Chp 9 : أخيراً هبت نسمات الحب

1.3K 146 13
                                    

أهو قدرٌ ؟ أن يتعانق قليبنا وسط زِحام الحياة ، أن تسهو روحنا عن اضطرابات دكت سيرنا المُتهادي وقذفتنا في دوامة التوهان ، أن تهيم أعيننا ببريق مصدره عشق حديث الولادة ، بريق كلما مرّ عليه الزمن ازداد توهجاً ، أن نسبح سوياً رغم هيجان الأمواج بصدد أمل مرجو ، كيف ومتي داهمتنا تلك النسمات المُنعشة !

أسند جبينه الي جبينها بأنفاسٍ ثقيلة داعبت وجنتيها بينما أعينه الناعسة تتأمل ملامحها الساحرة عن قُربِ بشغف ، مسح بخفة علي صدغها مبتسماً بوَلَهٍ ، اقترب انشات ضئيلة ليطبع قبلة بسيطة علي صفحة وجهها المُلتهبة وهمس بأذنها بنبرة أشبه بالهذيان :
- غَشِي القَلْب عَن كُل شيء عداكِ فهل تقبلينه يا مالكة القلب ودُنياه ؟

واهِ كم هي ضعيفة أمام تلك النبرة التي تغلغلت لتبلسم جراحها ، ودمرت كُل شكٍ لم يكن بمحله ولن يكون ، تفجرت الدموية بخديها وهي تلفظ أنفاسها بصعوبة ، رفرفت رموشها بخجل مُتفشٍ لتقول بتهدج وهي تراقبه يبعد عنها ليري ردة فعلها :
- هل ما سمعته حقيقياً ام أتوهم ؟

أومأ بابتسامة انبعثت من أعماق مشاعره لتثبت لها مصداقية كلامه ثم احتوي كفيها بين راحتيه ليهمس بحنو :
- شهد عيناكِ يدعو قلبي يومياً للإنصياع لرغبة القلب فكيف أجرؤ علي الاعتراض ! حبٌ كان أو عِشق لا آبه ، كُل أملي هو أن نمضي سوياً للأبد كحبيب وحبيبة .

اندفعت تعانقه بلهفة حقيقية فارتد جسده ليقهقة عالياً وهو يسرع بتلفقها بين ذراعيه واحكامها بين يديه برَاحة ، اتسعت ابتسامته اكثر وزادت إشراقاً عندما همست له بالمقابل بقليل من الخجل :
- أحبك يا بيون بيكهيون ، استاذي الجامعي وحبيبي أيضاً .

ابتعد قليلاً ثم وضع كفيه علي كتفيها ليضغط عليهما بلطف ثم حثها قائلاً :
- من الآن وصاعداً يجب أن تضعي كل ثقتك بي فأستاذك يعلم الكثير من المعلومات التي ستفيدنا بالفعل ، همم؟

تمعنت بعينيه اللامعتين بحب لتوميء مأخوذة بما يفعله وهي تبتسم باتساع حتي بدت نواجذها .

قطع عليهما لحظتهما العمة التي هتفت فجأة :
- الأكل جاهز .

تجاورا فالمقاعد وهما يسترقا بعض النظرات لبعضهما ويبتسمان خفية لتردف العمة بما جعلهم يتجمدون مُنتبهين :
- إنها هي .

سلطا نظراتهم المُتعجبة عليها مُترقبين تفسيراً منطقياً لتلك العبارة المقتضبة ، تنفست بعمق لتستعيد جمودها قائلة :
- كي هاوون ، زوجة الملك جون ميون ، لطالما كانت تحمل الضغينة لسويينغ ولسبب أعرفه يقين المعرفة .

اتسعت حدقتا جايون لتعض علي شفتيها مغمغمة وكأنها تفكر بصوت عالٍ :
- كنت أعلم أن هناك خطب بشأنها ، لم تكن الإشعات تلك من فراغ بالطبع !

حلم جوسون || B.B.H.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن