليستند علي كتفها المواجه له وهو يشعر بقوته تخور ثم غمغم وكأنه يهذي :
- ليست لدي القدرة لفعل اي شيء ، فقط أريد النوم .

تورد خديها من ذلك القُرب المُهلك ولكنها تغاضت علي الأمر لتردف بنبره هادئة رقيقة :
- حسناً هيا إنهض معي لتنام وتستريح .

ثم لفت إحدي ذراعيها لتحاوط خصره وتساعده علي النهوض والتسطح علي السرير بإريحيها وسحبت الدثار الثقيل لتدفئته ، ثم فتشت عن أي قماشة لتحضر له كمادات وبالفعل وجدتها وبللتها بمياه فاترة ووضعتها علي جبينه وجلست بجانبه علي السرير تراقبه بصمت .

دقائق واسترخت ملامحه المشدودة بالكامل وهو يسحب الي نوبة نوم عميقة ، وهي ايضاً لم تستطع السيطرة علي رأسها الثقيل بعد مغامرة هذا اليوم الطويلة فسقطت رأسها لتستغرق هي ايضاً في سُبات عميق .

يتبع الجزء الثاني للفصل الرابع ..

- برجاء دعم الرواية لتستمر .

حلم جوسون || B.B.H.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن